حيدر محمود
هنا كانوا هنا ..كانوا: جرادا يأكل الازهار والاطيار، الضفاف الخضر، لا قمح ..، ولا دفلى! هنا .. كانوا: ذئابا يسرقون النوم، من احداقنا، والامن من اعماقنا، والشمس .. من ا فاقنا .. والحب! من النهر الذي لم يعط غير الحب.. لنا .. ولكل ظامىء قلب! اتوا ليلا .. وكان النهر، لحظة ان اتوا، مستغرقا في الصمت يصلي في جلال الصمت: ربي .. ان هذا الماء من دم جندك الابرار فلا تجعله نهبا للاعادي.. اجعله في جوف الاعادي .. نارا .. ولأن الدم لا يصبح ماء ولأن الشهداء لا يموتون.. طلعنا، من عروق الشجر المحترق وطلعنا من ثنايا الافق مرة اخرى طلعنا.. من جنان الخلد، جئناهم مواكب العيون السود شطان فعدي .. يا مراكب.. وانشري اشرعة النصر على النهر، الذي كرمى لعينيه اتينا.. لنحارب.. ولأن الدم، لا يصبح ماء صار لون الشجر الميت.. احمر.. والثرى الطاهر .. نور واذا النهر .. جماجم واذا الاهداب تمتد سلالم لنعد بها الى النصر: اباة، كرماء ولأن الموت في شرعيتنا، اهون من ذل الهزيمة هبت النيران والبارود غنى .. فالفضاء الرحب عطر.. والثرى الطاهر .. »حنا« والميادين التي تعرفنا (من اول الدهر) بكت .. لما رأتنا مستميتين حواليه، لنمحو عنه آثار الجريمة! وكان النهر، لحظة ان مضوا مستغرقا في الصمت يصلي في جلال الصمت ربي .. ان هذا الماء من دم جندك الابرار فلا تجعله نهبا للاعادي.. اجعله في جوف الاعادي .. نارا!