بقلم : عبدالله محمد القاق
لعل معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب الذي يعقد في ظروف حساسة وحرجة جراء التغول الاسرائبلي على الفلسطينين العزل واستمرار الاعتقالات للفلسطيتيين وسياسة القمع والتنكيل لسلطات الاحتلال في الاراضي الفلسطينية .
والمشاركة الكويتية بهذا المعرض ستكون على مستوى رسمي بحيث يرئس معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب وفدا كويتيا رفيع المستوى يمثل عددا من المثقفين بعد ان تم اختيار دولة الكويت لتكون ضيف شرف المعرض الذي يستمر حتى 17 مايو.
وبالفعل ان مشاركة الكويت هذا العام هامة جدا وتحمل الكثير من الدلالات اولها الثقافية لما للكويت من دور بارز في الحركة الثقافية العربية ورفدها بالإبداع والاصدارات وبالحركة المسرحية. وقال وزير الثقافة الفلسطيني أن البعد الأخر يتمثل "في وصول المثقف العربي والاشقاء العرب إلى فلسطين ليكونوا بيننا في تحد واضح لكل السياسات التي ترمي إلى عزل الشعب الفلسطيني وتطويق روايته".
وشدد على أن حضور الكويت في معرض الكتاب له أهميته الخاصة نظرا لما تمثله الكويت من امتداد عربي واخوي للفلسطينيين مؤكدا أن هذه المشاركة من شأنها تعزيز العلاقة وتمكينها من فتح آفاق جديدة في المجال الثقافي بين البلدين.
واوضح أن وجود المثقف العربي في فلسطين يمثل امتدادا لرسالة الصمود الفلسطيني من خلال وجوده بين اشقائه وملامسته للواقع.
وستشارك أكثر من 400 دار نشر و160 شخصية عربية وفلسطينية في معرض الكتاب الذي سيفتتح في ذكرى ميلاد الشاعر توفيق زياد ويحمل شعار "فلسطين تقرأ".
أكد وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود ل – الشاهد – ان الكويت تبذل كل الجهود لدعم القضية الفلسطينية يشتى الو سائل أن الإعلام الخليجي يتجه حاليا إلى كشف خطر الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة، ونشر مبادئ الفكر الإنساني المتسامح والعقلاني في نفس الوقت، مشيرا إلى أن بلاده منطلقه الرئيس في تفكيره واهتمامه. وقال الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، «حان الوقت لتفصيل ميثاق إعلام عربي عصري يضع خريطة طريق تحكم أدبيات الإعلام الحر والهادف والصادق». وعلى الصعيد الكويتي قال وزير الإعلام: «إن رسالة الإعلام لدينا تقوم على نبذ ومحاربة الإرهاب، والدعوة إلى الحوار والإيمان بالرأي والرأي الآخر»، مشيرا إلى أن تشابكات الواقع تتطلب منه موقفا وطنيا عربيا صادقا يراعي مصالح الأمة العليا، ويكون إعلاما عصريا منصفا للقضايا الإنسانية العادلة.
وأضاف: «إن أبرز التحديات التي تواجه صناعة الإعلام العربي هو مدى قدرته على مواكبة نظيره العالمي العصري والحر والمنفتح واللاهث وراء الحدث، سواء كان سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا أو رياضيا أو فكريا أو فنيا». وعلى المستوى الرسمي العربي أكد الصباح أن توحيد خطاب إعلامي عربي بات صعبا بالنظر إلى الظرف المُعقّد الذي تمرّ به المنطقة العربية، في ظل بعض التحالفات الإقليمية، ومراعاة كل دولة لمصالحها، التي ربما تتعارض مع مصالح دول عربية أخرى. ويضيف الوزير الكويتي ل – الشاهدمن المؤكد أن المنطقة العربية تمرّ بظرف عصيب، وربما كان واحدا من أصعب الظروف التي كُتب على شعوب المنطقة اجتيازها في القرن الواحد والعشرين. ولأن العالم بات يحيا مفهوم «القرية الكونية» كأصدق ما يكون ذلك، واحتل الإعلام الحر ووسائل التواصل الاجتماعي الحيز الأكبر والأهم في حياة الناس، وانعكس ذلك واضحا على تأثير وتأثر كل دولة بما يحيط بها؛ فإن بلدي الكويت هي المنطلق الرئيس في تفكيري واهتمامي، وأعني بذلك مصالحها وشعبها، وهذا لا ينفصل أبدا عن وصلها الطيب بشقيقاتها من الدول العربية، وباقي دول العالم، خاصة أن اختيار هيئة الأمم