سائد الفراية
هناك اسلام نعرفه واسلام نتحدث عنه واسلام اخر نمارسه وهناك اسلام في الكتب واسلام اخر في عقول الناس وقلوبهم ولهذا يمكن القول ان الاسلام معطل لانه ليس مجرد مبادئ تضمها الكتب او ديانه تسجل في البطاقه الشخصية انما هو فكرة لا بد لها من تطبيق وبغير التطبيق تظل انبل الافكار تهاويم في اطار الحلم .. واحيانا يخيل للناس من فرط ابتعاد الفكرة عن التطبيق ان الفكرة لا تصلح للتطبيق وبدلا من اسناد التقصير الى الفاعل الاصلي واتهام المسلمين بعدم قدرتهم على التطبيق يتهم الاسلام بانه غير قادر على الحياة وسط ظروف متطورة. وهكذا يؤدي تقاعس المسلمين الى القاء الظلال على الاسلام ذاته والاسلام بريء من تهمته اللاواقعية وتهمة العجز عن تغيير الحياة لو طبقت مبادؤه فالمسلمون اليوم ليسوا اعلانا طيبا عن الاسلام كل ما في الامرانهم مجرد اسم مسلمين اما هم فانفسهم لا روح اسلام بها فالاسلام هو القوه والترابط والمسلمون هم الضعف والتفكك والاسلام هو الترفع والمسلمون ليسوا كذلك ومن المدهش ان تكون مدن المسلمين اقل المدن نظافة وان تكون شوارعهم اضيق الشوارع وان تكون دكاكينهم ودواوينهم بهذه الفوضى واي انسان يتامل العالم الاسلامي يتصور ان هذا هو الاسلام والاسلام بريء من هذا انما نحن امام تطبيق مسلمي هذا الزمان للاسلام وهو تطبيق يتسم بالتخاذل والجهل والخرافة وبالتالي هو تطبيق لا علاقة له بروح الاسلام او حقيقته. ان الاسلام مثلا هو دين النظافة وهو دين يعتبرها من الايمان ويامر اتباعه بغسل اصابعهم ووجوههم واقدامهم خمس مرات في اليوم اثناء الوضوء فكيف يستقيم هذا مع اتساخ احياء المسلمين وشوارعهم ؟؟.. والاسلام دين يعلم الناس الوقوف في صفوف اثناء الصلاة ويهمه كثيرا ان يكون الصف مستقيما فكيف يفشل المسلمون في الوقوف في اي طابور سواء لركوب الباص او شراء شيء ويطلب ايضا ان تكون الصلاة على وقتها فاين دقة المواعيد لدى المسلمين. ايضا نزل الاسلام بكلمة (اقرأ) فكيف تتفق القراءة وهي ممارسة للمعرفة في كون كثير من المسلمين اميين لا يقرأون .. ان القيم التي غرسها الاسلام فينا كلها بدأت تتقهقر الى الخلف وتتسارع خطى الغرب لابعادنا عن هذه القيم بدعوى الانفتاح والحضارة في حين ان المجتمع الغربي بصفة عامة وبالرغم من افتقاره الحس الديني في الغالب الا انه يتخذ من مكارم الاخلاق قاعدة لظهوره بمظهر المتحضر والتي هي من اسس عقيدتنا الاسلامية ونحن من ابتعد عنها فلا نحن من تمسك بمكارم الاخلاق ولسنا من قلد الغرب في التحضر المبني على مكارم الاخلاق قال رسول الله عليه الصلاة والسلام((انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق )) ونحن نعرف ان المؤامرة على العالم الاسلامي تحاول ابقاءه على حالة من التخلف ولكن امانة الاسلام توجب على اتباعه ان يقاموا التخلف وان ينظر كل واحد فيهم داخل نفسه اولا ليرى مقدار حظه من الاسلام .