نظيرة السيد
مرت علينا يوم اول امس مناسبة يوم الام وفي الثامن من اذار من نفس الشهر مناسبة اليوم العالمي للمرأة ورغم التحفظ على هاتين المناسبتين الا اننا لا نستطيع ان نمر عليهما مرور الكرام لأن ذلك يتعلق بالمرأة الأم والأخت والزوجة التي طالما حثنا رسولنا الكريم على تقديرهما واحترامهما وجعلها في اعلى المراتب وموضع رعاية واهتمام غير بعيدة عن فلذات اكبادها الذين قضت سنوات حياتها تحميهم وترعاهم وتذود عنهم، بوصفها مصدر الحنان ونبع العاطفة التي تمنحها وتربي الاجيال عليها. وما يدعوني للكتابة في هذا الأمر ان المناسبة تخص انسانة عزيزة على قلوبنا وان تكريمها ليوم واحد طبيعي لا يكفي، ولكن هذا لا يمنع ان ندخل البهجة والفرحة الى قلب كل ام ونجعل كل ايامها اعيادا "اذا استطعنا". ما نعرفه ونشاهده ان هناك امهات تركن بدون رعاية وحرمن من عطف ابنائهن ورمين في دور الرعاية وحيدات لا يتذكرهن ابناؤهن إلا مرة في السنة بما يسمى عيد الأم، وأنا هنا لا أقف ضد هذا اليوم بل وأحث على تكريم الأمهات لكن ليس ليوم واحد فقط لأن الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم اوصى بالأمهات وحث على تكريمهن ورعايتهن، كما كرم النساء جميعهن وجعلهن في منزلة متقدمة في معظم الأحاديث النبوية الشريفة. من هنا اقول ان رعاية الأم وتقدير المرأة بشكل عام يأتي من خلال اعطائها حقوقها وتعاملنا معها معاملة حسنة وتوفير سبل العيش الكريم لها والبعد عن اساليب العنف والتشويه التي يمارسها البعض والتي تنعكس سلبا على سلوكيات الاجيال القادمة الذين يجب ان يجدوا ممارسات الكبار قدوة لهم في التعامل مع امهاتهم، ويرون ان ذلك ينير طريقهم ويدفعهم قدما للأمام ليكونوا اجيالا صالحة في خدمة بلدهم وأمتهم ونتذكر هنا امهاتنا في العالم العربي وما تحملن من ويلات الحرب والقهر والتهجير وعلى رأسهن أمهاتنا في فلسطين وسوريا وندعو لهن بالفرج وان يحمي الله امهات الأردن ويقيهن ألم الحسرة والقهر.