حيدر محمود
«إلى التونسي الجميل، الذي قالَها نيابةً عنّا!»
وَقَفْتُ ببابٍ «سِبْعيني»
وَقُلْتُ: كَفى!
كَفى يا عُمْرُ، ما لا قَيْتُ من قَهْرٍ
وَمنْ ذُلٍ.. ومِنْ هُون!
يُطارِدُني على «لا شَيءَ» مَنْ فَْوْقي..
ويحسدُني على «لا شيء» مَنْ دُوني!
صَبَرْتُ، وأنتَ تَعْلَمُ كَمْ صَبَرْتُ..
وكم حاوَلْتُ أَلاّ أَنْحنَي للرّيحِ،
لكنّي انْحَنيْتُ لها،
وخانَ دَمي شَراييني!
ولم أَعْرِفْ بأنّ دَمي
سَيَذْبَحنُي.. بِسِكّيني!
يُناديني الأَسى: «يا عَمُّ!»
فَهْوَ مُوَكّلٌ، من دونِ كلّ الناسِ،
بي وَحْدي..
وَيَغْضَبُ، إذْ يَرى نَفّسي تُحدِثُني..
وَيَفْرحُ إذْ يَراني دائماً ضِدّي!
وكانَ يَغارُ مِنْ وَردْي،
فصارَ يَغارُ مِنْ شَوْكي، ومِنْ طِيني!
ولم أَحْتَجْ، واحْتَجَّ «الرَصيفُ» عليَّ،
حين جَعَلْتُهُ «سَكَناً»!
وحين رَسَمْتُهُ «وطَناً»!
كتبتُ لَهُ، وفيهِ، وعَنْهُ:
آلافَ الدّواوينِ!!
وكانَ عليَّ أَنْ أَهْجو «ملائِكتي»..
لكَيْ أُرْضي «شَياطيني!!»
* * *
«هَرِمْنا».. بانتظارِ غَدٍ يَجيءُ..
وها هُوَ جاءَ مِنْ دَمْعِ الملايينِ..
وَمِنْ دَمِهِمْ..
لِتُصْبحَ «تونُسُ الخضراءُ»:
فاتحةَ البَراكينِ!!!
العَمّ محمّد، صاحبُ مقهى رصيفيّ في تونس، كُنّا نرتادهُ باستمرار، مع أصدقائنا الفنانين والكُتّاب، والصحفيينّ.