د.نضال العزب
كنا نسمع هتافا في كل عام وبالتحديد في منتصف أيار - وعد بلفور المشؤوم – هذا بلفور الذي أراد بفعل المال الصهيوني اراد أن يحل المسألة الصهيونية ويمنحهم وطنا، وكنا نرى في الذكرى ما يملأ الجدران ما يلعن الوعد وصاحبه .... أما الأن فكأننا نسينا يافا وعكا ... نسينا البحر والأرض والإنسان ...الذي هجر أرضه راغما مقهورا.. عكا التي سكنت جوار البحر .. يوقظها البحر كل يوم تنادي وقد بح صوتها وتصدعت صخورها.... لا حلاوة ليومها ولا لغدها, محيت قراها وتهودت لغتها.. وجاءها الغرباء من كل أنحاء الأرض كلهم البلغاري والروسي والإثيوبي والمغربي كلهم يدعون أنهم أحفاد موسى عليه السلام فكيف لهذا المصري الأسمر أحفاد روس وأكرانيون.. وكيف للوزير البرطاني أن يمنح وطنا لا يملك منه شبرا، ويشرد شعبا وبعد ماذا فعلنا وماذا فعل الأخرون .... هم نجحوا نعم نجحوا وطوروا وتفوقت جامعاتهم ...ودراساتهم نعم نجح مشروعهم وحاسبوا رؤساء حكوماتهم وأسسوا لدولة عصرية واهتموا بالإنسان والتعليم والتطوير ... أما نحن فرغم الثروات والأرض فطورنا منظومة الظلم والفقر وانهار التعليم، نتباكى نستجدي ضيعنا الثروات ونشرنا الظلم والفساد .... دمرنا مدننا نشرنا الطائفية والمذهبية ... قتلنا وماذا بعد القتل صار الدم بحرا والأرض يباسا، لا أحد يفهم إبنه ولا حوار لا عقل ..لا جامعات ولا منظومة فكرية ولا أولويات .. في منتصف ايار لنعترف بنجاحهم ونحن نخرب بيوتنا ونهدم ونحقق ما يريدون وأموالنا سخطة علينا وفي ذلك نجاحهم وزوالنا لغة وعقلا وفكرا.