الشاهد - يقف الأردن كعادته وقفة السند للأشقاء في فلسطين بتكثيف جهوده ليلا ونهارا بشكل متواصل دون كلل من أجل وقف الحرب الإسرائيلية الشعواء على غزة، وتجاوز تبعاتها المأساوية ومواجهة ادعاءات الاحتلال ورواياته الكاذبة التي يصدرها يوما بعد يوم كي يبرر جرائمه البشعة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وتهجير. كما يقف الأردن في وجه هجمة الاحتلال الممنهجة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» التي أسفرت عن قرار مجحف لعدة دول بوقف دعمها للوكالة، بزعم إسرائيلي بضلوع عدد من موظفيها في أحداث السابع من أكتوبر الماضي. يأتي ذلك انطلاقا من التفاعل الوثيق للأردن مع القضية الفلسطينية وإدراكا لكل أبعاد القضية، واستشعاراً من مسؤوليته الإنسانية، وخطورة قرار تعليق دعم هذه الدول للأونروا، التي تقدم دورا حيويا لا غنى عنه للفلسطينيين، حيث يعتمد عليها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة للحصول على أدنى مقومات الحياة، وتوفر ملاجئها الملاذ الوحيد لحوالي مليون من أصل 9ر1 مليون فلسطيني نزحوا في غزة منذ بدء العدوان. وجاء التحرك الأردني على أعلى مستوى بمتابعة من جلالة الملك عبد الثاني، وتأكيده ضرورة مواصلة المجتمع الدولي دعمه لـ (الأونروا)، للاستمرار في تقديم خدماتها الإنسانية الحيوية وفق تكليفها الأممي، وفي ضوء تحذيرات سابقة من جلالة الملك من خطورة الوضع الإنساني في غزة وأن المساعدات الإنسانية التي يتم إيصالها حاليًا إلى القطاع لا تغطي الاحتياجات الإغاثية على الأرض من احتياجات أساسية، كالغذاء والمياه والأدوية والمسكن والطاقة. ولم يتوان الأردن عن تقديم كافة سبل الدعم الممكن لإغاثة الشعب الفلسطيني، فالاتصال الهاتفي الذي جرى بين جلالة الملك والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، شدد على أهمية أن تقوم الدول بدعم (الأونروا)، لتمكينها من تقديم المساعدات لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة،يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية، وكانت هذه رسالة واضحة عكست النهج الإنساني الرائد للأردن في تحركاته واتصالاته بمحاذاة الجهود الدبلوماسية التي يبذلها بقيدة جلالة الملك عبد الله الثاني بسياسته الحكيمة ودبلوماسيته النشطة مع الشركاء الفاعلين الإقليميين والدوليين على قدم وساق. وعقب القرار الصادر عن عدة دول أوروبية بتعليق تمويلها لـ»الأونروا» إثر اتهامات صادرة عن السلطات الإسرائيلية، مفادها بأن 12 من موظفي الوكالة شاركوا في هجمات حماس في 7 أكتوبر، أكد الأردن أن هذه الخطوة تمثل عقابا جماعيا لا سيما في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وأنها قرارات مسيسة تظهر ازدواجية المعايير، مطالبا الدول التي أعلنت تعليق دعمها للأونروا بإعادة النظر والتراجع عن القرار. وشملت التحركات الأردنية التي جاءت على قدم وساق من أجل الوضع في غزة، لقاءات واتصالات مكثفة، حيث أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي خلال استقباله المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فورية لدعم الوكالة، التي تقوم بدور لا يمكن الاستغناء عنه كونها تعد شريان حياة لأكثر من مليوني فلسطيني، كما تلقى الصفدي اتصالا هاتفياً من وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أكد خلاله أهمية استمرار دعم وكالة الأونروا التي تقوم بدور لا يمكن استبداله في مساعدة الفلسطينيين في مواجهة الأوضاع الكارثية، وبحث الجانبان الجهود المبذولة لإيجاد الآليات التي تسمح بإيصال المساعدات إلى غزة بشكل كاف وفوري وجهود خفض التصعيد الإقليمي وغيرها من التحركات المكثفة واللقاءات التي جرت مع خارجية عدة دول تم التباحث فيها حول جهود وقف الحرب الإسرائيلية على غزة والأوضاع الإنسانية الكارثية التي يسببها العدوان وضرورة إدخال ما يكفي من مساعدات وضمان إيصالها إلى جميع مناطق القطاع. ويرى الأردن وعدد كبير من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، أن الأونروا صمام أمان للاستقرار في المنطقة بأسرها، وأن تراجع الدول المانحة عن التزاماتها حيال الوكالة أمر كارثي يلقى بظلال مأساوية على المنطقة وليس على فلسطين فقط. القاهرة – ميس رضا
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.