المتحدة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، قائدا إنسانيا، وفي سابقة عالمية، واختيار الكويت كمركز للعمل الإنساني، يحتم على الإعلام الكويتي، وعلي شخصيا، العمل الجاد والمدروس لتكريس هذين المفهومين. كما أن توجيهات أمير البلاد باعتبار الشباب الرهان الأهم للمستقبل يجعل جزءا كبيرا من تفكيري ينصرف إلى المشاريع الفكرية والثقافية والفنية التي تخدم هذا التوجّه، وتقدم للعالم نماذج كويتية شبابية مبدعة، وقادرة على لفت الأنظار بعطائها المميّز. * في ظل الواقع كيف تنظرون إلى الدور الذي يضطلع به الإعلام الكويتي تجاه القضايا المصيرية والوطنية، فضلا عن دوره في ترسيخ قيم وحضارة الأمة؟ - إن تشابكات الواقع المعقدة التي تحياها منطقتنا العربية، تتطلب من الإعلام الكويتي، وعموم مراكز الإعلام العربية، موقفا وطنيا عربيا صادقا يراعي مصالح الأمة العربية العليا من جهة، ويضع مستقبل شعوبها على رأس الأولويات. ويكون إعلاما عصريا يتصف بالمصداقية وإنصاف القضايا الإنسانية العادلة، مؤمنا بدور الحوار البنّاء، وأن السلم والسلام هما الرسالة الأسمى لشعوب الأرض. على أن الإعلام الكويتي وعلى امتداد تاريخه المعروف لديكم عمِل ويعمل على ترسيخ قيم وتراث الأمة العربية والإسلامية الأجمل، فكرا وأدبا وفنا. وليس أدل من ذلك على تشرّف الكويت بتكليف من جامعة الدول العربية بالنهوض بإنجاز «الخطة الشاملة للثقافة العربية»، إضافة إلى إصدارات دولة الكويت منذ انطلاق مسيرة مجلة «العربي» عام 1958، وتاليا «سلسلة من المسرح العالمي»، ولاحقا إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كسلسلة عالم المعرفة وعالم الفكر، والتي لعبت وتلعب دورا كبيرا في تشكيل الوعي العربي. * يرى البعض أن المثقفين والأدباء يأتون في ذيل قائمة الاهتمام والدعم الحكومي في عدد من البلاد العربية.. ما حقيقة ذلك على مستوى الكويت وهل من شواهد على ذلك؟ - إن اهتمام دولة الكويت بأبنائها النابهين والمثقفين، ليس بحاجة لشهادة، فهو معروف للقاصي والداني، خاصة والحرية المسؤولة التي يتحلون بها وثقة القيادة السياسية بدورهم المنشود. وذلك منذ أن أنشأ شباب من أهل الكويت، وعلى رأسهم الشيخ عبد الله الجابر رحمه الله، النادي الأدبي عام 1924. ثم قيام الأستاذ عبد العزيز الرشيد بإنشاء «مجلة الكويت» عام 1928، وتاليا قيام شباب الكويت في مصر عام 1946. ومنهم الأستاذ عبد العزيز حسين بإنشاء «مجلة البعثة» لتكون صوتا أدبيا للطلبة الكويتيين المبتعثين إلى مصر الغالية. وبعد ذلك الكثير من المشاريع التي تبناها المثقف الكويتي، ولاقت ترحيبا ودعما وتشجيعا من القيادة السياسية. وإذا ما انتقلنا إلى الوقت الراهن، فإن جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية التي يقدمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والتي تمت مضاعفة قيمتها المادية اعترافا واعتزازا بالدور الكبير للمبدعين من أبناء الكويت. وجوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والجوائز الكويتية الأدبية والفكرية والفنية الكثيرة، التي تحتفي كل عام بكوكبة من أبناء الكويت المبدعين، خير دليل على اهتمام الدولة بهم. وكذلك إنشاء وزارة دولة لشؤون الشباب، يدلل بشكل جلي على الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية وعلى رأسها أمير البلاد لدور الشباب المبدع والمثقف، أضف إلى ذلك إقامة العشرات من المهرجانات والورش والمؤتمرات الثقافية والفنية والتي يديرها في جلها المبدع الكويتي إنما يقدم دلائل ساطعة على اهتمام الدولة بالمبدع والمثقف الكويتي. إننا في دولة الكويت نرى إلى أن أي مبدع أو مثقف إنما هو رأسمال كبير، ويجب الاهتمام به ورعايته، وأنه صوت فخر للكويت على الساحة الثقافية العربية والعالمية.