الشاهد -
مصابون باعاقات نتيجة حوادث سير وامراض مستعصية
الشاهد -خالد خشرم
كثيرة هي المآسي والهموم والنكبات التي تعيشها بعض الاسر المستورة من فقر وبطالة ومرض والقائمة تطول ولكن المؤلم والمحزن انه اذا فقدت وانعدمت الاساسيات للنخوة ونصرة الملهوف والمستغيث والفقير والمريض فعلى الدنيا السلام. الشاهد طرقت ابوابا لعائلات مستورة وهذه العائلات تعاني المرض والعوز قصصهم تحرك الحجر قبل البشر لنضعها على طاولة المسؤولين والمعنيين في وزارة التنمية الاجتماعية. الحالة الاولى
الطفل محمد اسماعيل البالغ من العمر سبع سنوات والذي يعاني من مرض (الصرع) والشحنات الكهربائية الزائدة الموجودة في جسده منذ نعومة اظفاره، حيث تقول والدة محمد اسماعيل انه لا يوجد لديهم معيل بعد وفاة زوجها ووالد الطفل محمد الذي فارق الحياة تاركا وراءه هذه المعاناة والآلام في الحياة، فمنذ ان تركنا وتوفي ونحن نعاني من الفقر والمعاناة الشديدة التي اصبحت تطاردنا اينما ذهبنا انا وطفلي، فقد اصبح المرض يرافقه اينما ذهب ويصيبه في اوقات الليل والنهار، حيث انني لا امتلك حتى ثمن الدواء لاعطيه لطفلي، فقد اصبحنا نعيش حالة من الاستياء القوية نتيجة الفقر والحرمان الذي نعيشه في منزلنا لوحدنا دون وجود اي معيل يقف معنا او يساعدنا في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها.
تقول والدة محمد انه وبعد ان توفي والده تحولت حياتنا من النعيم الى الجحيم خاصة ان زوجي عندما كان على قيد الحياة كانت الامور جيدة، وكنا مستورين ونشتري العلاج لابننا دون الطلب من احد ليقف معنا او يساعدنا.
اما الان فنحن لا نستطيع ان ننقل ابننا الى المستشفى لتلقي العلاج بسبب التكاليف الباهظة التي تطلبها المستشفى والتي لا نمتلك منها قرشا واحدا على الاقل، هذا كله حدث بعد وفاة زوجي الذي ترك وراءه حياة صعبة مليئة بالمعاناة والفقر والحرمان حيث ان الحالة التي يمر بها طفلي صعبة جدا ومحرجة فعندما يأخذ الدواء فان حالته تزداد صعوبة ومعاناة، حيث ان الشحنات الكهربائية التي داخل جسده تجعله يتصرف كالمجانين لانه يفقد عقله، ولا يعرف ماذا يتصرف وكيف يتصرف، حيث يقوم بتصرفات جنونية وغير عقلانية، بالاضافة الى حالات التحطيم والتكسير داخل المنزل، حيث يقوم بتكسير ادوات المنزل داخلها، عندما لا يأخذ الدواء في موعده، فكيف يأخذ الدواء ونحن لا نمتلك ثمنه ولا فلسا واحدا منه فالمعاناة تزداد يوما بعد يوم في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها انا وطفلي امام فقدان المعيل حيث ان وضعنا يتدهور والحمل اصبح ثقيلا عليّ ولا استطيع تحمله لوحدي، حيث اصبح طفلي يسأل عن والده في كل لحظة وفي كل ثانية فهو بحاجة اليه وفي امس الحاجة اليه، في وضعه هذا التي يرثى لها بالاضافة الى اجور المنزل المتراكمة علينا والمقدرة ب (85) دينار شهريا فانا لا امتلك حتى قرشا واحدا من هذا المبلغ، فاتمنى من اهل الخير مساعدتي ومد يد العون والمساعدة لي ومساعدتي فانا بامس الحاجة الى هذه المساعدة فاتمنى من اهل الخير مساعدتي واخراجي من هذا الضيق.
الحالة الثانية
زارت الشاهد منزل الطفل قصي الذي تعرض لحادث سير مروع التي ادت الى شلله وعدم قدرته على الحركة منذ خمس سنوات.
