بقلم عبد الله محمد القاق
تكتسب قمة عمان التي تنعقد في السابع والعشرين من شهر اذار الجاري وسط استعدادات ضخمة تجريها الفعاليات السياسية والاقتصادية و الاعلامية الاردنية لاستقبال هذا الحدث الكبير الذي يعقد في عاصمة الوفاق والاتفاق اهمية كبرى في هذه المرحلة الحساسة نظرا للتطورات السياسية والاوضاع الاقليمية والدولية والتحديات التي تواجه الامة العربية بشكل عام ومنها الازمة السورية وتداعياتها على دول الجوار ووجوب اتخاذ الاجراءات السياسية الحازمة من اجل احتواء الازمة في ضوء تفاقمها، الامر الذي يجعل القمة علامة مميزة وفارقة في تاريخ الامم والتي يزخر جدول اعمالها بموضوعات من شأنهاحل الزمات في اليمن وليبيا والعراق وتفعيل واصلاح الجامعة العربية واذا كان المواطنون العرب سئموا من توصيات وقرارات القمة لأنها لم تحقق لهم شيئا، ولم يتم الالتزام بها في الكثير من المناسبات الوطنية والقومية فانني اعتقد ان دقة المرحلة وصعوبتها ودور الاردن بقيادة حلالة الملك رعاه الله ستسهم في وحدة مصير الامة وتلاحم صفها لان هذه التهديدات لن تنقذ من الموت طفلا ولا ترأف بأم تحتضن رضيعا ولا تلحق منكوبا فتخرجه من قنابل الظلم والعدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني او بعض الانظمة العربية المستبدة.
ان الثقة بالنفس والآمال المرجوة والطموحات الكبيرة التي يعلقها الشارع العربي على القمةفي عمان ستشكل اذا ما خلصت النوايا مرتكزا للعقل العربي الراجح عنوانه العمل الجاد ومبتغاه المصلحة العامة… وساحته خيمة تظل العالم العربي جميعا من المحيط الى الخليج حيث تم تجسيد الحديث الشريف الذي يؤكد ان الاخوة كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالحمى والسهر ،لكنه يجب ان يكون سهر المحب المخلص لوطنه وامته لا المشكك الذي ينتهز الفرصة للانقضاض على الاخر.
فالقمة العربية التي قمت بتغطية معظمها في عمام عام 1987 والمغرب ونونس والقاهرة وبيروت التي تأتي في عهد رئيس اميركي جديد رونالد ترامب الذي نادى بنقل سفارة اميركا الى مدينة القدس وبارك الاستيطان الاسرائيلي الجديد ووافق على مقترح نتنياهو باقامة دولة عنصرية احتلالية ورفض اقامة الدولتين ستناقش ايضا هذه القضايا ومسألة الاستيطان الاسرائيلي ورفض اسرائيل الاذعان للقرارات الدولية بشأن الانسحاب من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ومواصلة قضمها للاراضي في القدس واستمرار توجيه التهديدات للفلسطينيين واللبنانيين وفرض الحصار الجائر على قطاع غزة مدعومة من الولايات المتحدة الامريكية والتي تريد الادارة الامريكية من السلطة الاذعان للموقف الاسرائيلي المتغطرس وهذا ما عبر عنه الرئيس الامريكي ترامب خلال لقائه نتنياهو في البيت الابيض الشهر الماضي وستكون مسألة احتلال ايران لجزر ابو موسى وطنب السفلى والكبرى مدار بحث لان هذه القضية ستؤرق دولة الامارات والدول الخليجية الاخرى لاستمرار وجودها حيث سبق وان طالبت القمم العربية والخليجية السابقة بضرورة انسحاب ايران من هذه الجزر واعادتها الى دولة الامارات العربية بالاضافة الى عرض للملف الايراني وتدخل ايران بدول المنطقة والذي سيكون حاضرا خلال النقاش بين الزعماء العرب.. بعيدا عن اي تدخل خارجي. فالمطلوب من القمة العتيدة والذي اعلنت الجهات الرسمية اطلاق موقعها منذ ايام وتلقت طلبات من مراسلي الصحف العربية والاجنبية والقنوات الفضائية ووكالات الانباء, انهاء الانقسامات والسجالات والحروب الكلامية والعمل على دعم اقتصاد الدول العربية بشكل كبير خاصة وان العرب خسروا بفضل الازمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها اكثر من ثلاثة تريليونات دولار وهذا يعكس فداحة الخسارة الاقتصادية العربية التي مني بها العرب والتي لم يواجهوها حتى الآن بحلول ناجعة حيث دفعوا اثمانا كبيرة على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية الامر الذي يتطلب ان يكون الموضوع الاقتصادي في مقدمة اولويات القمة لان مثل هذا التعاون يجسد مصلحتهم جميعا ويؤسس لسلسلة من العمل العربي الاخوي البنّاء، وهذا يتطلب ضرورة العمل وبشكل منهجي وجاد على تعزيز وتطوير وتمكين مؤسسات واطر العمل العربي المشترك وفي مقدمتها الجامعة العربية التي تحتم عليها طبيعة المرحلة مواجهة حقائق المواقف والواقع الدولي والاقليمي الذي نعيش والقائم على محورية دور المنظمات والهيئات الاقليمية في العلاقات الدولية بجوانبها كافة. وكلنا ثقة في ان تسهم نتائج القمة العربية في الدوحة التي اتسمت بحسن الاعداد والتنظيم والاستقبال في مواجهة التحديات الراهنة وان تكون نقطة تحول جديدة على مستوى حل الخلافات العربية وخاصة الازمة السورية ووقف سفك الدماء وازهاق الارواح بين الاخوة السوريين والعمل الحثيث لتطوير العمل العربي المشترك بين الشعوب والحكومات العربية وان يسهم القادة في تكريس التنمية والتحديث والاصلاح في الوطن العربي بما يتفق مع مصالح وقيم الشعوب وتلبية احتياجاتها.. بحيث تكون قراراتها والتي يتطلع اليها الشعب العربي تمثل استجابة لطموح الاصلاح والتغيير لتفعيل العمل العربي المشترك وفق رؤية ثاقبة تتفهم الحاضر والمستقبل باعتبار ان حاضر هذه الامة ومستقبلها واحدٌ وان ما يهددها هو الانكفاء والتشرذم والخلاف في هذه المرحلة الحساسة. فالمطلوب من هذا المؤتمر الاتفاق على تعاون عربي شامل منها دعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين وانهاء النزاعات العربية القائمة حاليا وحل الازمة السورية ووضع رؤية لعمل عربي مشترك في اطار التزام جماعي يهدف الى الوصول لواقع يحقق الوحدة والتضامن وانهاء الخلاف ووضع اولويات لمحاور التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتناسب مع واقع منطقتنا لتوفير مستقبل افضل لاجيالنا القادمة