الشاهد -
قال انه ترك الهندسة واتجه للزراعة لحبه العمل الميداني والتخييم
جلالة الملك لبى طلبي وقابل ابنائي رغم انشغاله
أؤمن بالحوار ولست متسلطا وسامحت من شتمني
الحكومة الحالية ايجابياتها اكثر من سلبياتها وانا مع الاستمرارية اكثر من التغيير المستمر
تربيت على كره الواسطة ولست مع الحكومة باثر رجعي
اعشق الاردن ولا استطيع العيش خارجها
الشاهد-ربى العطار
لطالما آمن بروح العمل الجماعي مدركا بانه سر العمل الناجح المتقن البعيد عن الاحقاد والانانية فلم يحاول تهميش من عمل معه مع اعطائهم الفرص المناسبة لابداء آرائهم ومواقفهم تجاه مختلف الامور التي تهم مصلحة العمل فقد اتبع هذا الاسلوب عندما عمل مديرا عاما للجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة وعندما كان وزيرا للبيئة منذ عام 2005 وحتى عام 2009 ومن بعدها وزيرا للطاقة والثروة المعدنية حتى عام 2010 فقد تخلل عمله في هذه المناصب العديد من الانجازات وترك بصمات مهمة في مجال البيئة والطاقة انه العين م.خالد الايراني الذي اجرت معه الشاهد المقابلة التالية للتعرف على عدة امور مهمة في مجال عمله وحياته الاجتماعية، وفيما يلي نص المقابلة.
* حدثنا في البداية عن نشأتك ودراستك والمناصب التي حصلت عليها؟
- ولدت في عمان بتاريخ 21/8/1964 اسكن في منطقة اللويبدة منذ ان كنت طفلا ولغاية الان ودرست في مدرسة التراسنطة من مرحلة الابتدائي الى مرحلة التوجيهي وحصلت في الثانوية العامة على معدل عالي 94% اهلني لان ادخل الهندسة في الجامعة الاردنية ورغم اني كنت متفوقا في المواد العلمية الا اني لم اكن اجيد الرسم لذلك اقتنعت اني لن اكون مهندسا ناجحا ولاني احب العمل الميداني قررت قرارا حازما بحياتي وغير هذا القرار مسار حياتي فقراري كان بان اتخصص بالزراعة وبالفعل حولت تخصصي ودرست زراعة فرع تربة وري، هذا التخصص يدخل ضمن نطاق الهندسة الزراعية، وهذه الدراسة اهلتني لزيارة كافة المناطق الاردنية فحصلت على بكالوريوس زراعة عام 1986 وفي عام 1989 حصلت على ماجستير في نفس المجال وقمت بعمل مسوحات تربة وفي كل مناطق المملكة وكنا نخيم في مختلف المناطق وهذا الامر دفعني ان احب الاردن واعشقها اكثر ومن خلال دراستي تعرفت على الجمعية الملكية لحماية الطبيعة واعتبر هذه الجمعية نقطة مهمة في حياتي فعملت فيها بعد ترشيح استاذي لي فكنت الاول على القسم، فعملت فيها في البداية كباحث ثم مساعد مدير محميات ثم مدير محميات ثم مدير مديرية حماية الطبيعة ثم مديرا عاما وكان عمري حينها 32 سنة، ونتيجة جهودي وعملي في هذه الجمعية عينت في حكومة عدنان بدران وزيرا للبيئة وبعدها في حكومة معروف البخيت ومن بعدها حكومة نادر الذهبي واذكر اني عندما دخلت وزارة البيئة في عام 2005 وضعت شعار عمل الوزارة نحو بنزين خال من الرصاص في عام 2008 وبالفعل وصلنا الى هدفنا هذا في عام 2008 وهذا بفضل عملي ضمن فريق آمنت به ودعمتهم بقراراتهم وبرامجهم وبعدها عينت وزيرا للطاقة لمدة عام في حكومة سمير الرفاعي وقمنا بعمل قانون الطاقة المتجددة واتخذت قرارا بعدم اعطاء الاحتكار لمصفاة البترول وقمت بعمل سياسة كاملة للطاقة المتجددة وهي المتبعة الآن، وبعد حكومة سمير الرفاعي الاولى في عام 2010 اعتزلت العمل الحكومي وقررت التفرغ للعمل بالقطاع الخاص فانشأت شركة مختصة بالبيئة والمعنية بالحلول النظيفة وتقوم بعمل طاقة متجددة من الرياح والشمس في الاردن وتركيا ومصر وقد مضى على تأسيس هذه الشركة خمس سنوات كما اعمل رئيسا لمجلس ادارة الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة وهو موقع تطوعي لكني اتابعهم وادعمهم فأنا مدين لهذه الجمعية، كما اني الآن عضو في مجلس الاعيان.
