المحامي موسى سمحان الشيخ
مع انه يوم النكبة، ويوم 15 آيار، الا انني سأحلق بعيدا .. مع ان الحكماء على قلتهم وانحسار دورهم يؤكدون بانه ليس للضرورة (قانون) الا ان الحياة بمساراتها المختلفة وتعرجاتها تؤكد ان للضرورة قانون بل ان اردنا الدقة قوانين مختلفة، ولدى العرب الذين لم يعودوا عربا قوانين ضرورتهم فهم مثل سائر البشر لم يوجدوا عبثا، نعم لهم دورهم ورسالتهم بل ولديهم ما يمنحونه لانفسهم وللعالم ايضا. العرب الذين سادوا العالم يوما وحملوا له شعلة الحق والنور، واغنوا الحضارة الانسانية في كل المجالات يقفون اليوم في مؤخرة الركب، يهدمون كلما يستطيعون هدمه بقسوة وهمجية، وكأن القوة العاقلة لديهم قد تلاشت وذهبت مع الريح، لقد تخلوا طوعا عن قوانين ضرورة البناء وامعنوا هدما بكل ما بنوه حديثا على ضالته وتواضعه وانا هنا لا اتحدث عن المعمار الحضاري العربي الشامخ الذي كان لنا يوما حينما كنا نحترم انفسنا ونحقق ذاتنا عبر رسالتنا كأمة تستحق الحياة، انما المح الى هذا الواقع البائس المر الذي تحياه امتنا من تمزق وضياع واحتراب. تؤكدها الضرورة بل والضرورة المطلقة بقانونها النسبي العادل الوحدة العربية ضرورة فاين هي؟، استئصال العدو الصهيوني من دنيا العرب ضرورة واي ضرورة فاين هي بناء مفهوم معرفي وثقافي يحتكم الناس اليه اكثر من ضروري، اين نجده اليوم؟ في دنيا العرب؟ محاربة النخب الفاسدة والمتواطئة مع الاجنبي والتي تدوس كينونية الامة وهويتها في كل لحظة اكثر من ضرورة، وسأبقى اعد امراضا واوبئة الصباح ومع هذا وذاك يقولون لماذا تفرخ داعش والقاعدة والنصرة؟ ايها العرب دعونا نحاول استئصال الشر من جذوره وسننجح وكما قال جورج برناردشو الحكيم الساخر (الحرية تعني المسؤولية، ومع هذا ينفر ويهرب منها كثير من الناس) وما اشد حاجة بلادنا العربية للحرية ورصف الصفوف.