المحامي موسى سمحان الشيخ
في اليوم العالمي للمرأة وبايجاز شديد يمكن قول ما يلي: وضع المرأة العربية يدعو للرثاء فهناك القهر والافقار والقمع يضاف لهذا وذاك التهجير في مستنقع الدول العربية المتحاربة وهناك بيع المرأة بالمزاد العلني لدى داعش واخواتها من الحركات العنصرية الرجعية وحتى في بعض الدول العربية التي تقف خارج نطاق الحرب شكلا تحيا المرأة صنوفا مختلفة من العبودية، في احدى سجون دولة عربية يقبع اكثرمن 13 الف معتقلة وفي دولة عربية تدعي التقدم والاستنارة تحصل المرأة فقط على 13% من حصتها في سوق العمل وهناك وهناك، المرأة العربية في حالة يرثى لها، ولكن ماذا عن المرأة الفلسطينية. بادىء ذي بدء من حسن حظ المرأة الفلسطينية ومن باب السخرية السوداء فان وجود العدو الصهيوني دفع بالمرأة الفلسطينية شاءت ام ابت الى مقدمة النضال، فهي لم تجد بالمطالبة في المساواة في الحقوق والواجبات على اهميتها مطلبها الاهم، لقد انخرطت في المعركة منذ عام 48 مرورا بعام 67 وشاركت في الانتفاضتين الاولي والثانية وها هي اليوم تشارك في الانتفاضة الثالثة بهمة واقتدار ففي السجون الصهيونية تقبع 53 فتاة فلسطينية وبعض منهن لم يتجاوز سن 13 سنة اما المرأة الغزية فصمودها الاسطوري امام حصار العدو والعرب غير مسبوق والمرأة هنا ليست ام الشهيد مع اكبارنا واجلالنا لها وليست الزوجة او الاخت فقط انما هي المشاركة الفعلية في كل مراحل النضال الفلسطيني ماضيا وحاضرا فمن منا لا يذكر الاخوات والرفيقات: فاطمة برناوي، وليلى خالد، وتريز هلسه، وعائشة ورسمية عودة، ورشيدة عبيد. من منا لا يذكر خنساء غزة التي استشهد ابناؤها الخمسة دون ان تفارق الزغرودة فمها الطاهر الباسم ابدا، وهذا الدور النضالي للمرأة الفلسطينية لم يكن حكرا عليها ولها فقط فلقد عرفته الجزائر وفيتنام وكل الثورات التي قاتلت الاستعمار وانتصرت عليه. المرأة الفلسطينية لم تتوقف عن العطاء سلما وحربا، حيث برزت في كافة الميادين التعليمية والطبية والاقتصادية وما من عربي او فلسطيني حر يمكن ان ينسى صورة ام الشهيد المناضل باسل الاعرج حينما اعلنت بكلماتها البسيطة المعبرة وهي تحكي بعضا من مزايا باسل العظيمة لا يمكن ان تنسى صورة هذه الفلاحه العظيمة وهي تلقن دولة الاحتلال الدرس الذي ينساه دوما بان هذا الشعب باق وباق وجدير بالحياة. نساء غزة والضفة وعرب 48 ونساء الشتات الفلسطيني في المخيمات وفي المنافي لا يعلمن اطفالهن دروب العودة فحسب ولا يحملن صغارهن الخارطة والمفتاح ولا يضعن في صدر البيت صورة الاقصى وجمل المحامل بل هن وبطريقة او باخرى يقمن باعداد جيش التحرير القادم والواثق من النصر وان غدا لناظره قريب.