الشاهد -
تحت عنوان فقه المرحلة من خلال سيرة النبي الاشرف صلى الله عليه وسلم
تصوير : ناجي العواجنة
الشاهد-اياد العدوان
عقدت جمعية مركز الامام ابوعبدالله الشافعي يوم السبت الماضي الندوة التاسعة لهاتحت عنوان: 'فقه المرحلة من خلال سيرة النبي الأشرف صلى الله عليه وسلم' في فندق البريستول .
وقدم خلالها المحاضرون المشاركون في الندوة ستة أبحاث والتي عالجت ظاهرة خطيرة وهي دعوى نسخ المراحل في مرحلة واحدة المتمثلة ببقاء فرض الجهاد مطلقاً، وإجراء هذا الحكم بغير معرفة واقعية، في حين أن عامة الفقهاء، على خلاف ذلك، وأن مراحل الدعوة الأربع، تطبق أحكامها حسب الظروف المحيطة، وأنه لا يجوز صبغ مرحلة معينة بحكم معين ثابت، كما لا يجوز إعطاء حكام مرحلة لمرحلة غير مناسبة من حيث ظروفها وأحوالها.
وتناول الدكتور سمير مراد في ورقته البحثية والتي كانت بعنوان ' فقه المرحلة واثبات المرحلية ' عرف خلالها مفهموم المصطلح وفائدته واستمداده ومشروعيته وآثاره بالاضافة الى إثبات المرحلة المكية وإثبات المرحلة المدنية ومرحلية الدعوة ضرورية وحاجية والدعوة العامة لا تعني الغاء ما قبلها.
اما في الورقة البحثية الثانية والتي قدمها الدكتور محمود الزغا يبة تحت عنوان ' فقه المرحلة المكية والتي تمحورت حول مرحلة التأسيس العقدي والايماني وترسيخه في نفوس المؤمنين حتى يستعدوا للمرحلة التي بعدها وهي مرحلة البناء والعمران، ومنها مرحلة القتال واعلاء كلمة الله في مشارق الارض ومغاربها.
وقدمت الدكتورة رنا السلايمة في الورقة الثالثة من الندوة تحدثت خلالها عن فقه ودلالات حادثة الطائف ،عرضت خلالها شدة معاناة رسول الله في الدعوة باللسان ، وفقه ودلالات حادثة الطائف .
وتطرق الدكتور اوميد ميكائيل سعد من دولة العراق في ورقته الاهتمام باسس المجتمع الديني والتكافلي، بالاضافة لموضوع النوعية في التكوين المجتمعي وحق التعايش للمسلمين واليهود ،وعن معاهدات الصلح مع اهل الكتاب ،وعن تحمل الاذى والرد على المشركين بالمثل في حال القدرة على ذلك ،والترتيب الداخلي للدولة كأولوية واهم من الرعاية الخارجية.
وفي ورقة العمل الرابعة من الندوة والتي قدمتها الدكتورة ياسمين الجيوسي والتي كانت تحت عنوان ' صلح الحديبية والعبر والدروس التي وردت فيها حيث ركزت قصة صلح الحديبية في سنة الحبيب المصطفى وربط منهجه صلى الله عليه وسلم مع فقه الواقع وحال الأمة الإسلامية الحالي، مرورا بالصلح مع العدو، والنزول على شرط الكفار ولو كان في ظاهره ضرر وبيانه بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله وسيرته صلى الله عليه وسلم، وما استنبطه علماء المسلمين في مؤلفاتهم، ليكون المسلمون على بينة من أمرهم من فقه دينهم، لا من العواطف وإطلاق الكلام بدون دليل. بالاضافة الى دروس رد من أسلم لقريش، وعن أهمية الإعداد الإيماني والمادي والعسكري والحضاري في تكوين الدولة، وعن فتح القلوب قبل فتح الدروب وقوله تعالى: ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ).
وركز الدكتور كمال باهرمز من دولة اليمن على قصة غزوة الخندق وفتح مكة استعرض خلالها بعض العلل والاختلافات وعالجتها من خلال سيرة الرسول وسنته ومواقفه .
وفي الختام، تمخضت الندوة عن التوصيات التالية:
1- ضرورة ربط الأحكام بمصادرها، ومن خلال توضحٌ الفقهاء المعتبرين لها.
2- من أكبر الجرائم التي تمارسها الجماعات المتطرفة، نقل واختزال الأحكام في غير محلها.
3- ضرورة نهوض العلماء، وممارسة دورهم في حماية الأمة.
4- أن التدرج في الأحكام الجزئية ضرورة أو حاجة.
5- مراحل الدعوة من الأحكام الخاضعة للتدرج، في أي مرحلة انطبقت أحكامها على الأمة، طبقت عليها، وهذا باقٍ إلى يومنا هذا.
6- تفسير نصوص السيرة النبوية أمر ضروري، لبيان الأحكام المطلوب
تطبيقها من الأمة.
7- البناء الحضاري لا يعني حمل الأمة على ما يشق وما لا تطيق ، بل العكس تماماً.
8- ضرورة احياء ممارسة الأدوار حسب الكفاءة والجودة، لئلا تقع الأمة في العجز.
9- عدم المصادرة على الأمة، بأن يتخذ البعض قراراً أو قرارات قد تجر الأمة إلى حتفها.
10- إن الإسلام دين المحبة والسماحة والأخوة وهذا جاء في قوله تعالى:
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
11- إن الأصل في الاسلام السلام والتعايش مع مواطنيه ايا كان اعتقادهم.
12- إن الاسلام دين حضاري يماشى وحاجيات المجتمع ما لم تخالف نصا صريحا، فليس الاسلام مجرد علاقة روحية بين العبد وربه بل هو نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي ودفاعي .
13- إن فقه الواقع، والتعرف إلى مكوناته واستطاعاته، والمقارنة بينه وبين مسيرة التاريخ والتراث الغني لهذه الأمة، لا تٌحقق من خلال ذهنيةٌ الخُطب والتحشيد الكلام ، أو بعض المجازفات التعُتذر لها بالنوايا الحسنة،انما من خلال الخبرات الساٌسيةٌ والاجتماعيةٌ والاقتصاديةٌ والنفسية.
14- إن الأمة تحتاج الى ثقافة تحقق نقلة ذهنية من حالة الحماس إلى إدراك أهميةٌ الاختصاص، ومن عقليةٌ التكديس والنقل والتقليد إلى ذهنية الإبداع والاجتهاد والتجديد والاتباع بإحسان؛ من مرحلة الإحساس إلى مرحلة الإدراك؛ ومن الإبصار للمقدمات إلى البصيرة للمآلات والعواقب من ذهنية اختزال الإسلام في جماعة أو حزب أو بلد أو جنس أو زمن إلى فضاء الإسلام الواسع للناس جميعا وخلوده المجرد عن حدود الزمان والمكان والإنسان؛ من النظرة الجزئية الضيقة لبعض الفروع والأحكام الجزئية إلى النظرة الشاملة لمقاصد الدين ودوره في بناء الحياة وإقامة العمران؛ من الاقتصار على فقه الحكم التشريع إلى إبصار أبعاد الخطاب الإسلامي في المجال السياسي والتربوي والاجتماعي .
15- الحرية والديمقراطية المضبوطة والشورى وحق الغير والعدالة
الاجتماعية كل تلك المصطلحات وغايتها والتى تبحث عنها الشعوب الإسلامية نجدها موجودة فى الإسلام وذلك من خلال صحيفة المدينة التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم.