الشاهد -
حضرت لصحيفة الشاهد وهي تبكي بحرقة وتناشد المسؤولين مساعدتها..
مريضة وتعاني من السكري والضغط وضعف بالعين اليمنى..
الشاهد- فريال البلبيسي
لم تفرح ولم تبتسم يوما من قلبها وعلامات السنين ارتسمت على وجهها وعلامات الشيخوخة داهمتها قبل أوانها فمن رأها أعطاها سنوات أكثر من عمرها حياتها شقاء وألم وحزن شديد ارتسم على تعابير وجهها وهموم العالم على أكتافها، الدموع باتت لا تفارق عيونها من شدة العجز الذي داهمها فقد تكالب عليها الفقر والدين فهما رفيقاتها دوما. فقد حضرت لصحيفة الشاهد السيدة وفاء داوود خالد عليان وتبلغ من العمر 50 عاما وكانت تبكي بحرقة شديدة من شدة الحزن والظلم الذي تعاني منه من قبل الذين من حولها. فهي تعاني كل أنواع العذاب وقسوة الحياة منذ زواجها وحتى الآن. قالت وفاء تزوجت من والد ولداي وكان عمري 27 عاما ورزقني الله بإبني الأكبر علاء والأصغر مصطفى وأصيب زوجي بمرض السرطان الآمر الذي أقعده عن العمل وبعت أثاث منزلي لعلاجه وأدويته وضاق بنا الحال وصعبت المعيشة ولم أجد ما أطعم به ولداي، مما جعل ولدي علاء الذي كان عمره في ذلك الوقت 14 عاما بأن يخرج من المنزل ولغاية الآن لا أعلم عنه شيئا حتى عند وفاة والده لم يأت ولا أعلم إذا كان يعلم أن والده توفي أم لا وبقي عندي طفلي الصغير وعدت لمنزل زوجة والدي التي أذاقتني أصناف العذاب وزوجتني من رجل لا يعرف الرحمة فقد كان يضربني ويضرب طفلي بقسوة ولم أر معه يوما جميلا فقد كان قاسيا لئيما وبخيلا أيضا وطلقت منه بعد عام بسبب تصرفاته وقساوته على طفلي.. وعشت مع طفلي وجاهدت سنوات طويلة وذقت مرارة الفقر ونمت ليالي مع طفلي دون أن نأكل شيئا ومن شدة الفقر أصبت مع ولدي بفقر الدم والسكري والضغط عدا أن عيني اليمنى لا أرى بها وذلك من شدة الحزن والدموع التي أذرفها يوميا على حياتي فأنا لا أجد ثمن الدواء، أو حتى الطعام ولا أجد أقل القليل من الطعام وأدفع إيجار المنزل شهريا 125 دينارا وبسبب أزمتي تعثر علي أكثر من ثلاثة أشهر ومهددة بالطرد من المنزل. وقالت الحاجة وفاء أنني أتقاضى راتبا شهريا من صندوق المعونة الوطنية 40 دينارا ولا تكفي للخبز وحده، وبكت بحرارة قائلة هل أتسول أم ماذا أفعل ولدي الصغير مريض إثر كسر أصيب به في يده ويتألم كثيرا وأضافت أقسم بأنه لا يوجد فراش أو شيء بالمنزل ونحن على أبواب فصل الشتاء القارص ولا يوجد عندي ما أدفئ به نفسي من تدفئه أو حتى حرامات أنقذوني وأنقذوا ولدي الذي ما زال صغيرا ويعيش ظروفا سيئة جدا ولا أعرف ما مصيره وبكت ولدي يطلب مني كوب شاي وأنا لا أجد غازا أو شايا أو سكرا. الحاجة وفاء تعيش ظروفا قاهرة فهي حضرت لصحيفتنا وأبكت كل من سمع قصتها في الجريدة لا تجد الطعام أو الدفء وولدها الحدث مقهور على أوضاعه.