د.محمد طالب عبيدات
رحم الله الشهيد البطل الرائد راشد حسين الزيود الذي قضى شهيدا يدافع عن تراب الوطن وأمنه واستقراره ضد الفئة التكفيرية الضالة والارهابية والمجرمة، ونضرع إلى الله تعالى مخلصين أن يشفي جرحى أجهزتنا الامنية في عملية المداهمة في إربد الشماء، ورحم الله كل شهدائنا الابطال، وكلنا خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله تعالى، وكلنا رديف ومساند أجهزتنا الامنية والجيش العربي، وكلنا جنود للوطن، وكلنا إعتزاز بالوطن وقيادته الهاشمية وأجهزته الامنية ومواطنه الواعي والمنتمي.
فأمن الوطن خط أحمر، ونحمد الله تعالى بأن هنالك جنود بواسل يدافعون عن أمن الوطن واستقراره، ولهذا جاءت العملية الامنية النوعية والمداهمات في مدينة إربد للقضاء على مضاجع الخارجين عن القانون وتأكيد ملاحقة المجموعات المتطرفة التي تسعى للفتنة والعبث بالامن، وتحية إكبار وإجلال لبواسل الاجهزة الامنية التي نعتز بها من القلب ونفخر بمهنيتها وجهوزيتها ويقظتها للدفاع عن أمن الوطن وإستقراره، ونحتسب من قضى منهم شهيد وطن عند رب العزة، فالامن الوطني الاردني خط أحمر وخاب وخسر من ظن أنه قادر على العبث به، فالقيادة الهاشمية والجيش العربي والاجهزة الامنية والمواطن كلهم في خندق الوطن، ووقفة المواطنين المساندة والداعمة للأجهزة الامنية تسجل في ميزان وطنيتهم، فلقد عجّت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الفخر والمساندة والوقوف لجانبهم وتأييدهم والتأكيد على أن الامن والاستقرار خط أحمر، كما أن كل الأردنيين ساهموا في وقفتهم الوطنية وفتحوا بيوتاً للعزاء بشهيد الوطن وفي المحافظات كافة، وكانوا فخورين بقيادتهم ورجالات الأمن الأشاوس وأفعالهم وتضحياتهم، حيث لا مكان في الاردن أي متطرف أو إرهابي أو حاقد أو مندس أو خارج عن القانون، فالاردنيون وسطيون في طرحهم وطيبون وكرماء ومعتدلون ومتسامحون وأقوياء ويفوتون على محاولي الفتنة أفعالهم البائسة واليائسة للنيل من أمننا الوطني، والاردنيون صفا واحدا خلف قيادتهم الهاشمية وجيشهم وأجهزتهم الامنية ويفدونها بالمهج والارواح مثلما هي وضعت الوطن أمانة لتحافظ عليه من كل محاولات دس السم بالدسم والفتنة والعبث وتصدير الازمات وكل أشكال المحاولات الدنيئة للنيل من أمنه.
ولقد لاحظ العالم كله أخلاق قائد الوطن والهاشميين وتواصلهم مع الشعب في مواقعهم وتحسسهم هموم ومشاكل المواطنين ومشاركتهم إياهم أحزانهم وأفراحهم، وأن ذلك هو سر حميمية العلاقة بين القائد والشعب، وهو واحد من أسرار صمود الاردن ووقوفه قلعة حصينة في أحلك الظروف وأصعبها، فأخلاق الملك عبدالله الثاني إبن الحسين والأمراء الهاشميين عالية وتطاول عنان السماء، فمشاركة جلالته وأصحاب السمو الأمراء ووقفته الانسانية في تشييع جثمان ودفن الشهيد البطل راشد الزيود تدل على سمو أخلاقهم وأكثر، وإصرار جلالة الملك على ان يشارك في أن يواري الثرى بنفسه على جثمان الشهيد الزيود مؤشر على إنسانيته وأخلاقه وقربه من شعبه وإحساسه بالشعور الابوي لفقدان أحد ابناء الاسرة الاردنية الواحدة.
أشك أن هنالك قائد في العالم يتصرف بهذه الطيبة والعفوية مع الشعب والاجهزة الامنية وكل الناس سوى أبا الحسين حفظه الله، عندها ندرك سر حب الناس والجيش والشعب للملك، حتى أصحاب السمو الامراء فأخلاقهم هي ذات الاخلاق، فأبو راشد الامير الحسن لازم أبا راشد الزيود والد الشهيد طوال تشييع الجثمان مما خفف من المصاب الجلل، وكذلك الامراء فيصل وحمزة وراشد والقادة الامنيون تصرفوا ذات التصرف.
أجزم بأن حب الملك لمنتسبي القوات المسلحة والاجهزة الامنية والشعب كله عفوي وفطري ومن القلب، ودليل ذلك بأن أبناء شعبه يبادلونه ذات الشعور الطيب وأكثر، فالشعب الاردني أهل شومات ومواقف بطولية ورجولية، ويشتد عوده إبان الازمات التي تجمعه وتوحده وتزيده صلابة ورجولة، فالكل خلف قيادة الملك المعزز والاجهزة الامنية وحب الوطن، مهما اختلف الناس في آرائهم حول القضايا اليومية للحياة، فقاسمهم المشترك الاعظم الوطن وقيادته الحكيمة.
خسئت الفئة الضالة والمندسة وكل قوى الظلام والتكفيريين والارهابيين أن ينالوا قيد أنملة من أمن واستقرار هذا الوطن، وخابوا للأبد أن متانة جبهتنا الداخلية لا تهزها الرياح العاتية، ولا سمهم الذي يحاولون دسه بالسمن، ولا محاولات فتنتهم البائسة، أو نظراتهم التخريبية الفاشلة.
مطلوب في هذه الظروف أن نبقى ملتفين حول قيادتنا الهاشمية وداعمين أجهزتنا الامنية وعاملين على تمتين جبهتنا الداخلية وفي خندق الوطن، وأن لا نستقي المعلومة إلا من مصادرنا الرسمية دون إلتفات للإشاعات المغرضة، ومطلوب في هذه الظروف تمتين جبهتنا الداخلية ووحدة صفنا ونسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية لتفويت الفرصة على كل المحاولات الرخيصة للعبث بأمن الوطن، فأمن الوطن خط أحمر وثقتنا بثالوث القيادة والاجهزة الامنية والمواطنين كبيرة لينام الجميع قريري الاعين، ودليل ذلك نتائجنا على الارض من أمن وإستقرار في خضم إقليم شرق أوسط ملتهب، ومطلوب أن يضطلع ويساهم الجميع في منظومتنا الأمنية من خلال المنابر التربوية والدينية والثقافية والشبابية وغيرها.
ولقد تشرّفت شخصياً وثلّة من أبناء عشيرتي العبيدات بزيارة لبيت عزاء شهيد الوطن والواجب راشد الزبون، والذي قضى دفاعاً عن وطننا وأمننا وكرامتنا وعزّتنا وعرضنا وأهلنا وكل شيء على تراب هذا الوطن الأشم، فطوبى للشهيد فهو في عليّين وهو أكرم من على الأرض، لأجد نكهة ولون ورائحة عزاء شهداء الواجب والوطن مختلفة لكنها تماماً كبيت عزاء الشهيد معاذ الكساسبة وكل شهداء الوطن، فنكهته تراب الوطن، ولونه طيف وفسيفساء الوطن، ورائحته مسك وعنبر لمنزلته ومكانته ووطنيته وتضحيته.