بقلم : عبدالله محمد القاق
.. في الو قت الذي بدأت الحياة في صعدة باليمن تعود لما يشبه الحياة الطبيعية ببطء. في وقت كانت شبح الحرب ما زال يلوح في سماء المدينة، إلا أنه يتضاءل مع كل خطوة يخطوها سكانها نحو حياة أفضل ولهذا فقد عقد وزير الخارجية عادل الجبير ووزيرا خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، وقطر الدكتور خالد العطية، بحضور وزير خارجية اليمن الدكتور رياض ياسين، اجتماعاً في واشنطن مع رؤساء المنظمات الإغاثية والإنسانية، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. جرى خلال الاجتماع التشاور والتباحث والاستماع إلى الأفكار والأطروحات التي يمكن أن تقدم من جانب المنظمات الإنسانية، ومراجعة الوضع الإنساني في اليمن والمساعدات التي قدمت حتى الآن، التي بلغت ملايين السعودية وغيرها للمساعدة الطارئة . الدولارات، وهناك مبالغ كبيرة قدمت من الإمارات، ومن قطر. وتمثل الأزمة في اليمن إحدى الصراعات التي لا تشكو من نقص في التمويل من ناحية العمل الإنساني، وإنما تشكو من الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية في إيصال المساعدات إلى المستحقين، وهذه شهادة تحسب لدول مجلس التعاون، بدورها في دعم المساعدات لليمن حيث قال مندوب الامم المتحدة الى المساعدات الانسانية لليمن : «إنه لا يوجد من يمكن أن يكون أكثر حرصاً على اليمن وأبنائه وشعبه من دول مجلس التعاون، ولن يكون هناك من هو أسرع خطى نحو نجدة اليمنيين من أبناء مجلس التعاون، وسيستمر هذا العمل وسيستمر هذا الغوث ليس فحسب في الوقت الحاضر، وإنما لعشرات الأعوام إلى الأمام» والو اضح ان أن هناك أفكاراً تتحدث عن إقامة مشاريع تنموية واسعة النطاق في اليمن عقب عودة السلطة الشرعية إلى ممارسة مهماتها في جميع أنحاء اليمن، موضحاً أن الاجتماع خصص لبحث الصعوبات التي تكتنف العمل الإغاثي والإنساني في اليمن. وحذر من بعض الصعوبات التي يتعلق بعضها بالوضع الأمني في اليمن بصفة عامة، وبعضها يتعلق بضعف البنية الأساسية في اليمن منذ ما قبل بدء الصراع، وهناك أسباب إدارية وأسباب تتعلق بالتواصل وتبادل المعلومات والأفكار حول بعض القضايا، وهناك صعوبات سمعنا عنها وأخذنا بها علماً في هذا الاجتماع، وسنسعى إن شاء الله إلى معالجتها بشكل سريع. وفي راي السعودية : « ان الحوثيين يعترضون شحنات الإغاثة وأنهم أخيراً اعترضوا 20 شاحنة كانت متوجهة إلى مدينة تعز، وسرقوا محتوياتها، ووجهوها إلى غير وجهتها الأصلية»، مضيفاً: «هذه من القضايا التي عبرنا عن قلقنا تجاهها للمنظمات الإنسانية، وبطبيعة الحال المنظمات الإنسانية لا تملك سلاحاً لتفرض نفسها، ولكنها تملك السلطة المعنوية، إذ وعدوا باستخدام هذه السلطة المعنوية في إيصال هذه الرسالة إلى الأطراف الأخرى وفي تقديري ان اليمن بحاجة الى المساعدات الكبيرة لوقف تدهور اليها الانسانية في المرحلة الراهنة نتيجة استمرار القتال التي تقوده حماعة الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح والتي افقدوا اليمن الى كل انواع الفقر والبطالة والتدمير والهلاك.