أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة طرود ومساعدات لمن لا يستحقون والفقراء يتحسرون

طرود ومساعدات لمن لا يستحقون والفقراء يتحسرون

29-06-2016 12:13 PM
الشاهد -


الشاهد زارت بعض العائلات وكلهم اجمعوا انها توزع حسب الواسطة والمعارف

طرود ومساعدات لمن لا يستحقون والفقراء يتحسرون

نوال: رأيت بأم عيني الطرود تسلم لاصحاب سيارات وعمارات

صباح: طردوني وقالوا لي تأخرت التسجيل انتهى

محمد لا يجد ثمن الدواء النفسي وعائلته مرعوبه

الشاهد-خالد خشرم
كثيرة هي المآسي والهموم والنكبات التي تعيشها بعض الاسر المستورة من فقر وبطالة ومرض والقائمة تطول ولكن المؤلم والمحزن انه اذا فقدت وانعدمت الاساسيات للنخوة ونصرة الملهوف والمستغيث والفقير والمريض فعلى الدنيا السلام. الشاهد طرقت ابوابا لعائلات مستورة وهذه العائلات تعاني المرض والعوز قصصهم تحرك الحجر قبل البشر لنضعها على طاولة المسؤولين والمعنيين في وزارة التنمية الاجتماعية.

الحالة الاولى

صباح موسى سليمان عودة ارملة عمرها 55 عاما تعيش مع اولادها (ولدان وبنت) دون معيل، صباح تدفع اجرة منزل مقدارها 120 دينارا، لاتعرف كيف توفرهم او تسد حاجة ابنائها من الطعام والشراب. من يشاهد صباح يعرف من معالم وجهها مدى التعب والارهاق والمعاناة التي تعيشها وكأن الفقر والحرمان سمة ظهرت على محياها ولازمتها طوال عمرها، اما منظرمنزلها من الداخل والخارج فلا يقل مظهرا عن وجهها فمن يقترب منه او يدخله يعرف ان بداخله ويعيش فيه اناس كتب عليهم الشقاء والعوز ولسان حالهم يقول من بعيد العين بصيرة واليد قصيرة والله في عون العبد. عندما دخلنت الشاهد الى منزل هذه العائلة التي رحل عنها معيلها والاطفال صغارا كومة لحم بحاجة لعناية وحب وحنان واهتمام وهذا كله نسوه من زمان ما يريدونه فقط طعاما كافيا يقيهم الجوع والعطش. تقول صباح ان اهل الخير احيانا يساعدونها على تأمين المأكل والملبس لاطفالها (الذين رغم فقرها تصر على ذهابهم الى المدرسة) وهي تحاول الا تشعرهم بمدى فقرهم وحاجتهم ولا تريد ان يكون مصيرهم التشرد والضياع تريدهم ان يتعلموا حتى تتغير حياتهم في المستقبل ويتغلبوا على هذا الفقر الذي يعيشونه. صباح بحاجة لمن يساندها وجهة رسمية تقدم راتبا شهريا تساعدها على تأمين مستقبل اولادها كي لا تبقى تحت رحمة الغير لان من يساعدها اليوم يمكن ان ينساها غدا وهذا امر مقلق وغير دائم. تقول صباح انها ذهبت الى كثير من المسؤولين ومنهم المعروفون بمد يد العون للعائلات الفقيرة الا ان الابواب سدت في وجهها وقد ذهبت الى لجنة زكاة الزرقاء للحصول على طرود خير الا انه قيل لها ان تسجيل الاسماء قد انتهى وعادت ادراجها، وهي تشاهد بعينها عائلات قريبة منها وضعها افضل ماديا تحصل على معونة ومكارم من الديوان ويتم توزيع المعونات والطرود عليهم وهي تنتظر لانها كما تقول لا تملك واسطة او معرفة بين هذه اللجان التي توزع. صباح تريد مساعدة دائمة لحماية اطفالها واعالتهم وان لا تبقى تعيش تحت رحمة اناس بعضهم ذهبت الرحمة من قلوبهم وحلت محلها المصالح والمنافع الخاصة واصبح توزيع المعونات والرواتب بالواسطة.

الحالة الثانية

محمد محمود يعيش في غرفة وضعه بها اهله خوفا من ان يقوم بافعال غريبة وقاسية بسبب وضعه الصحي والنفسي الذي يعاني منه. محمد لديه عجز بنسبة 80% وهو بحاجة الى علاج دائم وان لم يتناوله يقوم بافعال بهلوانية ويمكن ان يؤذي كل من حوله الى ان يتناول الدواء المهدىء ويعود الى طبيعته ويمارس حياته كالمعتاد. محمد يجد صعوبة هو وعائلته في تأمين الدواء (وهذا ما قالته والدته للشاهد) وقالت انها كثيرا ما تذهب الى الجيران لاستدانة ثمن هذه الادوية. وقالت انه اذا لم يتناول الدواء يقوم بالاعتداء عليّ ويدمر المنزل وكل شيء امامه وكثيرا ما قام باحراق نفسه والبيت لانه يكون فاقدا لوعيه. الدواء الذي يقدم لمحمد مكلف جدا والمبلغ الذي يدفعونه لا يقل عن 30 دينار يوميا اي بمعنى 900 دينار شهريا ونحن لا نملك منهم دينارا واحدا وكل ما نعتاش عليه انا واخوانه راتب والده المتقاعد ولنا على هذه الحال عشر سنوات لا نعرف ماذا نفعل ولمن نلجأ كل الابواب التي طرقناها سدت في وجوهنا ونحن نحاول ان نجد جهة تساعدنا على التكفل بعلاجه او حتى جزء منه فلم نجد.

الحالة الثالثة

نوال سيدة في العقد الرابع من عمرها ارملة ويعيش معها ابنها البالغ من العمر 15 عاما وهو على مقاعد الدراسة. تقول نوال ان زوجها رحل وترك لها ابنها الوحيد وهي سعيدة به ويؤنس وحدتها، لكن المشكلة ان زوجها لم يترك لها شيئا تعتاش منه وهي منذ ان توفي زوجها تحاول ان تحمي ابنها وتعمل من اجل تأمين لقمة العيش له والمستقبل الامن وهو دائم الشكوى والتذمر من حياته يريد ان يترك المدرسة ليعمل وانا احاول ان احميه واحافظ عليه من رفاق السوء لكن حياتنا صعبة وتوفير لقمة العيش دون معيل امر ليس سهلا، هذا بالاضافة الى ان ابني بحاجة الى امور كثيرة غير الاكل والشرب واخاف ان لم اؤمن له متطلباته ان يسلك طريق الخطأ. وتضيف نوال انها حاولت ان تطرق ابواب المؤسسات التي تقدم المعونة للمواطنين لكنها دائما ترفض كونها لاجئة وعندما تطلب مساعدة لجان الخدمات في المخيم لا احد يسمع لها وهي ترى بام عينها المساعدات والطرود تقدم لمن هم اقل حاجة منها ومنهم من يملك بيوتا وسيارات ورواتب شهرية وعمل ولهم اولاد يعيلونهم واقارب يلجأون اليهم.








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :