احمد النجداوي .. محام يكنى بأبي الجنايات - بورتريه
05-10-2023 10:40 PM
الشاهد - كتب : هشام عودة منذ انتمي لحزب البعث عام ١٩٥٤ فإن احمد النجداوي لم يغادر خندقه منذ ذلك التاريخ، وان انتقل من جانب إلى آخر، مستفيداً من مهنته كمحام في منطقة الأشياء والأحداث.
ولد أبو هشام في السلط عام ١٩٣٤ وكان اصغر زملائه الذين تخرجوا من مدرستها سنا، وبسبب وفاة والده في السنة التي حصل فيها على الثانوية العامة فقد اضطر للعمل كاتبا في المحكمة ليتمكن من إعالة أسرته ويفسح المجال لشقيقه الأكبر لإكمال دراسته في باريس، وتدرج في وظيفته ليصبح رئيس ديوان محكمة التمييز في عمان.
القاضي الذي عزل من وظيفته مطلع عام ۱۹۷۱ بسبب مواقفه السياسية، صار اليوم أحد أبرز المحامين العاملين في حقل الجريمة، حسب إحصاءات وزارة العدل، واستطاع بحنكته، إبعاد حبل المشنقة عن رقاب العديد من موكليه الذي كان الإعدام قاب قوسين أو اقرب منهم، وقد وقف في قاعات المحاكم العرفية مطلع السبعينات مدافعا متطوعا عن الفدائيين الفلسطينيين، كما وقف مدافعا عن الكثير من الشخصيات السياسية.
يعرف جناحي البعث جيداً، حين كان رئيساً لتحرير يومية الطلائع نهاية الستينيات، وحين أصبح رئيساً لتحرير أسبوعية البعث في التسعينيات أي حين كان عضواً في قيادة التنظيم الفلسطيني الموحد ومرجعيته القيادة القومية في دمشق، إلى أن أصبح عضواً في القيادة العليا للبعث ومرجعيته القيادة القومية في بغداد، وفي كلا الحالتين والموقعين ظل أبو هشام بعثيًا يراهن على نجاح الفكرة ومصداقية الشعار.
حضر اجتماعات بعثية قادها صلاح جديد نهاية الستينيات، ومن ثم الرئيس حافظ الأسد مطلع السبعينات في دمشق كما حضر اجتماعات بعثية قادها الرئيس صدام حسين في بغداد، ورغم اتساع الهوة بين الموقعين والموقفين، إلا أن المحامي احمد النجداوي ظل منتميا للفكرة التي رافقته منذ شبابه.
حزبي وسياسي وإعلامي ورجل قانون لكن الرجل يبقي نفسه في المواقع كلها، قادراً على الإمساك بتلابيب القضية التي نذر نفسه من أجل تحقيقها.
أبو هشام اسم قد يختلف عليه رفاقه واصدقاؤه، لكنهم يعترفون أن الرجل لم يغادر دائرة الفعل السياسي منذ أكثر من ستين عاما، وما زال حضوره قادراً على إثارة الأسئلة في أكثر من مكان.
تعدت شهرة أبي هشام السياسية والقانونية حدود الأردن، وصار له حضوره وعلاقاته العربية التي وظفها لخدمة مشروعه وقناعاته.
اختلف مع رفاقه حول المسلكية، فغادر موقعه في القيادة العليا للبعث عام ۲۰۰۲ ، لكنه ظل قابضاً على جمر المبادئ التي تسكنه منذ تلك السنوات الموغلة في القدم، ليعود مرة أخرى لصفوف الحزب في ربيع ٢٠٠٨.
سلطي صار واحداً من رموز عمان السياسية في تصنيفاتها المعارضة، ونابلسي بالإقامة وشريكة الحياة مسجل على قائمة المبعدين من الوطن المحتل، حيث عاش عدة شهور في مدينة نابلس تحت الاحتلال قبل أن يتم إبعاده، في أيلول من عام .١٩٦٧
احمد النجداوي يقتحم التقاطعات الساخنة في ميدان عمله المهني، مرتكزاً على مواقفه وقناعاته السياسية، لذلك لا يتردد في دخول قاعات المحاكم مدافعاً عن سجناء الرأي، منحازاً للعدالة والديمقراطية في صفوف الناس.
من الأصوات العالية، قانونياً وسياسياً، في مناهضة العدوان على العراق واحتلاله، والدفاع عن قيادته الأسيرة ومقاومته المشروعة.
في منتصف العقد الثامن من عمره، إلا أن أبا هشام يملك روحاً وثابة ويقظة باستمرار، وصارت له بصماته في الحياة السياسية المعاصرة، التي يملك فيها من الخصوم بقدر ما يملك من الأصدقاء.
أبو هشام يلبس «روب» المحاماة دون أن يتخلى عن قناعاته الفكرية، وفي لحظة حاسمة لا يستطيع احد التفريق بين مواقعه التي ما زال يشغلها منذ ستة عقود.
في مذكراته التي دونها ، كشف احمد النجداوي الكثير من أسرار مرحلة حزبية وسياسية، كان هو احد ابرز لاعبيها وذهب إلى تسمية الأشياء بأسمائها، في محاولة منه للرد على ما تعرض له من اتهامات، تعدت حدود موقفه السياسي.
قضايا سياسية عديدة، أثارت الرأي العام محلياً ودولياً، خاض احمد النجداوي غمارها حتى وهو يعرف نتيجتها مسبقاً، ذاهبا إلى تسجيل موقف للناس والتاريخ، بغض النظر عن النتيجة الراهنة.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.