المحامي موسى سمحان الشيخ
هذا الصباح 22/1/2016 تاريخ كتابة هذا المقال وفوق كل الهموم العربية والفلسطينية المتراكمة والمتناسلة شدني مقال اولاد علي في الغد للكاتب احمد جميل عزم، شدني ورحل بي الى ازمان واماكن تعمق الثقة بالنصر وتعبد درب الاستشهاد فمن علي ابي طوق بطل كتيبة الجرمق ومخيمات وثانويات لبنان الى ابطال الانتفاضة الثالثة التي تتراوح اعمارهم ما بين 18 - 22 وفق كل التقديرات، هؤلاء الافذاذ، الرجال الشجعان وعلى مدى اربعة شهور دفعوا خلالها قرابة 150 شهيد وقتلوا 27 مستوطنا وجنديا عبري هؤلاء وهؤلاء وحدهم خسرا بورصة العدو 2,8 مليار دولار، واجبروا السياحة في دولة العدو للتراجع بنسبة 50% واجبرت عمليات الطعن البطولية السياح الاجانب عن العزوف السياحي بنسبة 17% حسب الاحصائيات المركزية الاسرائيلية ذاتها. هذا الاثر الفادح والخطير الذي صنعته وتصنعه انتفاضة شباب فلسطين واطفالها يتعاظم يوما بعد يوم، وسيجبر الاحتلال عاجلا ام اجلا على دفع الثمن سواء في المغتصبات او داخل المسمى الخط الاخضر ذاته، العدو الصهيوني بوجود الانتفاضة في مأزق حقيقي فعلي ف 442 ميل من الجدار العنصري والآف الطرق الالتفافية ومئات الحواجز لم تمنع شباب الانتفاضة من ضرب العدو وتحت الحزام داخل المغتصبات وفي صميمها وداخل تل الربيع - تل ابيب - يترافق فعل الانتفاضة مع افلاس حل الدولتين، ودفنه ونعيه من قبل نتنياهو وعرابي التسوية الفلسطينية والعرب، ففي اخر احصائيات المركز الفلسطيني للبحوث نرى ان ثلثي الفلسطينيين يجدون اليوم ان حل الدولتين غير قابل للتطبيق التسوية في مأزق جد عميق، ومقولة الدولة الواحدة التي بدأت تحلق من جديد لن تجد من يؤيدها بالتأكيد، ارأيتم اين يكمن الحل؟ كل المؤشرات حتى هذه اللحظة تؤكد ان الانتفاضة ما زالت عصية على التوظيف الفصائلي باعتبارها تكتيكا ليس الا، هي ليست في جيب احد وتعمل لحسابها فقط وليس لحساب شيخوخة القيادة الفلسطينية الرسمية التي لم يعد لديها ما تقدمه، ما من احد يقول ان انتفاضة الشباب اتت أكلها تماما، ولكنها واعدة بما فيه الكفاية، شعب فلسطين ولاد، وظروفه تجعله تخيل هذا الموقع.