الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي
من ضمن الحالات الانسانية التي طرقت بابها صحيفة الشاهد كانت من منطقة مخيم الوحدات هذه العائلات كانت تعاني من الاعاقات العديدة لابنائها عدا عن حالة الفقر المدقع الذي تعاني منه هذه الاسر، فقد نهش الفقر وتخلل في اجسادهم النحيلة التي لا تقوى على حالات الفقر وشبح المرض. الشاهد كان لها هذه اللقاءات مع اسر تكالب عليها شبح المرض والفقر في آن واحد. الحالة الاولى الشاهد طرقت منزل الحاجة وداد اسماعيل سعيد جبر وهي عجوز تجاوز عمرها 65 عاما وما زالت تعاني في هذه الدنيا القاسية التي لم ترحم كبر سنها وعجزها فهي تعيش وحيدة في هذه الدنيا القاسية مع ثلاثة ابناء يعانون من الاعاقات الجسدية المتعددة اكبرهم يبلغ من العمر 35 عاما واصغرهم 26 عاما. العجوز وداد ما زالت تعاني الامرين من عجزها وهي بحاجة الى الكثير الكثير من النواقص لابنائها. عين كاميرا الشاهد تجولت عين كاميرا الشاهد في منزل العجوز وكان منزلا معتما لا تدخله الشمس ولا الهواء النقي وتفوح من المنزل رائحة الرطوبة والعفن اذ تنبعث منه رائحة تجلب الامراض العديدة والمنزل عبارة عن غرفة واحدة ينام فيها الابناء الثلاثة المعاقون مما جعل الغرفة غير صحية للعيش فيها لانعدام دخول الهواء واشعة الشمس فيها. قالت الحاجة وداد اسماعيل سعيد جبر رزقني الله بخمسة ابناء معاقين جاهدت فيهم حتى كبروا وتوفي زوجي الذي كان يساندني ويساعدني بابنائي لان العناية بهم صعبة جدا وتوفي قبل اعوام وتركني مع ابنائي وحيدة اعاني الامرين بالعناية بهم فانا لا استطيع ان اغفل عنهم ابدا. فابنتي حنان عمرها 44 عاما وتعاني من انفصام بالشخصية وهي مزعجة جدا جدا لانني اذا غفلت عنها تسببت باذى لابنائي ولنفسها وابني ايمن 35 عاما يعاني من اعاقة عقلية شديدة وابنتي كفاية 33 عاما ايضا تعاني من اعاقة عقلية شديدة وابني محمد يعاني من مرض السكري ويتعالج بالانسولين ولا يستطيع العمل بسبب مرضه. هذه عائلتي التي اعيش معها والجميع يعلم المعاناة التي اعانيها. وقالت العجوز وانا اعاني من السكري والضغط واتعالج بالانسولين وكذلك لا استطيع الرؤيا بعيني الا القليل القليل. واكدت الحاجة بانها تأخذ من صندوق المعونة الوطنية راتبا شهريا (185) دينارا لكن تتمنى ان يكون لها منزلا خاصا تعيش فيه مع ابنائها لان الغرفة التي تعيش فيها هي ملك لشقيقها وقد تركها تعيش في المنزل رأفة بظروفها الصعبة. وناشدت العجوز قائلة ان فصل الشتاء على الابواب والراتب الذي تتقاضاه لا يكفي دواء وحفاظات وغذاء ومعيشة لعائلتها، وكذلك تتمنى من وزارة التنمية الاجتماعية ان يكون لها منزل من قبل الوزارة ويكون المنزل مشمسا وصحيا لتغلق بابها على ابنائها وهي مرتاحة البال. وقالت انني عجوز تجاوزت الستين من عمري واخاف على ابنائي المعاقين فهم لا يدركون ما حولهم واذا توفاني الله لا اعلم ماذا يكون مصيرهم بعدي لهذا انني اناشد الوزارة بتبني ابنائي في احد المراكز التي يتجمع فيها المعاقون ليتعلموا شيئا في هذه الحياة. ونحن بدورنا نقول انصفوا العجوز التي تحلم بمنزل صحي وتحلم بان يذهب ابناؤها لمركز لان العجوز تعبت جدا من هذه الدنيا التي