د.نضال العزب
قيل حين الربيع العربي، الكثير قلنا انه ليس (ربيعا) فربيع الامم يسبقه فكر سياسي ومؤلفات تمهد، سيما وان الامور كانت اسهل في الوصول للجماهير التي ستلتف حول مشروع التغيير، فلو كان مشروعا حقيقا لما سهل الانقلاب عليه وتبديله وترحيب فئات كثيرة بذلك وكتب الكثير وسال الكثير من الحبر. ولكن لماذا لا ربيع لهذه الامة؟ اولا لم تحدد الأمة اولوياتها، ولو ان المفكرين كتبوها الا انه لم يجر الاجماع والتوافق عليها، فالاسلاميون ارادوا كل (الكعكة) لهم ومارس القوميون سياساتهم القمعية والظالمة حينا والاقصائية واستبعدوا وسجنوا ونكلوا تنكيلا- فيما وقف الليبراليون بمعارضاتهم الخجولة (بعيدا) وغرقوا في المقولات، وبكل الاحوال لم يحصل التوافق وبقي الخريف ولم يأت الربيع .. بقيت الاوراق صفراء .. لم تتبدل ولم يخضر الحلم، وبعد لم تنشأ المؤسسات الحوارية وتصاعد القمع والقمعيون! لا يجدون من يحدهم ولا من يوقفهم!؟ بقيت الاوراق صفراء وصار الخريف كل الفصول. تبدلت الامور واجدبت الارض ولم تنتج ثمرة ولا تفاحة ولا حبة بندورة لا خبز (بلا قمح) في الارض التي لا ربيع فيها. فيما زهر الربيع في الكثير من بقاع الارض ونحن (فاتحو فمنا لا ندر ما العمل)؟ بانتظار قرار الشطب وتعليق المعدوم على (المشنقة) رغم وفاته فلا بد من تعليقه لاتمام الاجراء.