الشاهد -
مشاركات
يوم الفراق
جال الحنين بخاطري وتركت زمام عباراتي تسقط فوق صفحاتي شوقا إليك حبيبتي يوم الفراق تمزقت النياط في قلبي أصبحت جثة بلا قلب لأن قلبي لم يجد مكانه سوى لديك سأعود حتما يا بلادي سأعود حتى لو طال الزمن حتى لو طال الفراق لأن مكاني عندك بين أهلك وناسك سأعود حتما يا بلادي كم كان للفراق لوعة تبقى مريرة حتى أعود وكم ملأت حبك في قلبي فحبك في قلبي ليس له حدود. رورو
إلى صديقتي..
إلى صديقتها سبيل مرت الأيام وجرت الساعات ولم تجد الفتاة صديقتها حتى تحكي معها وتفهمها وبعد مرور أيام طويلة كالدهور والساعات كالأسابيع وجدتها، وجدتها أمامها فجأة وهي لا تدري من أين جاءت كانت شاردة تحدث نفسها أمعقول انقطعت الصداقة بينهما؟ وها هي تجدها بين يديها وجهها شاحب ذابل ويبدو عليها بأنها لم تذق للنوم طعما بقيت الفتاتان تنظران إلى بعضهما برهة ثم سحبت الفتاة يد صديقتها وذهبت إلى مكان لا أحد فيه، إلى مكانها الذي تفضله بقيت الصديقتان صامتتان حتى تكلمت الصديقة الغائبة وأخذت تشرح لصديقتها ما حل بها وما حدث وأخذت تبدي أسفها لذلك التصرف الذي بدر منها دون قصد أو إدراك وأخذت عبر صديقتها وتلقي على مسامعها همومها وأحزانها وهي تبكي قالت لها الفتاة لا تبكي وإنسي ما مضى وافتحي صفحة جديدة من حياتك وإبدئي حياة جديدة ثم مسحت لها دموعها برفق وشبكت أصابع يدها مع أصابع صديقتها ثم أكملت لها بصوت هامس مليء بالحب وهما يغادران المكان الحياة مليئة بالأمل فلا شيء أجمل من الأمل. رقية أحمد
الإنتقام
بين جدران السجن وظلمته الحالكة، وجوه تعبة أنهكها الصراع ووحدة مؤلمة زادت من وحشية البشر ويد جلاد تبطش دون رحمة انتظر وقت الإستراحة من فترة لأخرى كي أرى أشعة الشمس المتسربة لتحادثني وأشكو لها همي اعتدت على الوحدة فهي جانب روحي وعمق في كياني لم أكن سوى وحش لا يستطع التخاطب أو التفاهم مع بني البشر كتلة هامدة تشكو همها لأشعة الشمس والجدران. كانت ظلمة السجن ووحشيته قادرة على أن تعيدني للتوبة والطريق السليم مرت السنوات التي عوقبت بها على فعلتي فقد قتلت أبي نعم، قتلته بكل وعي وإدراك. فقد كانت أمي المرأة الضعيفة المكسورة بين يدي والدي وتحت سكينه ضحية أخرى من ضحاياه رجل يعيش على هواه يتزوج وينجب ويرمي للزمان وأصبح الزمان كافل بتربية هذه الكتل اللحمية كأنما لا روح لها تزوج وأنجب ولكنه لم يذق طعم الأبوة يوما. جلس وأمي في تلك الليلة المشؤومة وأخذ يشتم أمي ويضربها بشدة وما ذنبها إلا أنها رفضت أن تطرد من بيتها وترمي نفسها وولدها ذو الثامنة عشر بين يدي الحياة القاسية فغضب وقام بضربها بالسكين وكنت شاهدا على تلك الفعلة فاندفعت كأي إبن له والدة أحبته وعطفت عليه في مكان وزمان جار فيه الكبير والصغير والغني والفقير اندفعت وضربته على رأسه فقتل وقتل كياني في هذا السجن. مرت السنوات ببطء شديد وظهر الشيب على رأسي كالنجوم المبعثرة في عتمة السماء مضت السنوات وحان وقت خروجي من هذه العتمة البشعة للحياة من جديد رأيت نور الشمس كاملا منطلقا بكل حريته خرجت من السجن وأنا أفكر بشيء واحد وهي أمي ويا ترى ماذا فعل بها الزمان وأين وصلت بها الدنيا وكيف عاشت وحيدة لم تزرني في السجن أبدا طوال تلك الفترة لا يهم فقد خرجت وانتهى الأمر وأخيرا سوف أرى أمي التي كانت دائما وأبدا في قلبي ومخيلتي فكرت بكل الإحتمالات إلا أن تكون أمي التي أنقذتها من الموت قد استسلمت له وماتت. خرجت من السجن عائدا للمنزل وقفت أما الباب خائفا ومتلفها للقاء قرعت الجرس ولكن لم يجب أحد خفت وقلقت وانقطع حبل أفكاري وإذا بجارتنا في الطابق العلوي تلقي بين يدي مفتاح المنزل وكيس صغير سألتها عن أمي وكأني لا أدري فأجبتني بحزن إنها ماتت طوال السنين وهي تعمل وتكدح لتجمع النقود التي في هذا الكيس ولكنها لم تستسلم للموت بل قتلت قتلها عمي إنتقاما لوالدي هكذا خرج هذا الرصاص الذي قتلني من فم جارتنا. يا لي من أحمق أفكر لماذا؟ وما شأنها وما ذنبها؟ كأنني لا أعلم أن الظلم أصبح عادة لا تفارقنا كيف لي أن أدخل المنزل وأنا أعلم أنني لن أرى أضواءه ولن أحس بجدرانه وأمي غائبة عنه جلست أمام الباب ونمت والدموع تذرف من عيني. استيقظت على نور الشمس الذي أيقظني من الصدمة أنا نفس بشرية تكره الظلم ولا تستسلم له سألت عن عمي فقيل لي أنه أمر رجلا أن يقتل أمي مقابل النقود فسجن الرجل ولم يعترف على عمي وبقي عمي طليقا أحسست بقلبي توقف للحظات وأحسست بقدماي تمشي مبتعدة عني لم يكن في ذهني وتفكيري إلا الإنتقام سرت لبلدة عمي وفي داخلي فراغ كبير ونفسي ينقصها الحنان الذي كنت أنتظره. وأنا في طريقي بالقطار جلست بجانبي فتاة جميلة في مظهرها الخارجي ولكنني أحسست أن نور وحنان بداخلها أجمل كالذي داخل أمي تجرأت وسألتها عن إسمها فقالت إسمي زهور وأخبرتها بإسمي فقلت وأنا غالب وأخذت أروي لها قصتي فحزنت وتألمت كثيرا وأحسست أن الفراغ الذي بداخلها هو نفسه الذي بداخلي ثم أخذت تحكي لي عن امها التي ماتت من المرض واخوتها الذي تشردوا وهاجرو للبلاد المختلفة ووالدها الذي انشغل بملذاته الشخصية وتركها تعمل وتعود له بالنقود والغريب أنها أخبرتني بشدة حبها لأبيها وتعلقها به فحزنت لما قالت وتمنيت التوبة لأبيها كان قد اختلطت مشاعري في ذلك الوقت فتعثرت كلماتي ولكن للأسف لم أستطع أن أبوح لها بشيء فحان وقت نزولها للبلدة التي تعمل بها فسألتها عن بلدتها الأم فكانت هي نفس البلدة التي يسكن بها عمي سلمت علي وذهبت بسرعة وبقيت أنا على أمل أن القاها مرة أخرى بقيت في القطار انتظر المحطة القادمة من حياتي. وصلت لبلدة عمي وبحثت عنه للإنتقام فوجدته وكان قد صعق وصل حد الجنون عند رؤيتي فقد نسي أن لتلك المرأة ولد قد شاب رأسه وأصبح رجلا اقتربت منه لقتله فأخذ يرجوني أن أسامحه وأخذ يقول: أن له أولاد مغتربون في بلاد أخرى وفتاة تعمل وحيدة في المنازل لا أدري لماذا وقعت زهور في خاطري فسألته عن البلدة التي تعمل بها ابنته وأوصاف تلك الفتاة فاندهشت وقلت له: أإسمها زهور؟ فأجابني بإندهاش نعم!! شعور لا يوصف تخلل في عروقي وأخذت الأفكار تضطرب بداخلي رأيت أمي وزهور وتذكرت حبها لأبيها ماذا أفعل أاقتله وأذهب للسجن مرة أخرى أم أقتله وأهرب وأهرب وأعيش وحيدا أم أصفح عنه وأنتظر زهور وأبوح لها بمشاعري وأمي التي لا ذنب لها هل يذهب حقها هباءا وكيف لا يصبح هذا الظالم عبرة لكل قاتل ومتجبر في الأرض. تصلبت في مكاني فأنا حقا لا أدري ماذا أفعل؟ مشاعري أم الإنتقام؟؟!.. روان عدنان حسن العواودة
قلب أم..
يا أسفي ويا حزني على قلب أم نما كغصن من دون جذر فاح كرائحة عطرة ليست بمسك ولا عنبر أشرق كشمس بلا يوم وغاب كليل بلا قمر فكره دائما يشع بإبن غاب دون وداع أو عذر ورمش العين يغمض حين تنزل دمعة ولا يغمض حين يأتيه ليل للنوم يا حسرة على أيام عدة مضت نسيتها ونسيت في ذكري أي قلب تحمل أنت يا بني أتنكرني وأنا أمك وتكسر بخاطري سامحك الله يا زمنا شددت على يده بسفر دون مرجع هلك جسمي ولم تعد ساقاي تقدر على حملي ومتابعة سيري فكيف اليوم أطيق نفسي وغمامة لفت على صدري في حين فجعتي يا رب احميه فقد غاب عنه ذكري لشغل فيسره له ولا تحمله خطيئة قلة صبري أما ان كان لكارثة فهونها عليه ولا تحرق عليه قلبي وابعث له الخير أينما كان وارسل له قبلاتي وألمي عل لعقله أن يقنع أن له أما كانت في الماضي ونسيها في الحاضر أو جعلني امة تحت قدميه لأراه صبحا وعصرا وأرى أحفادي وقد جاءوا بغفلة مني وفي غربته عني وإن لم يذكرني ولن أراه فخدني عل دمعة من عينيه تنزل على قبري. آية عودة الشريفات