قست عليها. الحالة الثانية عندما طرقت منزل الحاجة خديجة محمد حسين ابو عطية 65 عاما والتي تعيش حياة قاسية وصعبة مع اربعة ابناء معاقين ويعانون امراضا اخرى فهي عجوز قضت حياتها بالمنزل لا تخرج منه الا نادرا لانها تخاف ان تتركهم لوحدهم فهم عاجزمن تماما عن خدمة انفسهم. عين كاميرا الشاهد تجولت في منزل الحاجة خديجة الذي كان بسيطا في اثاثه وغير صحي لان المنزل لا تدخله الشمس ولا الهواء النقي وكانت رائحته غير صحية تفوح من هذا المنزل بسبب الابناء العاجزين عن اعالة ومساعدة انفسهم. قالت خديجة وهي تبكي قهرا من السنوات التي لم تنصفها ابدا، صرخت بصوت مبحوح ان حياتي كانت عبارة عن خدمة الابناء ليلا نهارا فانا لم اضحك قط في حياتي لقد تعبت وهدتني السنون لغاية الان. المعاناة قالت الحاجة خديجة التي اثقلت بالهموم لقد ابتلاني الله بالعديد من المصاعب فزوجي محمد خليل زمزم 76 عاما يعاني من امراض عديدة من ضغط وسكري ومرض القلب وكذلك بضعف شديد بالبصر فهو رجل عاجز اثقلته سنوات العمر وقست عليه الحياة اوجاعا والاما وكذلك مصيبته بابنائه المعاقين الذين انجبهم ليعيلوه في كبره لكن مرضهم جعلهم عاجزين حتى عن اعالتهم لانفسهم. فولدي طلعت عمره 49 عاما يعاني من تخلف عقلي شديد وضمور في الدماغ وشلل في الاطراف السفلية مع تشنج في عضلات الاطراف السفلية وضعف شديد فيها وكذلك يعاني من صعوبة في النطق وصعوبة في المشي ويوجد به رجة عند المشي وعدم الاتزان ولديه نسبة عجز 85٪ ولا يمكن تأهيله للعمل وابني علي عمره 44 عاما ويعاني من تخلف عقلي شديد وشلل تقلص في الاطراف السفلية ادى الى صعوبة في المشي ويعاني من ارتعاش في الاطراف العلوية ولديه نسبة عجز 85٪ ولديه تقرير بذلك ولا يمكن تأهيله للعمل. وابني عبدالكريم عمره 45 عاما يعاني من تخلف عقلي ايضا واصيب بكسور في الركبة اليمنى جراء سقوطه وهو بحاجة الى عمليات جراحية، وقالت لا يوجد لدينا تكلفة هذه العملية وولدي يعاني من الام واوجاع لعدم استطاعته اجراء العملية الجراحية. وولدي طارق 32 عاما يعاني من تخلف عقلي شديد ويعاني من اضطراب في السلوك ولديه تقرير طبي يفيد بنسبة العجز لديه 85٪ ولا يمكن تأهيله للعمل مؤكدة انها لديها تقرير طبي لابنائها كل حسب حالته الصحية. وقالت ان زوجي متقاعد ضمان 160 دينارا ولدينا ايجار منزل 150 دينارا شهريا عدا الماء والكهرباء ويتبقى لنا مصروف من راتبه عشرة دنانير فقط وابنائي اضع لهم فوط صحية وهي مكلفة جدا وبحاجة الى ادوية لابنائي لا استطيع تأمينها لهم. وطالبت الحاجة بكراسي لابنائها ليستطيعوا الحراك والمشي من فراشهم. وقالت ابنائي اصيبوا بتقرحات مزمنة بجلودهم جراء النوم بالفراش وقالت اتمنى من وزارة التنمية الاجتماعية تأمين فراش طبي سرير طبي وكراسي لابنائي الذين لا يبرحون اسرتهم غير الصحية. وبكت الحاجة على ابنائها وقالت اتمنى من المسؤولين والمعنيين ان يسمعوا صرخات ام عجوز تقاربت ارجلها للقبر وهي تبكي وتنوح خوفا على مصير ابنائها المعاقين الذين لا يستطيعون خدمة انفسهم، وناشدت المسؤولين من ذوي القلوب الرحيمة واهل الخير في بلدنا الذين ما زالوا يشعرون بذوي المعاقين لتأمين اسرة وفراش طبي وكرسي متحرك.