المحامي موسى سمحان الشيخ
انشغل الفلسطينيون مؤخرا بثلاثة مؤتمرات الاول دعم الانتفاضة الذي عقد في طهران وحضرته فصائل وقاطعته وتحفظت عليه اخرى وهناك مؤتمر فلسطيني الخارج الذي دعا الي الغاء اوسلو واستعادة وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وهناك مؤتمر آرب ايدول الذي حضره وباركه الرئيس الفلسطيني ونجله ومسؤول التلفاز لديه، وفي الحركة بركة، والشعب الفلسطيني خصب وولاد في كافة المجالات وعلى مختلف الاصعدة وهذا ما يثبته التاريخ والوقائع اليومية على الارض، هذا دون ان يعفى هنا وكله من ضرورة مهمات نضالية وفورية على الارض. اما الانشغالات لدى العدو الصهيوني النقيض التاريخي للشعب العربي الفلسطيني فقد انشغل ايضا بعدة انشغالات تدور كلها حول استلاب الحق الفلسطيني ومحاولة اخراج الفلسطينيين من دائرة الصراع، الا ان ابرز ما حدث للصهاينة مؤخرا فهو تقرير المراقب العام للدولة العبرية العدو وهو تقرير خطير اتهم نتنياهو واركان حكومته وحزبه (بالتقصير الخطير) ابان الحرب الاخيرة على غزة. يتحدث التقرير عن المعركة التي اسماها الصهاينة الجرف الصامد والتي حدثت في صيف عام 2014 والتي لقنت غزة خلالها العدو الصهيوني مرارة الفشل والهزيمة واجبرته على تهجير كل سكان منطقته الجنوبية وعطلت مطاره العتيد وامطرته بوابل من الصواريخ بغض النظر عن فعاليتها الان ان نتنياهو لم يعترف بالتقصير ونفاه نفيا باتا حينما اكد ان طاقمه الوزاري اجرى 13 بحثا حول انفاق غزة، وانه قضى على نصف انفاق حماس، وتباهى بان جيشه قتل في هذه المعركة الف فلسطيني، وانه ادب حماس ولاشعار آخر بيد ان الوقائع على الارض تكذب نتنياهو فانفاق حماس تزداد يوميا وخطرها على دولة الكيان يكبر وينمو وهذا ما اسمعته المعارضة لنتنياهو لدرجة ان احد الصحافيين صرخ في وجهه كما تقول هارتس في عددها الصادر يوم 3/2/2017 مخاطبا نتنياهو (اسرائيل تحب غزة لانها تحب الحروب ولانها تجد دائما فيها المبرر لشن الحروب غير المتكافئة). ويمضي تقرير المراقب الصهيوني لدى دولة العدو في وضع نتنياهو في قفص الاتهام حيث لم يقم باي فحص للخيارات السياسية المتاحة بل مضى للحرب قاصدا ومتعمدا ضمن فصل واصبح بين المستويين السياسي والعسكري، الاسوأ على حد قول التقرير ان الجيش الصهيوني استخدم تكنولوجيا وادوات قديمة في تدمير انفاق غزة مخفيا في الوقت ذاته اي نتنياهو معلومات هامة عن الطاقم الوزاري ويتضح ذلك من خلال وجود ثغرات كبيرة جدا بين تقديرات (امان) جهاز المخابرات العسكرية وجهاز الشاباك المخابرات العامة. توالت الانتقادات الكثيرة سواء من قبل اليمين بل ويمين اليمين هذا مع تحفظ كاتب هذه السطور على المصطلح لانهم كلهم ضد الفلسطينيين في خندق واحد وكل هذه الانتقادات تؤكد وتشير الا ان نتنياهو كان على علم بتهديد الانفاق ولم يطلب من جيشه عمل اي شيء الشيء ذاته اكده رئيس المعارضة في دولة الكيان يتسحاق هرتيزوغ من خلال بيانه حينما قال ان التقرير يبعث على الخوف الكبير والقلق. بكلمة: انفاق غزة ومقاتلي غزة ورجال الانتفاضة في الضفة هما الدرب لفلسطين محررة.