د. محمد طالب عبيدات
تداعى مجموعة من الأفراد ومنظمات المجتمع المدني من المخلصين والمحبين لوطنهم في لواء بني كنانة على عقد مؤتمر للتنمية الشاملة والمستدامة والبشرية في اللواء والذي سيعقد يوم الأحد الموافق الثامن من أيار 2016 الساعة الحادية عشرة صباحا في قاعة مدرسة إبن رشد الثانوية للبنين في بني كنانة وبرعاية كريمة من دولة رئيس مجلس الأعيان السيد فيصل الفايز، وذلك لرسم صورة مشرقة للواء ليكون جميلا بأهله ونمائه كما جغرافيته حيث يصبو إلى رفعة الإنسان والارتقاء به، فاستجاب لمعطيات المجتمع المحلي في بني كنانة وتطلعاته التنموية في تفعيل المنطقة بكوادرها البشرية ومنتوجاتها الزراعية ومخزونها الحضاري والذي يتمثل في طبيعة ساحرة جاذبة واّثار أمم وحضارات تركت بصمتها على هذه الأرض. فمؤتمر بني كنانة التنموي الأول يرمي إلى جملة من الأهداف التنموية والتي تندرج في إطار استباقية تطبيق اللامركزية وفق دعوات جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه، كخطوة وتمرين وبروفة أولية لترسيخ مباديء اللامركزية ومساهمة من أبناء اللواء الأشم لتعزيز نهجها وخصوصاًبعد إقرار قانون اللامركزية الذي يندرج ضمن خريطة الطريق الإصلاحية التي يتبناها جلالته. فرؤية المؤتمر هي تناغم لصورة التنمية مع صورة الانسان والجغرافيا والتاريخ في لواء بني كنانة ورسالته هي الارتقاء بواقع اللواء من النواحي الاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية والزراعية والسياحية وغيرها، وأهدافه وغاياته تسعى لتنظيم جهود أبناء المنطقة وتوجيهها لخدمة أغراض التنمية الشاملة وتحقيق تطلعاتهم المستقبلية والعمل على تشجيع الحركة السياحية وفرص الاستثمار في المنطقة وخلق نوع من التعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لدعم حركة التقدم الثقافي والعلمي في المنطقة وإستشعار التحديات التنموية ودراسة واقع القوى البشرية وتسليط الضوء على واقع الفقر والبطالة في لواء بني كنانة وإجراء حوار مسؤول بين مواطني اللواء والمسؤولين التنفيذيين وإمكانية إنشاء مؤسسة إعمار بني كنانة وطرح حلول عملية للتحديات التنموية وتأطير الأولويات التنموية في اللواء، إضافة لبلورة أولويات لمشاريع تنموية حقيقية على الأرض. فمثل هكذا مؤتمر لن يعقد في صالات فندقية فارهة بل في بيئة اللواء نفسه لغايات أن يتفهّم الجميع واقع الحال على الأرض ولغايات تنفيذ مشاريع خدمية تنموية تسهم في تحسين الواقع المعيشي للمواطنين ومناقشة كافة القضايا التي تتعلق بحياة المواطنين والعمل على تحديد الاولويات والعمل على حل المشاكل والمعضلات والتحديات التي تواجه المواطنين وفق الإمكانات المتوفرة، وبالطبع لغايات حل جملة التحديات التي تواجه اللواء لا بد من العمل على تنفيذ مشاريع من شأنها توفير فرص عمل لمواطنيه خاصة فئة الشباب منهم والذين باتت تحديات توفير فرص العمل والبطالة بين صفوفهم والفقر هي الأبرز على الساحة لخطورتها في ظل المحاولات البائسة لجذبهم وإستغلال وضعهم من قبل جماعات الغلو والتطرف، وبالطبع إنتماء وولاء هؤلاء الشباب لوطنهم وقيادتهم الهاشمية راسخ لا تهزه الرياح. وحيث أن لواء بني كنانة يحوي نخبة متميزة من الكوادر البشرية المتعلمة والمدربة والكفؤة الذين يتطلعون لمؤتمرهم التنموي الأول بعين ثاقبة لبلورة حزمة من المشاريع التنموية القابلة للتطبيق في المجالات كافة للمساهمة في الجهد الوطني الجمعي المترادف إلى جانب الحكومة لغايات دعم اللواء ووضع أولوياته