يقول قصي للشاهد انه يعيش حالة صعبة جدا بعد هذا الحادث الذي جعله غير قادر على الحركة منذ اكثر من خمس سنوات حيث روى للشاهد تفاصيل الحادثة التي حدثت معه، وقال انه كان يلعب مع اصدقائه امام المنزل لكنه لم يعلم ان القدر خبأ له هذه الحادثة التي اقعدته في المنزل دون وجود معيل، حيث قال ان مركبة كانت مسرعة جدا قامت بدهسه من امام منزله مما ادى الى شلله بالكامل والتي منعته من الذهاب للخارج سواء الى المدرسة او اللعب مع اصدقائه او حتى الجلوس مع عائلته بالخارج، حيث اضاف قصي انه يقضي احتياجاته على الكرسي المتحرك بسبب وضعه الصحي الذي منعه من كل شيء.
حيث قال قصي للشاهد ان والده ترك والدته وطلقها وترك معها اولادها دون وجود سبب مقنع لطلاقها فهي تعاني معاناة كبيرة بسبب طلاقها دون وجود معيل يقف معها هي واولادها الصغار حيث ان والدي تركنا لوحدنا ولم نره ابدا من بعد الحادث فنحن بامس الحاجة اليه ليقف معنا ويساعدنا ويخرجنا من هذا المأزق الذي نعشه دون وجود معيل معنا، حيث ان والدي اختار المال بدلا من اختيار الاولاد، فمن يقف معي ويلبي احتياجاتي لمن سألجأ فوالدي لا يستجيب لي فهو لم يعد يشعر معنا في ظل ظروفنا هذه التي نعيشها في هذا المنزل فاتمنى من اهل الخير ان يقوموا بمساعدتي والوقوف معي في محنتي هذه التي اعيشها امام هذا المرض الذي حول حياتي من النعيم الى الجحيم.
الحالة الثالثة
السيدة نجاة محمود التي روت للشاهد قصتها المؤلمة بعد ان توفي زوجها تاركا ورائه اولادا صغارا ما زالوا على مقاعد الدراسة، تقول نجاة ان زوجها توفي منذ اربع سنوات، واصبحت بدون معيل في المنزل، حيث لا يوجد هناك من يرأف لحالهم او يقف معهم، او يقوم بتربية ومساعدة الاولاد معها. وعندما كان زوجي على قيد الحياة فان الامور كانت مستورة ولا نحتاج لاي شيء من الناس سواء مساعدة او غيرها من الامور التي تلزمني الان وابنائي، لكن عندما فارق الحياة اغلقت الابوب جميعها في وجوهنا واصبحنا نعيش حياة مليئة بالمعاناة والفقر والحرمان واصبح كل شيء ينقصنا انا وابنائي، الذين طيلة حياتهم لم ينقصهم شيء، اما الان فوضعنا محرج جدا وسيء للغاية والفقر يطاردنا اينما ذهبنا، فزوجي كان عنوانا للحياة والصديق والاخ الحنون لابنائي، فكان يتعامل مع ابنائي على انه الصديق الوفي والمخلص لهم، فلا يحتاجون لاي شيء من الناس والتي لم تقدم لنا شيئا من المساعدة بعد وفاة زوجي، ففي كل يوم افكر بمستقبل ابنائي عندما يكبرون بدون وجود معيل لهم، واصبحت خائفة عليهم من الضياع والحرمان والانحراف في هذه الحياة الصعبة، فانا وحدي لست قادرة على تحمل هذا الشقاء في المنزل فلا استطيع ان اكمل هذا الطريق لوحدي، فاريد من يحافظ على ابنائي ويدير امرهم ويحافظ عليهم من الضياع، لان حياتنا اصبحت مليئة بالفقر والحرمان والمعاناة في ظل غياب معيل العائلة عنا واصبحنا نعاني الحرمان والفقر، فاصبحت حياتنا مليئة باليأس، ففواتير المياه والكهرباء اصبحت تتراكم علينا كل يوم وانا لا امتلك ثمن هذه الفواتير لاقوم بدفعها بالاضافة الى عدم وجود تأمين صحي فعندما يمرض ابنائي لا استطيع نقلهم الى العيادات والمستشفيات بسبب التكاليف الباهظة في ثمن العلاج والتي لا استطيع تدبيرها فلا امتلك منها فلسا واحدا حتى استطيع نقل ابنائي الى المستشفى او العيادة واذا مرضوا او اصبحوا يعانون من امراض اخرى. فاتمنى ان احصل على تأمين صحي واتمنى ايضا من اهل الخير مساعدتي والنظر الى حالتي برأفة وشفقة اكثر، فوضعنا سيء جدا ويزداد سوءا بعد فقدان المعيل لكن هذه حال الدنيا ولا اعتراض على حكم الله عز وجل فاتمنى ان اعود لحياة مليئة بالفرح والسعادة انا وابنائي.
