زاوية حمد الحجاوي
ربما حتى هذه اللحظة لم يتمكن ما يسمون أنفسهم قادة الربيع العربي أن يقفوا على أرجلهم، إلا أنهم يكابرون ويدعون بأنهم حرروا بلادهم من الطغيان ويسيرون في خط الأمان مع أنه لا يخفي على أحد خافية، ونحن نتمنى بأن يصلح الله الحال وأن يغيره إلى أحسن حال، يدعون بأنهم قاموا بثورة وأنا أسميها انتفاضة لأن الثورة دمار وخراب وقتل وتنكيل قياسا مع مجريات الأمور التي تمت وتتم الآن على الساحة بعد تسلمهم كراسي العرش لبلادهم أو باقي البلاد مثل اليمن والسودان وأهمها سوريا لأنها ملاصقة للحدود الفلسطينية، فقبل ان تندلع اشتباكات غزة وقع صاروخ على أرض الجولان المحتلة واعتبره قادة الكيان امتحانا لهم وكرر الأمر ورد قادة الكيان اننا سنرد بالمثل ولدينا القدرة على أن نعمل الكثير وترك الوضع على ما هو حيث القيامة قائمة في سوريا بين النظام القائم والجيش الحر غير المتفقين فيما بينهم، وما كان إلا أن تقع الفأس في الرأس في غزة منذ يوم الثلاثاء الموافق 13 تشرين الثاني 2012م والله أعلم متى سيتم التفاهم بين الأطراف والوسطاء على إيقاف النار وما يسمونه بالهدنة حيث جميع هذه السبل لا تغني ولا تسمن من جوع والمطلوب الحل الجذري للقضية وليس بذهاب وفد من الجامعة العربية لمساندة الأهل وجبران الخاطر، كما ليست المهمة بالممثلة بالإستنكار والشجب فقد كانت مهمة من سبقوهم، فقد وصل عدد الشهداء ما يقارب من مائة وعدد الجرحى ما يقارب من سبعمائة ورئيس وزراء الكيان "النتن ياهو" ووزير دفاعه "أيهود باراك" يحشدان ما يمتلك الكيان من قوة عسكرية لعملية اجتياح كاملة لقطاع غزة ومقابل ذلك قادة الربيع العربي وباقي الزعامة العربية لم يتغير أي شيء من نخوتهم فهم مكانك سر، وكأن مهمتهم الإجتماعات وإطلاق بيانات الإستنكار والشجب وكثير الكثير بأنهم يتألمون لما يجري في قطاع غزة، ومقابل ذلك يصرح الرئيس الأميركي أيهود حسين اوباما ويقول: لن نتخلى عن مساعدة الكيان وسنقدم لهم كامل الدعم لأن لهم حق الدفاع عن أنفسهم، وقادة الربيع العربي المرجو منهم تقديم أي شيء يتميز عن عما كان يقدمه من سبقهم ومن هم لا يزالون على كراسي العرش لبلادهم، فمحنة سوريا جاءت كالطامة الكبرى على الأهل في غزة وتلتها انتفاضة الأردنيين التي ليس لها سابق إنذار والتي سمحت لمن تسول له نفسه بالعبث بأن يمارس ما يمكنه في ظل اعتراض ومسيرات واعتصامات من اجل قرار اتخذه رئيس وزراء الأردن د. عبدالله النسور والذي يقسم بأن جلالة الملك لم يأمره بذلك، فهبت العاصفة في الأردن وتطاول الكثير من المتسلقين والمارقين معتبرين بأن هذه فرصتهم ويجب ان لا يضيعوها، فأصبحت النار مشتعلة في قطاع غزة والأردن وسوريا كان الله في عونهم ومصر العودة التي قال رئيسها د.محمد مرسي: مصر أمس ليست مصر اليوم والعرب أمس ليسوا العرب اليوم، أتمنى من الله أن يبرهن ذلك حتى ان يغير الحال لأفضل حال، لأن غزة محك اختبار للربيع العربي والله من وراء القصد.