المحامي موسى سمحان الشيخ
يوما بعد يوم تؤكد دولة العدو الصهيوني ذاتها كدولة مارقة، دولة فوق القانون دون ان يشعر احد بعذابات الشعب الفلسطيني الذي مضى على مكافحته للصهيونية الفاشية قرابة قرن من الزمن، يتفنن العدو الصهيوني في ابتكار وسائل جهنمية لم تشهد لها الدول الاستعمارية مثيلا لذبح الشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا من الوريد الى الوريد اقرار قانون تجريم الصغار من 12 - 14 سنة والذي اقره الكنيست مؤخرا قانون غير مسبوق، وفي الحقيقة فان كل فلسطيني في غزة او الضفة الغربية او في صفوف عرب 48 متهم حتي تثبت براءته، هذا القانون الجائر قانون محاكمة الصغار بعد ان اشارت منظمات عالمية الي سجن وتعذيب والتنكيل بالاطفال، هذا القانون يشير الى افلاس العدو الاخلاقي والانساني بل ويشير الي ضعفه العام في الوقت الذي يتحول جيشه الى قوى فاشية تطارد الصبية الفلسطينيين الصغار وهم يحملون حقائبهم فوق ظهورهم على امل ان يصلوا الى بيوتهم، الهلع والخوف لدى قادة العدو وحتى جمهورهم تؤكد في كل مرة خوف السارق المعتدي حتى وهو ينجو بغنيمته. الاسوأ من هذا القانون العنصري الذي شرع لمعاقبة الصغار واغتيال طفولتهم وحرمانهم من الحياة كاطفال العالم، الاسوأ منه ان شريحة كبرى من قضاة دولة العدو كالقاضي (سولبرغ) الذي هلل وكبر للقانون ووصفه بالضروري لمعاقبة الاطفال الايديولوجيين على حد تعبيره ولم يتأخر القاضي (اهارون براك) عن الالتحاق بالركب اسوة بوزيرة القضاء العنصرية بامتياز هناك افظع من قانون يجرم طفلا عمره 12 عاما؟ وعلى الجانب الاخر الفلسطينيون -رغم كل عوامل الخذلان والضعف المحيطة بهم عربيا وفلسطينيا وحتى دوليا - مصممون اكثر من اي وقت آخر على انتزاع حقوقهم واسترداد بلادهم وحماية اقصاهم فهم جنبا الى جنب مع الانتفاضة الباسلة كما ان اسراهم ابطال الامعاء الخاوية يخوضون بقوة واقتدار معركة بطولية من خلال 334 اسير ضمن تضامن قوي من كافة الاسرى، والشعوب الحرة وهي في دربها لانتزاع حريتها لا تمل ولا تكل والنصر لنا.