الحالة الرابعة
قامت الشاهد بجولة صحفية الى منزل الارملة نجاح محمود لتشاهد الحالة الصعبة التي تعيشها السيدة نجاح محمود. تقول نجاح للشاهد ان زوجي توفي منذ سنوات وتركني اعيش لوحدي انا وابنائي امام هذه الحياة الصعبة التي حرمتني من طعم السعادة بعد ان غاب زوجي عن الحياة. فابنائي ما زالوا على مقاعد الدراسة، فلا حلم لديهم سوى ان يكملوا تعليمهم ولا ينحرفوا فيها. فاعمل جاهدة لتدبير الاموال لابنائي لكي يستمروا في هذه الحياة واجعلهم لا يحتاجون لشيئ ولا يشعرون بالنقص خاصة بعد وفاة والدهم الذي كان معيلا لهذه الحياة والذي كان لا يجعلنا نحتاج لشيء عندما كان على قيد الحياة، فكان لا يبخل علينا بشيء ولا يجعلنا نحتاج لشيء فابنائى كانوا مستورين الحال ولا يشعرون بنقص امام اصحابهم في المدرسة لكن عندما غاب عن هذه الحياة غابت معه السعادة والفرحة واصبحنا نعيش حياة مريرة يرثى لها، حيث لم افكر يوما من الايام ان اصل الى هذا الحد من الفقر الشديد والمعاناة والحرمان التي ترافقنا الى اينما ذهبنا. الفقر والحرمان كانا بعيدين جدا عن حياتنا عندما كان زوجي على قيد الحياة، لكن بعد ان فارق الحياة دمرت حياتنا واصبحت حياتنا لا تطاق ابدا، فكل ما اريده هو ان يبقى ابنائي بخير ومستمرون على مقاعد الدراسة واجعلهم سعداء لا يحتاجون شيء من الناس، فوصلت بي الحالة ان اقوم بالتسول في الشوارع من اجل الحصول على اموال من اجل مساعدة ابنائي والصرف عليهم واجعلهم لا يحتاجون لشيء، فانا مسيطرة على وضعهم في الوقت الحالي من كل الاتجاهات وكأن زوجي موجود بيننا ويشعر بنا. تقول السيدة نجاح انه من يقوم بمساعدتي هم ازواج شقيقاتي فهم يساعدوني انا وابنائي ولا يجعلوني احتاج لشيء من هذه الحياة الصعبة التي حرمتنا من كل شيء. لكن هذه المساعدات لن اجعلها تذهب سدى فعندما اقوم بتجميعها ساقوم بسدادها الى اصحابها لكن بعد ان ينتهي ابنائي من المدرسة فاصبحت مديونية لشركة الكهرباء وسلطة المياه بسبب الاموال المتراكمة عليّ بسبب حالة الفقر التي اعيشها انا وابنائي فقمت بمراجعة وزارة التنمية الاجتماعية بعد وفاة زوجي لاخذ المساعدات منها، لكن عندما ذهبت تم رفضي من قبل هذه الوزارة فقالوا لي انك بحاجة الى واسطة لتدخلي في التنمية الاجتماعية لكن سبحانه وحده هو من يقف معي وينصفني انا وابنائي، فاتمنى من اهل الخير المساعدة ومد يد العون والخير لي والرحمة لحالتي التي اصبحت عبارة عن دمار شامل بعد فقدان معيل الحياة.