د.محمد طالب عبيدات
تجربتنا في الدول النامية للغة التواصل اﻹجتماعي ما زالت غضة، والشباب هم اﻷكثر إرتيادا للفيس بوك والتويتر واﻹنستجرام وغيرها، بيد أن النساء هن الأكثر إستعمالا للوآتسآب. ملاحظاتي على هذه اللغة اﻹفتراضية بعد تجربتي المتواضعة شبه اليومية في العقد اﻵخير ألخصها بما يأتي:
1. لغة العموم ما زالت ضحلة وقليلون لديهم أفكار ﻹستغلال التواصل اﻹلكتروني لتحقيق أهداف فكرية أو ثقافية أو برامجية إنتخابية.
2. معظم الناس يستخدمون لغة التواصل اﻹجتماعي ﻷمور سطحية جداً وبعيدين كل البعد عن اللغة الرصينة ذات اﻷهداف الطموحة.
3. أكثر العبارات تكراراً هي: صباح ومساء الخير، منورين الشباب، رحمة الله عليه، صور ورد وزهور وغيرها، أسماء الكتل اﻹنتخابية وهاشتاغاتها.
4. كثيرون ما زالوا يستخدمون الأسماء المستعارة كمؤشر على عدم الثقة بالنفس أو التصيد في الماء العكر أو اﻹساءة أو لغايات في نفس يعقوب كمؤشرات على حركات صبيانية غير مقبولة.
5. معظم العبارات المستخدمة جميلة وكأننا نعيش بالمدينة الفاضلة، لكن الواقع غير ذلك عند المعظم وليس الكل، فالبعض يجامل اكثر من اللازم والبعض اﻵخر يتجنى أكثر من اللازم، وهذه مؤشرات تطرف!
6. أمتنا -أمة إقرأ- لا تقرأ بل تستعرض الصور والدلالة على ذلك حجم وأعداد اﻹعجابات بالصور يفوق الكلام. وكلما قل عدد الكلمات المكتوبة تنال إعجابات أكثر.
7. زمن اﻷلفية الثالثة يحتم علينا أن لا نكون مستخدمين نهائيين فقط للتكنولوجيا بل مساهمين بتطويرها وتوطينها.
8. في زمن اﻹنتخابات تنحرف لغة التواصل اﻹجتماعي صوب التعدي والعدائية والتجني والتطرف أكثر، وكثيرون يكتبون أشياء يفعلون عكسها على اﻷرض، مع اﻷسف.
بصراحة: هذه دعوة مفتوحة للجميع ﻹستثمار حسنات لغة التواصل اﻹجتماعي في السرعة والتقنية والحوار وكأن التكنولوجيا بين يدينا في زمن الهواتف الذكية، للتوجه صوب حوارات مجدية وفاعلة، وإيصال رسائل تهم المجتمع واﻹنسانية، وتجسير الهوات بين بني البشر، وتغيير الصورة النمطية عن مجتمعاتنا، والحوار اﻹنتخابي، والتشبيك المجتمعي والعالمي للافضل، وغيرها.
صباح التواصل اﻹجتماعي الفاعل ولغة الحوار
أبو بهاء