بقلم : عبدالله محمد القاق
فيما احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة لاستقبال العام الجديد في الاول من ينايرمن هذا العام 2017في ضوء مبادرة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ، بإعلان 2017 عاماً للخير، فإن مظاهر الخير والأمن والأمان والسلام والوئام، ولله الحمد، تزين سائر أرجاء الدولة، وتحتضن بدفئها مكوِّنات المجتمع الإماراتي كافة من مواطنين ومقيمين، ينعمون جميعاً ببيئة استثنائية من الاستقرار القائم على معطيات راسخة من التقدُّم الاقتصادي والاجتماعي والقيم السامية، وفي مقدِّمتها قيم التسامح والتعايش والوسطية والانفتاح على العالم، وعلى ثقافاته المختلفة. هذا المشهد الإماراتي الداخلي، الباعث للاطمئنان والاعتزاز، توازيه مكانة مرموقة تتبوَّؤها الدولة على الخريطة العالمية، كنقطة مضيئة تشعُّ خيراً وسلاماً وتسامحاً، وذلك منذ تأسيس الدولة في عهد الوالد القائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيَّب الله ثراه، الذي أرسى نهجاً إماراتياً راسخاً قوامه الانفتاح المثمر البنَّاء على مختلف الشعوب والثقافات، بما يعزُّز التعاون والسلم العالميَّين، وهو النهج نفسه الذي تواصل قيادتنا الرشيدة تكريسه اليوم؛ لتغدو الإمارات عاصمة إقليمية وعالمية للتسامح والتعايش يُشار إليها بالبنان، وحصناً منيعاً أثبت جدارته في التصدِّي لأصوات التشدد والتطرف والتمييز.
هذه التجربة الإماراتية المتميزة التي لمستها حلال زيارتي للامارات خلال اسبوعين في بداية هذا العام وشاهدت مختلف مرافق الدولة وحضارتها والتقيت مع مسؤولين من شخصيات سياسية واعلامية واقتصادية وثقافية وحضرت احتفالات التراث الشعبي الاماراتي المنوع والشامل وبداية رأس السنة الجديدة والتقيت الاستاذ جمعة العبادي سفير الاردن النشط بالامارات والذ ي يلعب دورا كبيرا من اجل تطوير العلاقات الاردنية -الاماراتيه ويسعى لزيادة حجم الاستثمارات الاماراتية في الاردن والتي بلعت حوالي 12 مليار دولار ويحظى بتقدير واحترام كل المسؤولين والرعايا الاردنيين في مختلف مناجي الامارات لما يقدمه من خدمات جلى لرعايانا والذي يبلغ عددهم حوالي 25 الف نسمة فاني لمست من خلال هذه اللقاءات اهمية دور الامارات في هذا العام من وسائل كبيرة في تعزيز قيم التسامح واحترام الآخر داخلياً وخارجياً، والتي بلغت أوج ألقها عبر الخطوة غير المسبوقة التي خطتها الدولة على مستوى العالم بتخصيصها وزارة للتسامح، إلى جانب إصدارها قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة جميع أشكال التمييز، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل التعبير، إلى جانب الحضور الإماراتي اللافت في مختلف المنابر الإقليمية والدولية المعنية بتعزيز الحوار والتقارب بين مختلف الأديان والثقافات، تحظى بتقدير متزايد على الساحتين الإقليمية والدولية، تترجمه شهادات متواصلة تصبُّ في هذا الإطار، لعلَّ من أحدثها إشادة نورلان يرميكبايف، وزير الشؤون الدينية والمجتمع المدني في جمهورية كازاخستان الصديقة، خلال لقائه فريق «البرنامج الوطني للتسامح» بمقر البرنامج في أبوظبي مؤخراً، بمتانة العلاقات الثنائية بين بلاده والإمارات، والدور الريادي للدولة في تأصيل قيم التسامح، وتعزيز السلم والوفاق المجتمعي، مثمِّناً تأكيد دولة الإمارات الدائم للغة الحوار والسلام والتعاون والاحترام، واتخاذ السبل والتدابير لاستدامة قيم التسامح لدى أفراد المجتمع والأجيال القادمة، ومعرباً عن استعداد بلاده التام للتعاون مع دولة الإمارات في المساهمة الإيجابية في تعزيز قيم التسامح إقليمياً وعالمياً.
هذا اللقاء، الذي جاء ضمن إطار المساهمَتَين الإقليمية والدولية لدولة الإمارات في تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، هو جزء من الدور الحيوي الذي تؤديه الدولة بغية نشر وترسيخ التسامح كثقافة عالمية، وفقا لما جاء في نشرة مرز الدراسات الاستراتيحية في ابوظبي وذلك انطلاقاً من إدراك الدولة وقيادتنا الرشيدة لأهمية هذه الثقافة في مواجهة آفات التطرف والإرهاب، والتصدي لدسائس أصحاب الفكر الضلالي الذين يحاولون بثَّ سمومهم في فئة الشباب خصوصاً، بما يحقق أطماعهم في تحويل العالم إلى بؤرة من الظلام والسوداوية.
وفي سياق المبادرات والجهود الإماراتية المتواصلة في هذا المضمار، جاء تأكيد معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح، خلال لقائها مجموعة من سفراء الإمارات الجدد لدى دول العالم الصديقة مؤخراً، أهميَّة الدور الذي يقوم به سفراء الإمارات في العالم لترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام، وإبراز الجهود الرائدة للإمارات، دولة الخير والوئام، ومساهماتها الإنسانية والحضارية المتعددة التي تقدمها إلى البشرية جمعاء من دون النظر إلى الأصل أو الجنس أو اللون أو العرق أو الدين أو الطائفة، متطرِّقةً معاليها إلى أهمية «البرنامج الوطني للتسامح»، من حيث تسليط الضوء على الجهود الحثيثة لدولة الإمارات، قيادةً وحكومةً وشعباً، في التسامح والانفتاح وقبول الآخرين والتفاهم، ومشيرة إلى أهمية أن يقوم كل السفراء بأدوارهم الوطنية في إظهار الصورة الحقيقية لدولة الإمارات كبلد متسامح، داعيةً إلى نشر الفكر التسامحي الرصين والنهج الإماراتي الرائد في تجذير قيم التسامح والسلام والتعايش والوئام محلياً وإقليمياً وعالمياً.
رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية