عارف سمور
تعليقاً على الإعتصامات التي تجري أمام الجامعة الأردنية في هذه الأيام، وما نسمعه من مهاترات وشتائم أو تصرفات قام بها أحد الزعران الخارجين على القانون من كلامٍ بذيء ضد رجال الأمن مما يدل على سوء تربيته البيتية المتدنية ومحاولته إفتعال المشاكل مع رجال الأمن ، لكن حكمة الضابط كانت تفوق كل ما خطط له أرباب السوابق لتحريك الشر بين الطلاب والتزام الجهات الرسمية بالموقف الراقي بعدم التدخل بتلك الإعتصامات لفضها بالقوة بل بالحوار الديمقراطي كان له أكبر الأثر في تهدئة النفوس وحسم الموقف لصالح الدولة بدلاً من التصعيد الذي لا يعود على الجامعة والطلاب والوطن أيضاً بالخير والفائدة.
كما أنّ المعتصمين كانوا ملتزمين بالقانون ولم يرضوا عن تصرف هذا الأزعر الأحمق والغير مسؤول. لكنّ ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو ما يُشاع على لسان المعتصمين بأنهم يهاجمون أبناء العسكر حول المكرمات الملكية التي يتبناها الديوان الملكي العامر لأبناء العسكر والمعلمين والمخيمات والمناطق البعيدة والبادية.
للعلم فأنا لست عسكرياً سابقاً لأدافع عن العسكر ولم أكن موظفاً حكومياً ذات يوم لأحظى بأي مكرمةٍ من الحكومة أو الديوان بصفةٍ وظيفيه، ولذلك فأنا لست مع المكرمات لأي طالب ولي أمره من أي جهة كانت وزيراً أو عين أو نائب أو عسكري أو مخابرات أو ظابط أمن عام وغيرهم من الأجهزه الأمنية والمدنية سوى الطلاب الذين يحصلون على معدلات تؤهلهم للدراسة بالكلية التي يخوله معدله دخولها بعيداً عن الواسطات من أي جهة عسكرية أو تعليمية أو مخيمات أو مع البدعة التي ابتدعوها تحت مُسمّى ( الأقل حظّاً ) لأنّ تلك التسميات تخالف نص الماده ( 6 ) من الدستور والتي تنص على الأردنيين سواسية بالحقوق والواجبات ولا فرق بين بدوي وفلاّح أو يعيش بقريةٍ نائية وبين من يسكن في أحد أحياء العاصمة عمان ،،،
فالأصل بالقبول هو المعدل بنتيجة الإمتحان للثانوية العامة، وليس لمن له واسطة أو ابن لعسكري أو معلم ومعلمة مدرسة أو من سكان المخيمات والقرى النائية والبادية، علماً هذا المعدل الصادر من المدارس الخاصة تحديداً مشكوكٌ فيه لأن بعض الوزراء في الحكومات السابقة كانوا يسربون الأسئلة لتلك المدارس لغايات المتاجرة بالتعليم ولتتسنى الفرصة لأبناء كبار المسؤولين وأبناء الأغنياء من ٱنجاح أبنائهم بالتزوير والتحايل على القانون ، وهذا ما جرى لعدة سنوات أثبتتها النتائج التي كانت تُنشر عبر الصحف اليومية ومن خلال التهاني بالتفوق رغم أنّه مزور وليس بسبب تفوق هؤلاء الطلاب ، كما أنه من الظلم أن يحصل الطالب الكسول أو الفاشل على مقعد جامعي بحجة أنه من أبناء المنتسبين للقوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية بكافة اهتماماتها لأنّ هذه المنح أصبحت مُحفّزاً للبعض بافتعال المشاجرات بالجامعات وبعدها تفشت ظاهرة العنف الجامعي بسبب الدعم من قبل هذه المؤسسات العسكرية بحماية أبنائهم من المسائلة عندما يفتعلون مثل هذه المشاجرات. فعلى كلّ حريصٍ على أمن الوطن وترسيخ مبدأ المساواة بين المواطنين أن تكون هذه المنح فقط لأصحاب المعدلات العالية وإثبات عدم قدرة أولياء أمورهم بالإنفاق عليهم ، وعلى الحكومة أن تُغلق باب المكرمات للجميع ما دامت معدلاتهم لا تخولهم دخول الجامعات كلٌ حسب تخصصه المنوي الدراسة فيه ، وبذلك يعمُّ الهدوء وتنتهي الإعتصامات ويسود الأمن بالوطن ، فهل يعقل ان يقوم رئيس وزراء سابق ورئيس الديوان الملكي بابتعاث أبنائهم وأبناء أصدقائهم رغم أنّ أولياء أمرهم من كبار التجار والمستوردين على حساب الديوان الملكي وهم فاشلون بالمدارس وفشلوا بالحامعات أيضاً .. والشواهد كثيرة.
شرح صور صورة عارف سمور