* وماذا عن عائلتك؟
- والدي رحمه الله كان يعمل بالحكومة وكان مدير صحة بنابلس وعمان فقد كان طبيبا وسياسيا وتفرغ بعد ذلك للزراعة فورثت منه حب الزراعة، وربانا والدي ان نكره الواسطة ولا نتعامل بها وتربينا ان نؤمن بالعلم والثقافة وعلمنا ايضا حب الناس والاخلاق الحميدة والصدق في التعامل، واذكر اني طلبت منه دراجة هوائية فقال لي اعمل وادفع نصف سعرها وسأدفع لك النصف الاخر. وانا بدوري اعلم ما تعلمته من ابي لاولادي فعندي ولدين مناف عمره 22 سنة يدرس صناعة افلام وهاشم عمره 15 سنة هو الان بالصف العاشر.
* قرار اتخذته وندمت عليه؟
- اي قرار عندما اتخذه اكون مقتنعا به وانا لست مع الحكمة باثر رجعي لانها تؤذي ولا احد يعرف الغيب فهناك معطيات على ضوئها يتخذ القرار، انا لا اندم على اي قرار اتخذته لاني تعلمت منه وليست كل قراراتي صحيحة.
* متسرع باتخاذ القرار؟
- احيانا اتسرع وهذا خطأي، لكني اؤمن بالحوار واذا خالفني احدهم لا اغضب اناقشه حتى اقنعه او يقنعني، فعندما كنت وزيرا لم يحدث خلاف بيني وبين الامين العام فكنت اؤمن بالحوار ولا اعتبر نفسي شخصا متسلطا.
* هل تسامح وتنسى الاساءة بسهولة؟
- لست عصبيا واسامح بسهولة وهناك بعض الاشخاص اخطأوا بحقي وشتموني وانا في الوزارة لاني اختلفت معهم بقضية وطنية وذلك من خلال كتاب وطلب مني بعض الاشخاص رفع دعوة قضائية عليهم لكني لم افعل.
* من يزعجك بهاتفه؟
- من يتصل بي ويصر على الاتصال ويلح في ذلك.
* اجمل هدية حصلت عليها؟
- اهداني ابنائى بعيد ميلادي هدية رمزية وهي عبارة عن يد كبيرة تمسك يد صغيرة فقد عبروا لي من خلالي بأني سند وراعي لهم كما اني حصلت على هدية معنوية من جلالة سيدنا فقد طلب ابني الصغير ان يراه وطلبت من سيدنا عندما كنت اجلس معه وانا وزير ان يلتقي بابني لحبه الشديد له وبالفعل بعد اسبوعين التقى بابنائي وجلس معهم 45 دقيقة رغم انشغاله وتراكم مسؤولياته.
* هواياتك؟
- كنت احب التخييم والمشي بين الجبال والغطس فغطست من شمال البحر الاحمر الى حدود السودان كما اني احب رياضة التنس.
* هل هناك فرق رياضية تشجعها؟
- احب الفيصلي والوحدات واحب بكرة السلة فريق ارامكس فهو من اوائل الفرق التي تبناها قطاعا خاصا، كما احب فريق بايرن ميونخ وبرشلونة.