التنموية لمساهمة أبناء اللواء في صنع القرار التنموي مما سيمثل بروفة حقيقية لبرنامج اللامركزية، ومما يؤشر بأنه سيكون الإنطلاقة وبداية السباق لبقية الألوية والمحافظات ليحذوا حذوهم، ومما يضع الكرة في مرمى الحكومة لدعم نتائج وتوصيات هذه المؤتمرات التي ستفضي لمشاريع واقعية تؤطر الأولويات من قبل أهل المجتمع المحلي نفسه أو على الأقل تسهيل مهمة القائمين على المؤتمر للحصول على الدعم المالي كتحدي رئيس لهم سواء من خلال الموازنة العامة للدولة أو المنظمات الدولية المانحة. ففي ظل الاوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها غالبية الأسر في لواء بني كنانة بات من الضروري العمل على تنفيذ مشاريع تنموية تسهم في زيادة دخل هذه الأسر، وتكون ملامسة لحاجاتها الأساسية والواقعية، وأن يكون هناك ترتيباً للأولويات، وأن يتم مناقشة القضايا بكل موضوعية ومصداقية مع صناع القرار، وأنه يجب العمل على إعداد مشاريع واقعية والابتعاد عن المثاليات والعمل بروح الفريق الواحد بهدف إنجاح فعاليات هذا المؤتمر الذي يعبر وينم عن فكر واع هادف من أبناء اللواء الغيورين على مصلحة الوطن والمواطن. ويتضمّن جدول أعمال المؤتمر العديد من المحاور الاساسية والتي تتعلق بالمواطنين مثل الواقع الصحي والتعليمي و الزراعي والاقتصادي والثقافي والسياحي حيث تم تلخيصها ضمن أوراق عمل تُقّدم من المواطنيين والمسؤولين على حدّ سواء وفي عدة محاور هي محور الشباب والتعليم وومحور فرص العمل وعمل الجمعيات التعاونية ومحور الإستثمارات ومحور الزراعة والسياحة والبيئة ومحور الصحة والبنى التحتية ومحور القطاع النسائي ومحور الأمن الإجتماعي ومنظمات المجتمع المحلي، وعند إنتهاء فعاليات المؤتمر سيتم تشكيل لجنة متابعة للتوصيات التي سيخرج بها المؤتمرون، على أن تكون هذه التوصيات قريبة من الواقع المعاش . ميزة هذا المؤتمر أنه يأتي بنكهة ولون وطعم ورائحة تختلف عن بقية المؤتمرات حيث أنه سيكون إنطلاقة السباق لبقية المحافظات والألوية صوب تأطير أولويات مشاريع مناطقهم، وأنه يأتي بمبادرة من أهل المنطقة بالمجتمع المحلي، وأنه سيفضي لمشاريع واقعية على الأرض، وأنه سيضع الكرة في مرمى الحكومة لتنفيذ المشاريع الجاهزة أو المساهمة في التأشير للجهات المانحة لتنفيذ ذلك، وأنه تمرين واقعي للامركزية التي يدعو إليها جلالة الملك المعزز للتوجّه لدعم محافظات وألوية الأطراف دون التركيز على تنمية العاصمة عمان فقط، وأنه مؤتمر سنوي سيتم من خلاله إطلاع الجمهور على ما تم إنجازه على سبيل المتابعة والتغذية الراجعة وهذا ما تم إعلام الصحفيين به خلال المؤتمر الصحفي معهم ليكونوا شاهدين على ذلك، وأنه إنطلاقة حقيقية للتشاركية بين المجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني والحكومة والجهات الداعمة، وأنه ثورة بيضاء على توصيات المؤتمرات حبيسة الأدراج والرفوف، وأنه حلقة في سلسلة مؤتمرات متابَعة سنوية قادمة، وأنه واقع لا تنظير بحول الله تعالى، فبوركت جهود القائمين على مثل هكذا عمل تنموي وطني إستباقي. مثل هكذا مؤتمرات هي الهدية الأغلى لعمال الوطن في عيدهم، ولحسن الطالع أن يتزامن المؤتمر مع إحتفالنا بعيد العمال، فالعامل يحتاج لفرصة عمل في تخصصه وتُحسّن مستوى معيشته وأسرته وتكون قريبة من مكان سكنه وتساهم في تطوير بيئته المحلية، فهذه فرصة ولا أحلى للمباركة للعمال جميعاً في عيدهم ولنقول لهم أننا نعتز بكم وبكل قطرة عرق تنهمر من جباهكم التي نفاخر الدنيا بها.