المحامي موسى سمحان الشيخ
واخيرا جاء ترامب وبدأ بممارسة سياسته قبل ان يسخن الكرسي تحت مؤخرته حيث اعلن عن وقف التمويل الامريكي لكل منظمة في الامم المتحدة صادقت على عضوية دولة فلسطين او منظمة التحرير الفلسطينية ومرسوم آخر يقضي بتقليص مساهمة امريكا بنسبة 40% من ميزانيات المنظمات التي تعتبرها ادارة ترامب ارهابية وبما ان اول الرقص حنجلة كما يقول عامة بلادنا الحكماء فانه ترامب اوقف 221 مليون دولار اتخذتها ادارة اوباما كدعم لفلسطين، وهذا اول الحكاية لمحبي امريكا سيما القادة العرب او المهووسين بالنموذج الامريكي قد يكون القادم اصعب من نقل السفارة. اما دولة العدو الصهيوني فلم تضيع الوقت فبعد بناء 1230 وحدة استيطانية منذ بدأت تباشير الخير بالنسبة لها تهل بمجيء ترامب فقد اقدمت بالامس على تدشين 123 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة حسب ما اعلنته بلدية القدس التابعة للعدو الصهيوني على لسان مئير ترحمان لوكالة فرانس برس قائلا (يستطيع المقاولون البدء بالبناء غدا) والامر لم يقف عند هذا الحد حيث اوضح المصدر ذاته بل انه سيتم خلال الايام القادمة الموافقة على 450 وحدة استيطانية في جبل جيلو بالقدس مؤكدا - ويا للسخرية - ان هذه المشاريع جمدت لسنوات بسبب ضغوطات اوباما، فمن يمنع دولة العدو من استكمال اخراج القدس وفلسطين كلها من حيزها العربي والاسلامي في ظل سيد البيت الابيض الجديد؟ وغفلة العرب وزوغان السلطة في مواجهة المواقع المرير؟ وهناك يا عرب وفي السياق ذاته اعلنت دولة العدو الصهيوني عن دخول (قطار المبكى) اعني خط القطار الذي كما نسميها اورشليم ربط هذا الخط بحائط البراق) والا يا ثورة البراق المعروفة!! وفي اليوم ذاته تقرر دولة العدو الصهيوني هدم قرية العراقيب وسواها بينما تندد الجامعة العربية بقرار اقامة 2500 مستوطنة، شكرا جامعتنا كفيتي ووفيتي. ان كان للكلمات من معنى وان كان لشعور الامة بالخطر من مبنى، فاننا نأمل ونتوقع ان تتعمق وتكبر وتمتد امتدادة الضفة ويتعمق صمود غزة ويتجذر، ويصحو العرب من حروبهم الطائفية حتى لا يصح فيهم الى الابد قول العجوز بن غوريون (العرب اطفال كبار .. كرماء مع الاجنبي لحد السذاجة) ليعود فيصفهم في مكان آخر بالحشرات، ليس بمقدور العرب البقاء في وضعهم الحالي الاستثنائي المخزي الا اذا ارادوا ضياع بلادهم اكثر مما هي ضائعة ودائما تطل فلسطين قصة اخرى واخرى.