المحامي موسى سمحان الشيخ
يتقاطر زعماء العالم اليوم الى دولة العدو لوداع الزعيم الصهيوني البارز شمعون بيريز وطبيعة الحال من بينهم ساسة عرب يفعلون ذلك علانية وسرا خلافا للمألوف ومصلحة شعوبهم مع عدو اذلهم ومرغ كرامتهم بالوحل، الابرز ان اللعب هنا يتم على المكشوف والضرب تحت الخاصرة دون ادنى مشاعر قومية او وطنية او حتى شخصية. ما علينا فالعرب اليوم الرسميين تحديدا في اسوأ حالاتهم، نريد ان نرى في هذه العجالة بطل قانا وعراب المشروع النووي في الديمونا ومخطط مئات الجرائم ضد العرب والفلسطينيين تحديدا نريد ان نراه في مرآة الرأي العام الصهيوني وفي صحافة بلاده فالزعيم الذي خدع نفسه وخدع العالم حينما طرح نفسه كاشتراكي معتدل يتبدى اليوم كما هو حقا في الامس واليوم وما نفع نوبل وتراتيل الحزن التي تهرف اليوم تحت قدميه اذا كان التاريخ له بالمرصاد واذا كانت اعماله الاجرامية تضعه في موضعه الحقيقي. جدعون ليفي في هارتس يقول (هل حقا اراد بيرس السلام) انه الشخص الذي احضر ديمونا وعملية كديش والناصرة العليا وعوفر والصناعات العسكرية والجوية وكم من الاحتلال والمستوطنات احقا هو رجل سلام عادل، اما حقوق الانسان والقانون الدولي فلم تكن تهمه كما لم يعتبر ابدا ان الفلسطينيين متساوون مع اليهود، الحقيقة انه لا يمكن اعتبار شخصية بيريز نموذجا كما يفعل الجميع الآن في البلاد وفي العالم دون وصف الدولة بنفس الشيء، هل يشتري احد اليوم بان اسرائيل دولة سلام وهي امام الهاوية الاخلاقية وان بيرس (رجل سلام كبير). واذا كان عوزي برعام يرى في مقاله في 29/9/2016 (ان اسرائيل يتيمة بدونه وانه امضى حياته في العمل من اجل تحقيق ما آمن به) فان صحافيين واناس كثر لا يرون به سوى المخادع المراوغ. اما ارى شبيط فيرى في بعض فقرات مقالته عن قائده شمعون بيرس يرى التالي (بيريس هو من اقام النووي والصناعات الحربية وسار شكليا مع اوسلو وهو بطل منتصف الخمسينات بدون منازع انه من صمم سياسيا وعسكريا الصاروخ التالي او الفانو التالي للشعب الصغير المطارد انه آخر القادة التاريخيين الذين ساهموا في بناء المشروع الصهيوني) هذا هو بيرس فماذا عن الزعماء العرب والفلسطينيين الذين عاصروه واين هم في ميزان فلسطين والمصلحة القومية العليا؟.