يتأهب الأردن لإستضافة أهم حدث تاريخي يقام في أرضه وبين جماهيره، والمتمثل بكأس العالم لناشئات كرة القدم، وهو الحدث الذي ينتظر أن يعود بالعديد من المكتسبات المادية والإدارية والفنية على كرة القدم الأردنية.

ولم يكن كشف الأردن عن رغبته في استضافة كأس العالم للناشئات، أمرًا سهلًا، بل كان قائمًا على التحدي والطموح رغم الصعوبات والعراقيل بالنظر للإمكانات المحدودة والبنية التحتية غير المؤهلة للملاعب ومرافقها، لكن الأمير علي بن الحسين رئيس الإتحاد الأردني وجد بإستضافة المونديال فرصة مهمة لإحداث ثورة على صعيد التطور الكروي في الأردن.

وجاءت استضافة الأردن لمونديال الناشئات تجسيدًا لرؤية الأمير علي الذي يعطي اهتمامًا عزّ نظيره لكرة القدم النسوية، حيث مدّها بمدامك قوية بهدف بناء منتخبات قوية تسير جنبًا إلى جنب مع منتخبات الذكور، فكانت استضافة المونديال خطوة جديدة وجديرة بالإهتمام ستسهم في نشر اللعبة في المنطقة وتعزز من قوة حضورها.

وخضع المنتخب الأردني الذي يتأهب للإعلان عن ظهوره التاريخي في المونديال، لمعسكرات خارجية طويلة ولقاءات ودية مع أفضل المنتخبات والفرق العالمية، وتم التعاقد مع جهاز فني وتدريبي يتمتع بالكفاءة بهدف ضمان الظهور المشرق لكرة القدم النسوية في هذا الحدث التاريخي الذي سينقل صورة الأردن إلى العالم.

ويقع الرهان الأكبر في نجاح المونديال على جماهير الكرة الأردنية التي ستكون مطالبة بضرورة مساندة منتخب بلادها في هذا الحدث، حيث انطلقت منذ شهور حملة "أنت اللاعب رقم 12" للفت أنظار الجماهير لهذا الحدث المهم.

كأس العالم في ديارنا، صحيح أنه للناشئات، إلا أنه لا يختلف كثيرًا عن أي مونديال آخر من حيث الإعداد والتحضير وتوفير المتطلبات لضمان النجاح والخروج بالمكتسبات المأمولة.

وأصبحت الكرة الأردنية بفضل استضافة المونديال، تتمتع ببنية تحتية أفضل من السابق بكثير، بعدما خضعت الملاعب الرئيسة لصيانة كاملة وتوسعة على صعيد المرافق وتم تأهيل كوادر وطنية بهدف التعاطي مع الحدث التاريخي، وهذا كله نقطة في بحر الفوائد التي ستجنيها كرة القدم الأردنية في قادم الأيام.

بقي القول، بأن الأردن سيقف أيضًا أمام تحدٍ آخر بعد الإنتهاء من مونديال الناشئات، حيث استضافة نهائيات كأس آسيا للسيدات "2018"، وهي خطوة ستعزز من تطلعات الكرة النسوية الأردنية ولا سيما أن منتخب الناشئات الذي سيظهر في المونديال، سيكون قد نهل الخبرة الكافية التي ستؤهله للمنافسة الحقيقية فيما بعد على لقب كأس آسيا.