* لو كان معك باقة ورد لمن تهديها؟
- لابي وامي رحمهم الله ولاولادي، اطال الله عمرهم ولاصدقائي فانا محظوظ باصدقائي.
* كلمة توجهها لاعدائك وكلمة لاصدقائك؟
- اصدقائي اقول لهم الله يديم المحبة فيما بيننا وان لا تكون بيننا ضغينة، ولاعدائي اقول مكسبنا حكم الله وفي النهاية لا يصح الا الصحيح.
* هل سبق لك ان انضممت لحزب معين؟
- احب الانضمام لحزب معين لاني اؤمن ان العمل السياسي لا بد ان يكون ضمن مجموعة وليس فرديا ولكن للاسف لا زال العمل السياسي الحزبي في الاردن غير ناضج، هناك محاولات جيدة وهناك بعض الافكار مقتنع بها لكن لم ار الى الان حزبا قويا او تجمع قوي، ولا امانع ان انضم لحزب يوائم افكاري لديه برنامج بيئي اقتصادي، لكن للاسف نحن في العالم العربي لدينا مشكلة بالاستمرارية والعمل المؤسسي يعتمد على الافراد وهذا لا افضله فيجب ان يكون هناك برنامج واضح وادوار واضحة اذا ذهب شخص يكون هناك من يحل محله فيجب ان تكون هناك استراتيجية واضحة وخطط تراجع بشكل دوري.
* لو تعطل شيء بالمنزل هل من الممكن ان تقوم باعمال الصيانة؟
- اعتبر نفسي اسوأ شخص يقوم بالاعمال اليدوية لذلك تركت الهندسة فانا ادركت اني اذا حاولت سأخرب اكثر مما اصلح.
* اجمل بلد زرتها؟
- اعجبت بكل من كينيا واوغندا في افريقيا فاقمت هناك شهرا ونحن ندرس المحميات الطبيعية ورأيت منبع النيل وبحيرات لونها وردي في غاية الجمال، الا اني اعشق الاردن ولا افضل العيش الا بها واذا خرجت منها اعتبر كالسمكة التي تخرج من الماء.
* رأيك بالحكومة الحالية؟
- رغم كل ما يحدث حولنا الا اني اعتقد ان جوانبها الايجابية اكثر من السلبية، وانا مع الاستمرارية اكثر من التغيير المستمر، فقد عملت مع اربع حكومات ورأيت ما يقارب 150 وزيرا بين التعديلات والتغييرات الحكومية فاعتقد ان هذا الموضوع مؤذي فخلال سنتين تم تعيين خمسة وزراء بيئة، والحكومات بشكل عام لم يكن لديها برنامج واضح، وانا افضل ان يكون التنفيذ مبني على التخطيط.
* طموحاتك وامنياتك؟
- اتمنى ان اطور شركتي لتكون شركة اردنية عالمية بالطاقة المتجددة حتى تفخر بنا الاردن وامنياتي على مستوى الوطن ان يحمي الله وطننا وان يديم الله نعمة الامن والامان علينا فلم نقدر هذه النعمة الا عندما رأينا ما حدث لغيرنا.
* لمن توجه رسالتك عبر الشاهد؟
- رسالتي للشعب الاردني فنحن للاسف لا توجد لدينا ثقافة بيئية الا عند القليل منا فللاسف مناطق التنزه والمناطق الطبيعية فيها الكثير من النفايات وهناك الكثير من الاشخاص يرمون القمامة في الشوارع ويتساءلون بعد ذلك لماذا المصارف في الشوارع تغلق فلولا عمال الوطن وعملهم الدؤوب لكان الوضع اكثر سوءا، فالشعب بحاجة لثقافة بيئية اكبر. ورسالتي الاخرى للشعب الاردني هي باكثار القراءة، فقد لاحظت ان الشعب لا يقرأ من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فاجدهم يتداولون المعلوات دون النظر للمصدر واحيانا تكون اخبارا عارية عن الصحة ولا يبحثون عن المعلومات الصحيحة.