عبدالله العظم
يبدو ان الحركة الاسلامية الممثلة بالجبهة والحزب قد تخلت عن شعارها »اعدوا« الذي رافق عملها السياسي منذ الخمسينيات كما وانها قد تخلت عن مقولة قياديها واعضائها الرائجة بالامس ان الاردن ارض الحشد والرباط وذلك للانقلاب السياسي الذي تعيشه وتفكر به قوى داخل الحركة وتتضح تلك المعايير من خلال تصريحات منصور وبني ارشيد المتكررة والتي تحرض على تخفيض موازنة الجيش على اعتبار انها نفقات على كاهل الموازنة، في حين ان مصر بعد الثورة وعلى سبيل المثال تسعى ومن خلال رئيسها المنتخب محمد مرسي لتقوية وتعزيز جيشها على اعتبار انه ركيزة الدولة. ومن المتناقضات الاخرى تحرك الاسلاميين في اتجاه اخر ما يزعمه منصور وباقي قيادات الحركة واعضائها في ان الخيار الوحيد للخروج من الازمة هو اعادة المجلس السابق المنحل وهو من وجهة نظرهم ومنذ انعقاده مجلس غير شرعي ومزور. وهذا بحد ذاته ما يضعنا في ديمومة الحيرة معهم بالنظر لمطالبهم ومساعيهم المتقلبة والهلامية. الرصد ليس في هذا المعنى وحسب بل وبكل تقلباتهم السياسية حيث انتقلوا من بناء الدولة الاسلامية الى الدولة المدنية بحسب الرائج على لسانهم وكذلك تخليهم عن مبدأ الشريعة المستمدة وارتباطهم مع القوانين الوضعية كلما استدعت الحاجة، وبالتالي وعند سقوط كافة الاقنعة التي يتقنعون بها فاننا لا نجد اي ثوابت لديهم فيما يقولون او يدعون، فالامر لديهم اصبح مرهونا بالسلطة واي آليات قد تدفع باتجاه الوصول اليهاهي آليات مباحة ومستباحة وان الدين ضرورة لغرض السيطرة على الناس وهو ما يدور في فكر وذهنية الميكافليين بعيدا عن الفكر الديني والسياسي الذي يروجون له.