نظيرة السيد
واجه اهالي مدينة العقبة ظروفا جوية غير مسبوقة، حيث تعرضت المدينة نهاية الاسبوع الماضي لامطار غزيرة وبرق ورعد لم تشهده منذ سنوات.
هذا الامر خلق حالة من الرعب والخوف بين سكان المدينة واغلقت المحلات التجارية وعمت الامطار معظم الطرقات واصبح من الصعب التنقل فيها وغرقت المركبات ووسائل المواصلات حتى في افخم الاحياء وشاهدنا صورا لشوارع الفنادق الكبيرة والمهمة في المدينة والتي داهمتها الامطار وجعلت الدخول والخروج اليها امرا مستحيلا. معظم اعلاميي ونواب المنطقة كانوا يشاركون في نقل الحدث والتعليق عليه الكل هب مرة واحدة لانتقاد السلطة واجراءاتها وهذا امر طبيعي خاصة وان المشكلة كانت بالنسبة للاحياء الراقية مقدور عليها ويمكن حلها بسحب المياه (شفطها من الشوارع) وتحل المشكلة الا ان الطامة الكبرى كانت في الاحياء الشعبية وخاصة حي الشلالة الشعبي الذي اغرقت المياه مساكنهم من (البراكيات والزينكو) واصبحت العائلات القاطنة في هذا الحي تعيش في العراء كالمشردة مما يعني انه اصبح من الضروري ان يعي المسؤولين انه من الواجب الاستعداد لهكذا ظروف طارئة ولم يكن كافيا ان نهتم بالعقبة من الناحية الجمالية ونترك البنية التحتية متداعية تعاني من مشاكل مزمنة تسفر عن ويلات ومآسي في حال طرأ عليها اي طارىء.
نعي ونفهم ان المسؤولين في العقبة لم يتوقعوا من مجرد شتوة واحدة هذه السيول الجارفة التي لم يعتاد عليها لكن كان من الضروري الاحتساب لها لانه في الاعوام الماضية حدث ايضا وان داهمت الامطار منطقة العقبة وكان يجب ان يتعلموا من الدرس وان يفهموا ان هذه المدينة السياحية تحتاج الى عناية واهتمام اكبر والامر مطلوب من مسؤولي المدينة ونوابها وكل ابناء العقبة الذين خدموها ولم يقصروا عند اي طارىء لكن نظام الفزعة هذا لن يفيد والحل يجب ان يكون جذريا، وما ينطبق على العقبة ينطبق على مدن اخرى واولها العاصمة عمان التي نتمنى ان تكون امانة عمان قد تعلمت من الدرس وما جرى في الاعوام السابقة وان لا نتفاجأ بالامطار والسيول تداهم بيوتنا وشوارعنا. الموضوع يحتاج الى حلول جذرية وليس اتهامات متبادلة نلقي بها اللوم على بعضنا البعض ولا نغير شيئا من الواقع ويبقى الحال على ما هو عليه.