أصدر المؤرخ والسياسي الدكتورأحمد عويدي العبادي كتابا جديدا يحمل عنوان " بيريا المملكة الأردنية المنسية وعاصمتها السلط المحروسة من 10000 ق.م إلى 450 م"، ويتناول فيه دراسة تحليلية ويؤرخ لمملكة بيريا/السلط على مدى 11500 سنة انتهت عام 450 م.

وجمع في الكتاب شتات الدرر من بطون المصادر القديمة ليكتمل عقد من الجواهر ويطوق جيد السلط محبوبة الأردنيين عبر التاريخ.

كما تناول دراسة تاريخية وتحليلية هامة وموثقة لمناطق وتاريخ مملكة بيريا التي كانت السلط المحروسة وتل الجادور عاصمتها الصيفية، وكانت اريحا عاصمتها الشتوية وكونها مملكة مهمة جدا استمرت الاف السنين بين تقلص وتمدد وقوة وضعف وذبول وازدهار وخضوع للإحتلال اليوناني والروماني تارة وتحرر من كل احتلال بالتوسع الجاد والهام، لفترات متقطعة تارة أخرى، وكانت تندمج تارة ضمن مملكة عمون وتارة أخرى تندرج عمون ضمنها، وهكذا في تقلب وتداول للأيام بين المملكتين، تم شرحه ضمن سياق الكتاب.

وشمل الكتاب شرح لمملكة بيريا تل الجادور وقلعة السلط وجبالها وجبال جلعاد وعارضة عباد وضفتي نهر الزرقاء وضفتي نهر الأردن ، ووادي الايكة أي وادي السلط وادي شعيب وغور السلط من حدود طبقة فحل شمالا الى حدود مملكة مؤاب الأردنية وممالك المؤتفكات أي قوم لوط جنوبا، كما شملت مدينة اريحا وضفتي نهر الأردن، ووادي الخرار الذي تم فيه ولادة وتعميد سيدنا المسيح عليه السلام، والجنبات الشرقية والغربية للشواطئ الشمالية للبحر الميت، وشملت نهر الأردن بضفتيه أيضا.

كما احتوى مكاور والجانب الغربي من جبل بني حميدة جبال) مؤاب والبقعة الحالية امتدادا نحو الشمال حتى نهر التماسيح / نهر يبوق (نهر الزرقاء) وامتدت شرقا لتشمل في حقبة من قوتها وضعف مملكة عمون الأردنية تخوم ربة عمون بما فيها وادي السير ونبعها وصويلح وناعور ونبعها وصياغة وجبل نبو غربي مادبا وحمامات ماعين، أي سائر الجبال والتلال والسفوح المطلة على الاغوار والبحر الميت .

وتضمن الكتاب فترات قوتها وتمددها على مناطق عراق الأمير، ووادي الشتاء والبحاث ونبعهما، ومشارف عمان عندما كانت مملكة عمون تعاني من الضعف، ثم صارت مملكة عمون برمتها جزءا من بيريا زمن الملكة ماوية.
واحتوى على اهم ملوك هذه المملكة، وبخاصة الذي عاشوا في القرن الرابع الميلادي والنصف الأول من القرن الخامس الميلادي، كل من الملك معاوية الحواري الجذامي (الجمع الحواريون) والذي مات وهو في شبابه، ويبدو انه لقي حتفه وهو يقاتل الروم، وهو من احفاد قوم سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام من عشائر أصحاب الايكة من الذين امنوا أي من اهل بيريا الأصليين.

وشرح كيف استطاع الملك (معاوية) إعادة بناء مملكة بيريا الأردنية مرة أخرى، لتكون هذه المرة وريثة مملكة الانباط، ووضع مشروع إعادة بنائها برفقة زوجته التنوخية الأردنية (ماوية)، ولكن المنيّة عاجلته قبل ان يحقق أحلامه ومشروعه الذي كان يحلم به ليرى جغرافية بلاد الأردن مملكة واحدة ، وتكون عاصمتها السلط المحروسة.
وتحدث الكتاب عن اسم (السلط المحروسة) لقب تاريخي كانوا يذكرونها به هكذا من فرط حبهم لها، وهذا برهان على ان اهل السلط يحبونها بشكل متميز ليس في العصر الحديث فحسب، بل وفي أيام الوثنية الأولى وعبر التاريخ الى يومنا هذا.


كما تناول الكتاب العديد من المحاور التي تحدث فيها بشكل مفصل عن تاريخ وعراقة مدينة السلط وعبر العصور التاريخية معتمدًا في مصادره على الكتب المقدسة، حيث جاء القرآن الكريم على راس مصادره، ثم يليه نصوص الانجيل المقدس، ثم التوراة واعتمد على مصادر قديمة جدا، منها كتابات المؤرخين اليونانيين والرومان، وكتب رحلات القديسين الى بلاد بيريا والأردن، فضلا عن بحوث حديثة باللغتين العربية والانجليزية

ولفت المؤلف إلى أنه من المفترض أن يقع هذا الكتاب في أكثر من 450 صفحة وتم نشره على حلقات في المواقع الالكترونية قبل ان يتم اشهاره ككتاب متكامل والسبب ان نشره على حلقات جعل من السهل قراءته ومتابعته والاستفادة منه من قبل الأردنيين بكافة فئاتهم، قبل أن يقدمه بين دفتي الكتاب.

للاطلاع على الكتاب 

اضغط هنا