كان ملفتا أن التعديل الوزاري على حكومة الدكتور بشر الخصاونة غلب عليه طابع التكنوقراط، فبعد استبعاد خيار مشاركة نواب في الحكومة، فإن دخول الوزراء الجدد الأربعة المبيضين والخريشة والروابدة والتهتموني، وبما يمتلكون من خبرات ودراية واسعة وطويلة في مجال تخصصاتهم، إضافة إلى وجود مؤهلات علمية تتوافق ومهامهم الوزارية الجديدة، قد يكون السبب في اختيار الرئيس الخصاونة لوزراء تكنوقراط بما يدعم ويعزز تنفيذ المراحل الأولى لمشروع التحديث الشامل بمساراته الثلاثة، والتي تشكل مسؤولية وتحديا كبيرا مستمرا عابرا للحكوما?، تمتد إلى عشر سنوات في المسار السياسي أو الاقتصادي أو الإداري.
لا شك أن تحديات كبيرة تواجه الحكومة تتمثل في الإصلاح والتحديث السياسي والاقتصادي ومكافحة الفساد الذي تعهدت الحكومة بمكافحته وفقا لأحكام الدستور والقانون.
وبات على الحكومة معالجة ملفات اجتماعية واقتصادية ملحة، فالأردنيون ينتظرون من الحكومة خطابا مطمئنا، فيما يتعلق بمحاربة الفقر والبطالة وعدم رفع الأسعار، كأولوية لديهم.
وكما ذكرنا فإن المرحلة المقبلة تستوجب فريقا من التكنوقراط المتخصص القادر على التعامل مع الظروف الراهنة بمهنية عالية، خاصة وان الحكومة بدأت مراحل العمل التنفيذية منذ ستة شهور في المسارين الاقتصادي والإداري، وانتهت من الحزمة التشريعية والتعديلات الدستورية المتعلقة بالاستحقاق الدستوري المقبل، والمتمثل بالانتخابات النِيابية التي ستجرى العام المقبل للمرة الأولى على أساس مخرجات قانوني الانتخاب والأحزاب الجديدين والتعديلات الدستورية التي تمت عليهم.
وجوه جديدة تحمل طابع التكنوقراط لا شك أنه سيمثل فهما أقرب لطبيعة العمل والمهام المطلوبة منهم ومعرفة المشاكل والتحديات وطرق تطوير حلول لها، كما انها فرصة لوصول أصحاب القدرات والكفاءات وذوي الهمم لمواقع اتخاذ القرار المبني على المعلومات الصحيحة والحديثة والبعيدة عن الذاتية وتحفيزهم لتحقيق اهدافهم التي وجدوا من أجلها.
ويدرك الرئيس الخصاونة جيدا ان حكومة تقنية تركز على المعرفة العلمية والفنية في ادارة شؤون الدولة، بعيدا عن الاستعراض والحسابات الضيقة، مهمة لنجاح عمل الحكومة وتحقيق الاهداف المطلوبة منها.
كما أن تجارب حكومات التكنوقراط في ادارة العمل الحكومي تثبت فاعليتها في حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والادارية، وهناك تجارب لدول كبرى لجأت لمثل هذا النوع من الحكومات في إيجاد حلول لمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية، وتقدير مدى فاعليتها في الخروج من الأزمات بالرغم من معارضة بعض التيارات والتوجهات السياسية لمثل هذا النوع من الحكومات.
ويعتبر اختيار رئيس الحكومة وحرصه على وجود فريق من الوزراء التكنوقراط حصيفاً، في هذا التعديل وخاصة وان الأردن بحاجة لمثل هذا النوع من الاشخاص للنهوض من ازماته ومشاكله التي يمر بها لاسيما ان تجارب كثير لنا في الاردن مع وزراء تكنوقراط سابقين اثبتوا فيها نجاحا منقطع النظير في تنفيذ مهامهم بمهنية وقدرة عالية على العطاء والانجاز.الراي
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.