أدب السعود

الجميع يدعو إلى تفعيل الحياة الحزيبة وزيادة مشاركة الأحزاب في الحياة السياسية ,,والكل يتطلع إلى حياة حزبية فاعلة ..حيث ان طموح الأردنيين هو ظهور حكومات برلمانية تنبثق عن انتخابات تشارك بها الأحزاب في قوائم خاصة ذات برامج تهتم بحياة المواطن وقضاياه في كافة المجالات .

المعروف ان الأحزاب مرخصة لدينا وفقا لقانون الأحزاب ضمن شروط وانظمة أساسية خاصة يجب ان تلتزم بها وأن تؤطر عملها والا تتجاوز عليها بشكل مباشر او غير مباشر ومعروف أيضا أن الأحزاب تتلقى تمويلا سنويا من الموازنة العامة للدولة لمساعدتها على المشاركة في الحياة العامة ، ولكي تتمكن من تطبيق برامجها الوطنية بغض النظر عن انتماءاتها السياسية أو ايديولوجياتها طالما انها تمارس عملها ضمن القانون وضمن مصلحة المواطن ،وطالما انها تهدف إلى تحسين حياة المواطن وفقا لرؤيتها الخاصة ضمن أطر عامة متفق عليها (الدستور،القانون ، المجتمع) .

ولكن لا زالت بعض الأحزاب ممن تسمي نفسها الأحزاب القومية واليسارية وحتى غير القومية ترتبط بالخارج وتضبط ايقاعها على مسيرة دول أخرى وتحدد مواقفها وفقا لما يجري في تلك الدول ..فمن تلك التي تفاعلت مع ما جرى في مصر الى التي لا زالت تفكر (فقط) بما يجري على الساحة السورية ..وتركز اهتمامها بسوريا اكثر من اهتممها بالقضايا الوطنية المختلفة ..

وهنا تبرز تساؤلات : - هل تتلقى هذه الأحزاب تمويلا خارجيا لقاء دور تقوم به حيال القضايا المتعلقة بتلك الدول "المموّلة" دون الاهتمام لانعكاس ذلك على الوطن سلبا او ايجابا ؟!.

- هل موقف تلك الأحزاب مرتبط بقناعات معينة ام بسبب الدعم الذي تتلقاه والذي يصبح بمثابة دخل ورزق لهم ولعائلاتهم ،ولمساعدتهم على التمدد والانتشار ؟ّ! اما السؤال الكبير فهو : هل يجوز ان تتلقى الأحزاب تمويلا خارجيا باي شكل (مباشر او غيرمباشر) ، وهل هناك رقابة حقيقية على موازناتها ،وما موقف الجهات المسؤولة عن تنظيم العمل الحزبي في هذا الأمر .. نريد احزابا تهتم بالشان الداخلي أولا ، ولا يعني هذا عدم الاهتمام بقضايا الأمة ،ولكن المطلوب تقديم الشان المحلي والأمن الإقتصادي والإجتماعي وجعله أولوية قولا وعملا ..غير ذلك فإن الأمرلا يعدو كونه يعتبر مظلة لأهداف شخصية وغير وطنية تحت مسميات وطنية وباموال الشعب الأردني الذي هو بحاجة للاهتمام والنهوض به ليضطلع بدوره الوطني والقومي والإنساني ... حمى الله الأردن .......