الشاهد -
في اعتمادهم لذات الطرق التي اقصت اصحاب الاختصاص على حساب المحاصصة
كتب عبدالله العظم
قد يقع المجلس الثامن عشر في نفس الخطأ الجسيم الذي وقع فيه المجلس السابق اذ ما بقي الامر على ما هو عليه في اقصائه لاصحاب الاختصاص والخبرات كرؤساء للجان او اعضاء فيها. ففي مثل هذا الظرف وعند بداية انطلاقة المجلس السابع عشر فشل النواب باختيار من يمثلهم باللجان الرئيسة التي نعتبرها العمود الفقري للمجلس وخصوصا اللجنة المالية والاقتصادية والقانونية والخدمات والعمل وذلك نتيجة محاصصة الكتل النيابية آنذاك ونتيجة الاختيار السيء لاعضاء اللجان وابعاد ذوي الاختصاصات عن اللجان التي يجب ان يكون فيها والذي جرهم لذلك هو توزيع الكعكة، والمحاصصة النيابية من اجل الحصول على المقاعد التي لم يملأها من هم اقدر على العمل. ففي المجلس الثامن عشر الجاري الذي نتوخى منه الابتعاد عن المفاهيم السابقة والتي ادت الى انهيار في اداء ما سبقه لا يزال يدور في نفس المحور الا ان جزءا كبيرا من الاعضاء النواب يعي دور اللجان ويحاول البعض منهم عدم المخاطرة في اختيار اللجان ورؤسائها لانه ومنذ اللحظة الاولى في اعداد الكتل النيابية وتشكيلها وللاسف فقد اقحمت معظم الكتل توزيع اللجان على افتراض المحاصصة وخلطها ضمن خيارات توزيعة المكتب الدائم والوقوف لجانب المبادلة وتحديد بعض مواقع اللجان بمسمياتها وتوزيعها على اسماء محددة لا تمت للعمل المؤسسي ولم تنحاز لاصحاب التخصصات في اللجان الرئيسة، مما سيؤدي سلبا على اداء المجلس برمته لكون اللجان تلعب دورا مهما في العصب النيابي وتعتبر المطبخ التشريعي في رسم السياسات الاستراتيجية والاقتصادية وحسن الاداء الرقابي. وانه ومن خلال تشكيلة المجلس باعضائه المئة وثلاثين نائبا نجد فيه الكثير من اصحاب الاختصاصات والاقتصاديين والتشريعيين بحكم خبرتهم في الحياة العملية وهؤلاء سوف يثرون المجلس في خبراتهم وخصوصا ان المطبخ النيابي دائما ما يفتقر لنواب رسم السياسات المالية والاقتصادية التي نحن بامس الحاجة اليهم ليكونوا شركاء مع الحكومة في حل المعضلة الاقتصادية ومشاكل الفقر والبطالة في ايجاد خطط تساعد على ذلك والفرصة ما زالت متاحة امام النواب في التمحيص في سيرة زملائهم الملائمين كل حسب اختصاصه في كافة اللجان كي يخرج المجلس بتشكيلة تقوي عمل اللجان، وتكون في مواجهة اية قرارات من الحكومة قد تكون خاطئة ومجحفة بحق المواطن ولا سيما انه مر اكثر من اربعين يوما على لقاءات النواب فيما بينهم وبالتأكيد انه اصبح لدى الاغلبية منهم فكرة عن بعضهم البعض سواء في التوجه او تنوع الافكار الكفاءات والاختصاصات.