قال ان اهمال التخصص واجراء البحوث العلمية من اهم اسباب تأخر الدول النامية وفشل المؤسسات الاقتصادية

دافعت عن قضايا المستهلك الاردني والعربي خلال 29 عاما لم احصل خلالها على اي صورة من صور التكريم والاعتراف المعنوي

عقلي يساوي الملايين ولا اجامل على خطأ اصحاب النفوذ والملايين

تجربتنا بالاحزاب فاشلة وحزبي هو المستهلك الاردني الذي يميل للانتاج المستدام

الحكومة تهمل مؤسسات المجتمع المدني بما فيها حماية المستهلك

الشاهد - ربى العطار

يعتبر من الشخصيات النشطة سواء من الناحية العلمية او الاجتماعية فله العديد من المؤلفات والكتب والابحاث والدراسات التي قام بتنفيذها لصالح الجمعية الوطنية لحماية المستهلك الاردنية والاتحاد العربي للمستهلك ووزارة الصناعة والتجارة والتموين، كما ساهم في اعداد وتنفيذ برامج تدريبية عديدة في كل من المجالات التسويقية والادارية ودراسات الجدوى الاقتصادية، وله ايضا نشاط ملحوظ في مجال حقوق الانسان فهو من مؤسسي الجمعية الوطنية لحماية المستهلك في الاردن عام 1989 وعضو في اول هيئة ادارية للجمعية الوطنية لحماية المستهلك ثم رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك منذ عام 1991 ولغاية الوقت الحاضر، كما اسس وترأس الاتحاد العربي للمستهلك منذ عام 1998 ولغاية يومنا الحالي. عمل مستشارا لاول هيئة عربية لحماية المستهلك وكان هو صاحب الاقتراح بتأسيسها في عمان ويشغل حاليا مستشارا للشركة العالمية للدراسات والابحاث الاقتصادية في مسقط بالاضافة الى عمله كخبير للمؤسسة النموذجية للاستشارات المالية في سلطنة عمان، وشارك ايضا في عضوية اللجنة الوطنية لمراجعة وتحديث السياسات الدوائية الوطنية في المؤسسة العامة للغذاء والدواء حتى صدور الارادة الملكية السامية بتعيينه عضوا في مجلس الاعيان الاردني عام 2013. صاحب هذه الانجازات هو العين الدكتور محمد عبيدات الذي اجرت الشاهد معه المقابلة التالية للتعرف على عدة امور مهمة في حياته وعمله. * في البداية نود التعرف على سيرتك الذاتية والتي تشمل خلفيتك التعليمية وخبراتك العملية. - ولدت في بلدة كفرسوم عام 1945 ودرست المرحلتين الابتدائية والاعدادية في مدرسة البلدة ثم انتقلت الى مدارس اربد واكملت المرحلة الثانوية عام 1964 وبعدها انتقلت الى القاهرة للدراسة الجامعية وتخرجت من جامعة الازهر وحصلت على بكالوريوس في ادارة الاعمال عام1969 بتقدير جيد جدا وكنت الثالث على الدفعة ثم حصلت على ماجستير في ادارة الاعمال تخصص ادارة من كلية التجارة في جامعة القاهرة عام 1976 وبعدها عدت للاردن وعينت محاضرا متفرغا بكلية الاقتصاد في الجامعة الاردنية حتى عام 1979 ثم ذهبت للولايات المتحدة الامريكية وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراة من جامعة نيويورك في ادارة الاعمال تخصص التسويق وسلوك المستهلك في عام 1987 وعدت بعدها للتدريس في الجامعة الاردنية حتى عام 2013 اشرفت خلال عملي على اكثر من 300 رسالة ماجستير ودكتوراة في تخصصات التسويق وسلوك المستهلك في الجامعة الاردنية والجامعات الاردنية الاخرى واعمل منذ عام 2015 ولغاية الوقت الحالي استاذ سلوك المستهلك في جامعة عمان العربية للدراسات العليا بجانب عملي كعين في مجلس الاعيان الاردني. كما اسست وادرت المؤسسة النموذجية للدراسات والاستشارات منذ عام 1992 لغاية 2012، وترأست مجلس ادارة مؤسسة الشفاء التسويقية من عام 1996 حتى 2012 وتم تعييني عضوا في المجلس الاقتصادي والاستشاري التابع لرئاسة الوزراء منذ عام 1991 حتى 1996 هذه ابرز الاعمال التي قمت بها وما زلت اقوم بجزء منها. * نود التعرف على عائلتك وهل هناك مبادىء وقيم معينة حرصت على ان تغرسها بهم؟ - متزوج ورزقت بثلاثة اولاد ذكور ابني الكبير استاذ محامي وابني الثاني دكتور في الجامعة الاردنية وابني الثالث ايضا دكتور بالجامعة الاردنية، ومن القيم التي علمتها لابنائي الانضباط وعدم الاساءة للاخرين والعفو والتسامح فيما اذا تعرضوا لاي اذى وحب الناس والصدق وانا اؤمن بان الصدق الطريق الوحيد الذي يؤدي الى الخصال الحميدة وايضا علمتهم ان يكونوا منتجين فاصبح العمل والانتاجية لديهم قيمة مقدسة، وعلمتهم ايضا ان لا يتحدثوا بشيء دون ان يكون لديهم معلومات كافية عنه وللاسف عدم الاهتمام بالتخصص والبحث العلمي هو سبب تأخهر الدول النامية واتمنى من دولنا العربية ان تحترم التخصص والبحث العلمي فلا يجوز ان يدير مؤسساتنا الاقتصادية اشخاص غير متخصصين لان هذا هو سبب فشل الكثير من المؤسسات الاقتصادية لان الفنيين مهما بلغت قدراتهم لا يمكن ان يكون لديهم رؤية اقتصادية علمية صحيحة . * قرار اتخذته وندمت عليه؟ - لا اذكر اني اتخذت قرارا وندمت عليه فانا لست متسرعا واتخذ قراري بعد تفكير واستشارة اصحاب الاختصاص من الاصدقاء ورفاق الدرب. * الطبع او الصفة التي تكرهها بالاشخاص الذين تتعامل معهم؟ - اكثر ما يؤلمني عدم الصدق والامانة والمجاملة، اعتبر نفسي شخصا دبلوماسيا ولطيفا لكن لا اجامل على خطأ فانا اكاديمي اعتمد على البحث العلمي اي اتفحص الامور بعقلي، واحزن عندما اجد ان اغلب مجتمعنا يميل للنفاق والكذب واعتبر ان الشخص الصادق والوطني هو الذي يتكلم بصراحة ويتخذ قرارات علمية بعيدة عن العاطفة. * اجمل هدية او وسام او درع حصلت عليه؟ - افتخر اني دافعت عن قضايا المستهلك طوال 29 عاما وما زلت ولم احصل خلالها على وسام او درع ولكني اشكر جلالة الملك عبدالله الذي اكرمني ووضعني في مجلس الاعيان لادافع عن قضايا المستهلك وان اكون عينا للمستهلك في مجلس الاعيان. * ابرز هواياتك؟ - احب القراءة كثيرا والبحث العلمي والتفكير بعمق دون ضوضاء، فعندما اجد ان هناك دراسة جديدة لم اطالعها اسارع الى الاطلاع عليها خاصة في مجال التسويق وسلوك المستهلك واي موضوعات جديدة تفيد الطالب والمجتمع حتى انقلها لابنائي وبناتي في الجامعة فادرس حاليا بجامعة عمان العربية بالاضافة الى الجامعة الاردنية التي درست فيهاوما زلت ادرس 37 عاما كما اني احب رياضة المشي فهي تساعدني على التفكير والحصول على افكار جديدة. * هل تتمنى ان تصبح مليونيرا؟ - ما دام عقلي يعمل ويفكر بطريقة صحيحة وبما يرضي الله فانا افضل واغنى من اي مليونير فاعتقد ان عقلي يساوي ملايين كثيرة وهذا يكفيني واطلب من الله واتمنى ان تبقى هذه النعمة لاخر لحظة في حياتي . * بطبعك متسامح وتنسى الاساءة؟ - احيانا اسمع الاساءة ولا اتخذ اي اجراء بمن وجهها لي لان من يكتم غضبه هو شخص قوي ومن يخطىء بحق الاخرين هو شخص ضعيف فالتسامح والعفو من نعم الله علي. * قدوتك في الحياة؟ - والدي رحمه الله فقد بدأ من لا شيء لكن انتهى به الامر بان كان لديه قدرات عقارية واسعة في قريتي كفرسوم وكان عنده غنم وماعز ودكاكين وكان لديه عدة انشطة اقتصادية ما يسمى الان بالاقتصاد الاجتماعي الذي يركز على تنمية كافة الموارد المتاحة اما ما تقوم به منظمات المجتمع المدني غير الهادفة للربح حاليا لا زال ضعيفا كان الاهل في الابعينيات الى الستينيات من القرن الماضي يقومون باعمال انتاجية كثيرة به فكانوا اشخاصا منتجين يستيقظون على صلاة الفجر ويعملون لوقت متأخر، ووالدي كان نشيطا فوصل لعمر 82 سنة وبقي يعمل وتوفي دون ان يمرض طويلا .. * اجمل بلد زرتها؟ - زرت بلدانا كثيرة ووجدت جنوب افريقيا جميلة جدا وفيها العديد من الموارد، وعشت في الولايات المتحدة الامريكية ووجدت انهم ليسوا بحاجة العالم بل العالم بحاجة لهم لان لديهم كل المقومات ولديهم اكبر اقتصاد في العالم وحياتهم بسيطة وحقوق الانسان والمستهلك موجودة لديهم واتمنى لبلدي في يوم من الايام ان يكون صورة مصغرة عن بلد متقدمة ومتحضرة. * هل سبق ان انضممت لتيار معين؟ - انا شخص وطني احب الخير والتقدم والنجاح للهاشميين واثق بهم ثقة عمياء واشعر ان هناك شخصنة في الاحزاب لذلك تجربتنا في الاحزاب فاشلة لغاية الان، نريد احزابا وطنية ثوابتها ثوابت الدولة وان تعمل لصالح المواطن الاردني وبالنسبة لي اعتبر حزبي هو المستهلك. * تقييمك لحكومة د.عبدالله النسور؟ - لا يوجد لدي العديد من الملاحظات عليه فمن ناحية اقتصادية اعتقد انه عمل ما يقدر عليه لان الاردن محاط بحزام ناري خطير والضغوط تأتي من الخارج وكذلك من الداخل، واتمنى للنسور الصحة والعافية لكن اتمنى ان يشاور في بعض القرارات الاقتصادية التي يتخذها من وقت لآخر. * هل تعتقد ان الحكومة الحالية تهمش عمل جمعية حماية المستهلك؟ - في العالم هناك ثلاثة انواع من الاقتصاد النوع الاول هو الاقتصاد الذي تديره الدولة والنوع الثاني هو الاقتصاد الذي يديره القطاع الخاص، والنوع الثالث هو الاقتصاد الاجتماعي الذي تديره مؤسسات المجتمع المدني بفرعيه الهادف للربح والغير هادف للربح كحماية المستهلك، والمشكلة ان القطاع الثالث مهمل من قبل الحكومة الحالية والحكومات التي سبقتها فهي جميعها تتحدث عن شراكة مع القطاع الخاص ودعم منظمات المجتمع المدني ولا تفعل كثيرا لدعم هذه المقولات . * ما جديد جمعية حماية المستهلك لعام 2016؟ - اهم مبادرة نعمل عليها حاليا هي (شجرة ليمون لكل ربة منزل) لذلك نتمنى ان نوزع في هذا العام 25 الف شتلة ليمون على البيوت الاردنية وفي العام الذي يليه ايضا سنوزع 25 الف ومن الممكن ان نوزع بعد سنتين 50 الف حتى يصبح لدينا 100 الف شجرة ليمون موزعة على ربات البيوت وبالتالي سيصبح لدينا اكتفاء ذاتي في الليمون وبذلك سنعود ربة البيت ان تكون منتجة آملين التخفيف على موازنات الاسر. والمشروع الثاني الذي سنقوم به هذه السنة عبارة عن مجموعة من ورش عمل واهمها ورشة عمل حول السياحة العلاجية لان هناك هجمة على مستشفياتنا والكوادر الصحية وكل شيء طبي في الاردن رغم ان الاردن من الدول المتقدمة صحيا وسندعو مع شركائنا بعون الله مجموعة من الخبراء في العالم والدول العربية لحضور مؤتمر السياحة العلاجية الذي يمكن ان نقترح من خلاله استراتيجية لمعالجة قضايا السياحة العلاجية. كما سنقوم بورش عمل في التسويق السياحي وقدوتنا في هذا المجال جلالة الملكة رانيا ونحن كمنظمة مجتمع مدني سنسهم في هذا العمل لخدمة وطننا والمستهلكين بشكل عام . ايضا لدينا في الجمعية من خلال المتطوعين من طلبتي في الماجستير والدكتوراة والبكالوريوس للقيام بدراسات وبحوث من خلال مركز الدراسات في مقر الجمعية ونبحث من خلالها تطور اسعار السلع والخدمات ونوعياتها طبعا الدراسات التي نقوم بها نوزعها على جمعيات حماية المستهلك في الوطن العربي للاستفادة منها. كما اتفقنا مع وزارة الصناعة والتجارة للتعاون في قضية شكاوى المستهلك بالنسبة لرفع الاسعار والنوعيات، وسنكرر نفس التجربة مع وزارة الصحة ووزارة الزراعة. * طموحاتك امنياتك؟ - ان ابقى عاملا واخدم المستهلك لآخر نفس في حياتي. * لمن توجه رسالتك؟ - اوجه رسالتي للمستهلك واتمنى ان يعرف حقوقه وواجباته واتمنى عليه ان يدرك ان اوضاع البلد الاقتصادية صعبة جدا بسبب الظروف المحيطة بنا فعلينا الصبر والتحمل حتى تنجلي هذه الغمة، فهذا البلد مبارك وان شاء الله محمي بارادة قيادته الهاشمية المظفرة بعون الله رغم المخاطر المحدقة من كل جانب .