الشاهد-فوزي حسونة
شهد سوق الإنتقالات الشتوية للاعبي كرة القدم في الأردن، ركوداً واضحاً، فعلى امتداد الأيام الماضية لم يشهد سوق الإنتقالات تحركاً مؤثراً وإبرام صفقات "عليها العين"، بالرغم من أن كثيراً من الفرق لم تقدم المستوى المأمول والنتائج المتوقعة، وبخاصة في بطولة دوري المحترفين، فخلنا بأنها ستسارع لتعزيز صفوفها منذ فتح باب الإنتقالات.
وتبقى "48" ساعة ، وبعدها سيغلق باب الإنتقالات الشتوية وفقاً للمدة الزمنية التي حددها الإتحاد الأردني، مما سيدفع الكثيرمن الفرق إلى مسابقة الزمنـ والتعاقد مع لاعبين ترى بأنهم سيساهمون في تعزز من قدرات الفرق الأردنية، وبالتالي يرتفع منسوب الإثارة والتنافس لتحقيق ما يلفها من تطلعات وطموحات.
التوقعات كانت تشير بأن سوق الإنتقالات سيشهد تحركاً واسعاً وبخاصة أن بطولة دوري المحترفين شهدت تراجع العديد من الفرق على صعيد الأداء والنتائج، فضلاً عن أن فرصة المنافسة على اللقب تبدو متوفرة أمام أكثر من فريق في ظل التقارب النقطي بين أصحاب مراكز المقدمة، لذلك جاء التوقع بأن سوق الإنتقالات سيشهد تحركاً وتنافساً شديداً بين الفرق.
ولم يتوقف الأمر على ضعف تحرك الأندية في تعزيز صفوفها، لا بل أن سوق الإنتقالات شهد افتقاد فريق الفيصلي لهداف دوري المحترفين السنغالي ديالو الذي انتقل إلى صفوف الإمارات الإماراتي في صفقة عادت بفوائد مالية على "متصدر الدوري" ولكنها قد تعود بأضرار فنية على الفريق في حال لم يتم التعاقد مع مهاجم على سوية عالية في الساعات المتبقية وإن كان الفيصلي قد تعاقد مع المحترف السوري محمد الرفاعي الذي يعد من أبرز المحترفين الأجانب الدوري الأردني وهو ما يزال يختبر مهاجمين من الكاميرون وليبيريا وقبل ذلك تعاقد مع الحارس تامر صالح.
وينطبق حال الفيصلي، على فريق الأهلي الذي خسر جهود لاعبه السوري محمد الرفاعي إلى جانب افتقاده أيضاص لجهود مدافعه زيد جابر الذي احترف مع معيذر القطري، ليفقد الأهلي لاعبين مهمين، لكنه ما يزال يبحث عن مدافع يسد غياب جابر وتعاقد مع المهاجم ركان الخالدي وقام بفسخ عقد لؤي عمران بعد أيام من التعاقد معه.
وقبل أن تنتهي مرحلة ذهاب دوري المحترفين بأيام قليلة سمعنا "جعجعة" من قبل عدة أندية بأنها ستقوم بالتعاقد مع محترفين على سوية عالية يحققون الإضافة ويساهمون في تعزيز قوة الفرق، لكن حتى اللحظة ومع تبقي ساعات قليلة، لم نرى "طحناً".
ولعل التوقعات ذهبت بأن فريق الوحدات الذي شهدت نتائجه تراجعاً واضحاً في لقاءاته الأخيرة ببطولة الدوري سيكون الأكثر تحركاً لتدعيم صفوفه بلاعبين على سوية عالية وبخاصة أن موعد ظهوره فوق المسرح الآسيوي اقترب.
ولم ينجز الوحدات حتى اللحظة المطلوب منه، فهو تعاقد الأحد مع المدافع البرازيلي هيلدر وافتقد لخدمات محترفه الفلسطيني أشرف نعمان الذي احترف مع هجر السعودي، وهو ما يزال يبحث عن مهاجم يعزز من قدرات الفريق الهجومية، ولا نعرف إن كان سيسعفه الوقت أم لا، وهو الذي أبدى اهتمامه بالتعاقد مع فادي عوض واحسان حداد.
وما يزال الرمثا يسعى إلى حسم صفقات من شأنها تعزيز قدرات الفريق وبخاصة في المناطق الهجومية ، ففي حال أنجزت التعاقد مع مصعب اللحام والليبي محمد قناو وهنالك حديث عن المهاجم حمزة الدردور ، فإن الرمثا سيكون مرشحاً بالظهور بصورة مغايرة بالمرحلة المقبلة علما أنه تعاقد مؤخراً مع التونسي نزار بوقراعة.
وقام نادي الجزيرة بتسريح نحو خمسة لاعبين ، وقام بالتعاقد مع آخرين أبرزهم السوري معتز الصالحاني، في حين اكتفى نادي شباب الأردن بالتعاقد مع المزيد من اللاعبين الشباب الذين يرى فيهم القدرة على تحقيق الإضافة وسد بعض الغيابات.
ولم يشهد نادي الحسين إربد أي تحركات تذكر ، ويبدو أنه يعول على لاعبيه الذين تم التعاقد معهم منذ بداية الموسم الحالي ويجد فيهم القدرة على العودة لأجواء المنافسة في المرحلة المقبلة، وبخاصة أن صفوفه تعج بلاعبين بارزين يتقدمهم الهداف الليبي أكرم الزوي.
وتعاقد نادي الأصالة مع مهاجم سحاب عبد الهادي المحارمة وحارس المرمى عناد الطريفي في الوقت الذي ما يزال فيه البقعة يختبر ثلاثة محترفين من تونس، في حين تعاقد نادي ذات راس مع محترف روماني وكفرسوم مع محترف برازيلي، وقام الصريح بإبرام صفقات مع عدد من اللاعبين المحليين.
وظهر واضحاً بأن الأندية الأردنية تفتقد للإمكانات المالية التي تؤهلها للتعاقد مع لاعبين معروفين عربياً وآسيوياً، حيث خضع الكثير من اللاعبين غير المعروفين للتدريبات مع العديد من الفرق ولكن الغالبية منهم لم يجتازوا الإختبارات الفنية، لتهدر هذه الأندية الوقت على نفسها، فالتعاقد مع لاعب محترف معروف بقدراته أفضل من التعاقد مع ثلاثة محترفين سنتعرف على قدراتهم أثناء المباريات الرسمية.
ومن الملاحظ بأن الأندية الأردنية اتجهت في تعاقداتها القليلة وتجاربها للاعبين على المحترفين من تونس بالدرجة الأولى، وهو ما لم نعهد من قبل حيث كانت هذه الأندية تركز دائما في استقطابتها على اللاعبين الفلسطينين والسوريين وبدرجة أقل على اللاعبين من ليبيا.
تبقى "48" ساعة، وغالبية الأندية لم تعلن إنهاء مسلسل تعاقداتها ، مما يعطي مؤشراً بأن هذه الساعات القليلة المتبقية قد تشهد اشتعالاً في سوق الإنتقالات.