حمد الحجاوي

30 آذار 1967 هو تاريخ بدء انتفاضة في الداخل بمعنى انه مضى عليها اربعين عاما كاملة، والاهل في كل صباح ومساء تتضاعف خسائرهم البشرية والمادية الا ان مكسبهم الوحيد في معنوياتهم الراسية كجبل شامخ من الصعب ان يهزه ريح، فهم يقاومون رغم الظروف القاسية التي يتعايشون معها ولا يحسدون عليها، من ممارسات عدو الدين والدنيا قادة الكيان الصهيوني بقيادة اللوبي الصهيوني وبدعم مطلق النظير من الامبريالية الامريكية، فهم يثبتون للعالم باسره انهم يقاومون بكامل ما يمتلكون من الايمان والعزم وهم مجردون من السلاح والعتاد الا ان الايمان يملأ قلوبهم لانهم اصحاب حق لا يحتمل جدال اثنين، فهم صامدون ويدافعون دفاع الحامل روحه على كفه من اجل اهله وكل ذرة تراب في وطنه، هذه الانتفاضة المباركة مضى عليها اربعون عاما من النضال رغم ان في ذلك الوقت كانت القوات الصهيونية تسيطر على نسبة (85%) وهم يسيطرون على (15%) ورغم ذلك كأنهم لا يسيطرون على شيء في ظل احتلال غاشم، فقد كانت عدد الوحدات السكنية في تلك الوقت خمس وسبعين الف وحدة متفرقة الواقع حسب رؤية قادة الكيان الصهيوني، ولم يبق الوضع على ما هو بل بعد اتفاقية (اوسلوا) وفي عهد اسحق رابين رئيس وزراء الكيان زادت الوحدات السكنية ولم يجد قادة الكيان اي ردة فعل من قادة الاهل حتى يومنا الا انقسامهم على انفسهم، بالاضافة الى خمول الزعامة العربية التي انشغلت في نفسها وشعب كل قطر منهم نظرا للربيع العربي المرسوم والمخطط له بريشة فنان مبدع لما حدث ولا يزال مستمرا في داخل اقطارهم من انقسامات وعداءات حيث لا يحسن احدا ان ينكرها او يغض النظر عنها، فهم بكل تأكيد قادة لا يحسدون على ما يمرون به في اوطانهم، ورغم ما يتعايشون به الاهل من حياة ضنكة ولا تطاق الا نهم يكابرون على انفسهم ويقيمون المارثون الفلسطيني الدولي يوم الجمعة الماضي، والذي يشارك به اكثر من الف عداء عالمي من حوالي اثنتي وستين دولة من العالم، حضروا الى مدينة مهد المسيح بيت لحم ليشاركوا في هذا المارثون المميز، حيث سيكونون خير وسيلة اعلامية ستتحدث عن مرارة عيش الاهل اليومية التي يتلقونها من عدو شرس فرض نفسه بقناعة بانه صاحب الارض، بينما انه وضع في حسابه بان اصحاب الارض مرتزقة وليس لهم الحق ان يعيشوا على هذه الارض ولا يأكلوا من خيرها، هذا الماراثون الذي جاء تتويجا وترجمة لماراثون 2013، الذي يشارك به اصحاب الاحتياجات الخاصة، بالاضافة الى المشاركين من مختلف الاعمار، نعم انه ماراثون فلسطيني دولي حيث انه يخلو من مشاركة اي شخص صهيوني على الاطلاق، لذلك تميز هذه المرة ليثبت للعالم باسره مدى ظلم عدو جائر، وحياة ضنكة لاهل الارض نتيجة ما يلاقونه من ظلم وحرمان وسداد طريق امام سبل حياتهم القاهرة، هذا الماراثون جاء ليثبت ان الاهل همهم البقاء في ارضهم ومقاومة مستعمر لا يرحم، وصادف مناسبة احياء هذا الماراثون مع ذكرى يوم الارض التي سارت به جموع من الاهالي في مختلق المواقع رغم انهم واجهوا القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم، فقد اسرت قوات الكيان القذر عشرات الاسرى وكلنا نعرف ماذا سيلاقون من اوجاع مشهودة وما يعد لمصيرهم المأساوي خلف قضبان سجون الاحتلال البغيض، كل هذا يعتبره الاهل عمل مشرف لانه دفاع عن ارضهم وعرضهم وكرامتهم، فهم يوميا يسطرون اروع خطوط النضال ضد الجريمة التي يرتكبها عدو الله والدنيا، ويشهد العالم على هذه التضحيات الاان اللوبي الصهيوني بقيادة رئيس وزراء الكيان (النتن ياهو) والامبريالية الامريكية بزعامة (المسلم الكاثوليكي) باراك اوباما لن يدخروا جهدا من الصراحة بانهما خير داعم للكيان وقادته وجنوده، فماذا نقول لزعامة وقادة الاهل المنقسمون على انفسهم في ظل هذه الظروف القاهرة التي يمر بها الاهل، نقول لهم اصلح الله حالكم وعودوا الى رشدكم لعل الله ان يكون بعونكم يا رعاكم الله.