أخر الأخبار

انتحار ..

18-05-2016 12:48 PM

نظيرة السيد

قبل ايام نشرت وسائل الاعلام صورا ومعلومات حول حادثة انتحار لخمسة اشخاص من على مبنى في دوار الداخلية حجة هؤلاء كانت البطالة وعدم العثور او توفر فرصة عمل لهؤلاء الشباب يتمكنون من خلالها كسب رزقهم ومساعدة ذويهم، مما دفعهم الى اللجوء لهذه الوسيلة من اجل لفت الانتباه اليهم وتنبيه الرأي العام الى ما يعانونه من مشاكل وضغوط نفسية نتيجة عدم توفر فرص عمل واغلاق باب التعيينات في وجوههم هذه الحادثة اعقبها دعوة صريحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ انتحار جماعي احتجاجا على البطالة واخذ الناشطون كل منهم يدلي بدلوه في هذا الموضوع لتقوم ادارة الفيسبوك والجهات الامنية باغلاق الموقع والتوعد لمحاسبة المحرضين على انشاء مجموعة تحرض على الانتحار الجماعي وتدعو له. السلوك الذي انتهجه المهددون بالانتحار او المحرضون عليه لا يمكن قبوله بأي شكل من الاشكال حتى وان كان مجرد محاولة للفت الانتباه الى قضيتهم وما يعانون منه نتيجة البطالة والبقاء لسنوات دون عمل وان هناك وسائل كثيرة يمكن للشباب التعبير عنها او العمل من خلالها على التغلب على هذا الواقع الاليم الذي يعيشونه ونعيشه على ان لا يكون الانتحار احد هذه الاساليب فهناك وسائل اخرى يمكنهم التفكير بها مجمعين لايصال صوتهم وتنبيه المسؤولين الى معاناتهم والذين بدورهم (اي المسؤولين) يصرون دائما وابدا واثناء حوارهم مع الاعلام ان البلد مليئة بفرص العمل وان الكثير من الشباب يحجمون عنها، كيف ذلك؟ والحكومة ما تزال لهذه اللحظة تماطل في رفع الحد الادنى للاجور الذي يمنع اصحاب العمل من التجبر والتحكم بالعامل الاردني الذي مهما حاول لن تكفيه ال (190) دينار كراتب شهري لاعالة نفسه وذويه كما العامل الوافد هذا من جهة ومن جهة اخرى فان هؤلاء الشباب وصلوا الى هذه القناعة بعد ان سدت الابواب في وجوههم (من حيث التعيينات) وفتحت لاناس كثيرين اقل حاجة لفرص العمل واقل خبرة وكفاءة من هؤلاء الشباب لكن وضعهم الاجتماعي وقربهم من النائب والمسؤول جعلهم يأخذون فرص غيرهم ويتركونهم ينظرون ولا يملكون من امرهم شيئا الى ان استحكمت فكرة الانتحار على عقولهم ووجدوها طريقة للتعبير عن ذاتهم ومعاناتهم التي طالت وهذا امر غير صحيح وغريب على مجتمعنا ويجب ان لايمر مرور الكرام ويكون ردنا مجرد العقاب دون الاخذ الاسباب كلينا ان نعمل على فهم واقع هؤلاء الشباب ومحاولة مساعدتهم قدر الامكان والتسريع بأي خطوة تحفظ حقوقهم وتوفر لهم سبل العيش الكريم.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :