زاوية حمد الحجاوي
بات من المعلوم كلاما وليس فعلا بأن الفلسطينين في الداخل والوطن العربي والشتات يتمسكون بحق العودة بما فيهم الزعامة العربية التي كلما أرادت أن تثبت نفسها لن تجد شماعة تعلق عليها ثوبها إلا القضية الفلسطينية، وكم تحدثنا وقلنا نحن نتمسك بحق عودتنا إلى ديارنا ونجد من يدعمنا قولا ونخوة ولكنه عند الهمة يقصر كالخيل من نوع "الكدش"، وكم قلنا أن المخيمات الفلسطينية في الأقطار العربية هي أكبر ثقة لنا في تمسكنا بحق عودتنا، وفي النهاية عادت السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة وكم فرح الشعب الفلسطيني حيث يقول وقال مثل أبي وأمي رحمهما الله "يا ليلة الغنيمة"، إلا أن قادة الكيان لم يتركوا لهم ثانية يروا منها النور حيث في كل صباح يستشهد أو يعاق منهم أحدا بالإضافة إلى البنية التحتية التي يعتمدون عليها والمضايقات بأشكالها لهم ولمن بقي في الضفة الغربية وقطاع غزة، واستمر قادة الكيان حتى أنهم قتلوا الرئيس الفلسطيني الرمز ياسر عرفات مسموما بمستشفى في فرنسا بتاريخ 11 تشرين الثاني 2004م، وبالرغم مما يشاهده الأهل في الداخل ويسمعون به الأهل في الخارج والزعامة العربية إلا أنهم لا يزالون متوهمون في شيء اسمه العودة حتى أن أصبح بعضهم يتغنى في التعويض بدل العودة، وقادة الكيان يترنمون على ما يقومون به من فتك وقتل وخراب ودمار، بالإضافة إلى توسع في المستعمرات والإستيلاء على أراضي الأهل وهدم منازل حول المسجد الأقصى المبارك بحجة قاصرة وهي البناء دون ترخيص والبناء مقام قبل احتلال باقي فلسطين عام 1967م، لذا أضحى الجميع يعيش كريشة في الهواء لا تعرف أين سيوجهها الريح ومتى ستستقر بل الأمل وكأنه أمل إبليس في الجنة حيث الغضب الرباني الواقع على كاهله، ومن ثم جاء الرئيس محمود عباس وكما كانت عدد منظمات فلسطين تزيد عن عشرين منظمة والإتفاق بينها غير حاصل إلا بالقول سنحرر فلسطين، بقيت الأمور منقسمة بدعم من هنا وهناك حتى انسلخت قادة حماس عن قادة فتح وهما الأقوى واستمر الخلاف الشديد من أجل كرسي العرش الفلسطيني حيث العين بصيرة واليد قصيرة، ومارس عباس حقه باستمرار المفاوضات إن كانت على زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات أو زمنه وكأنه يركض خلف سراب، ونجح في إعتراف بما يزيد عن مائة وستين دولة من العالم بالإعتراف بفلسطين وحق شعب فلسطين، ويركض بما يملك من قوة لأن تكون فلسطين عضوا في الأمم المتحدة، وجميع ذلك لم يقدم أو يؤخر وقادة الكيان يمارسون حكايتهم من المصائب بحق الأهل في الداخل، لقد قرف محمود عباس من محاولات الصلح مع قادة حماس حيث كلما اقتربوا فجأة يبعدون مسافة أكثر مما كانوا عليها بينهم، وكم تحدثنا وتمنينا لهم عودتهم ليكونوا كالجسد الواحد، لكن لا حياة لمن تنادي، فصرح يوم الجمعة الموافق 2 تشرين الثاني 2012م قائلا: ليس من حقي العودة إلى مسقط رأسي صفد وأن حدود فلسطين هي عام 1967م، وقادة الكيان يقولون الأرض لنا وأنتم جئتم لتقاسمونا لقمة العيش، أسأل الله هدي قادتنا إلى طريق المستقيم والله من وراء القصد.