د.نضال العزب

لماذا يستنكف المثقفون العلماء العامة عن الانتخابات وهم من طالبوا بها، لا بل وكانت مطالباتهم عاصفة - بعودة الحياة الديمقراطية وعودة المجلس التشريعي - فما بالهم؟ ما الذي حدث؟ اين ذهبت الفكرة؟ يبدو الأمر تناقضا اساسيا ولكن اين هم؟ فالمثقف والعالم والاكاديمي منعزل والذي يتصدر المشهد هو المال السياسي المال هو العنوان وهو الذي يجعل الاخوة ترشح! وقصص كثيرة عن تدخلات المال سمه ما شئت مال أسود أو مال قذر مال مال مال كل الحكاية والسياسي _ رغم أن القانون يجرم شراء الأصوات - لكنها الحقيقة الراسخة فالناس كل الناس تعرف الحقيقة من رب المنزل الذي يريد تسديد فاتورة الكهرباء الى المزارع في الأغوار الى الطالب الذي فاوضوه وراودوه من أجل أن يشتري جاكيتا ليذهب الى جامعته يعلم من هو المرشح!! فيا ايها المرشح القصة قصة مال أو بطاقة تعريفية كي يعرفك الأخرون الذين لا يعرفونك ولا تربطهم بك أية صلة فلماذا ينتخبوك ولماذا تنشر صورك وتغلق الطرقات؟ والاساس أن يعلم الجميع أن هنالك أصلا للمشكلة أصل لمشكلة الاحجام وأصل للقوائم المدعومة والمقار الفارهة - إنه المال القذر بمعنى الكلمة. وأن الديمقراطية ليست شهابا ساقطا من السماء ... فالديمقراطية والحوار والمعرفة لها أصولها وبيئاتها وأين تعيش ومع من - كل هذا مفقود ونحن لسنا ديمقراطيين فكيف ستكون الانتخابات؟ يبدو أننا نخطىئ في البدايات لتأتي النهايات - موجعة وحزينة - وليس أشد حزنا من أن يأتي الجهلاء ونعيد تكرار المسرحية!