حمد الحجاوي
نلاحظ بل نلمس اضافة الى السمع او المشاهدة او القراءة عبر وسائل الاعلام جميعها ما جرى وما يجري في الاقطار العربية الشقيقة او بعض الدول الصديقة وغير الصديقة من قلة الراحة والبال وتعسير امور الحياة على مواطني تلك الاقطار الذين تتميز بلادهم بثرواتها التي تزيد عن حاجتهم، ونحن في بلدنا نعيش بالكاد لستر حالنا واحوالنا من عرق جبيننا، فمنا من يعمل داخل الوطن ومنا من يعمل خارج الوطن والغربة صعبة، لذلك يدفع ثمنها وهو لا يشعر في الحال حتى لو كانت غربته في ارقى البلاد واغناها لان ثرواتها ليست له في النهاية، سواء ثمن كده وتعبه والى اخره والمجرب الذي يقدر ذلك تماما، فمثله مثل الذي يضرب بعصا والاخر يعد له، فتلك كامي التي لبت نداء ربها والف رحمة لها ولوالدي كانا يقولان لي وانا طفل صغير، اقنع بما تيسر يا ولدي واحفظ هذه الحكمة بل وعلمها لاولادك اذا كان لك في العمر بقية لان تتزوج ويرزقك الله بهم، وهي »حيلك وعينك وسقيفتك وقرشينك« رحمهما الله ورحم اجدادنا جميعا بواسع رحمته، نشاهد بكل وضوح ما حل ويحل في الاقطار العربية الشقيقة، فلن اجد قطرا واحدا اموره اتجهت نحو تصويب امور شعبه بل ازدادت سوءا عما كانت عليه لان المخطط الارهابي ليس على الرئيس بقدر ما هو تدمير لممتلكات قطره، حتى ان تحل على شعبه الحياة الضنكة مقابل سلب خيراته ومقدراته في وضح النهار لان من جاء فرح بكرسي العرش ولا يملك سوى ان ينفذ ما يخطط له من قبلهم وبدون رحمة، فلا نبالغ لاننا نلمس ونشاهد ونقرأ حقائقا، فها هم قوى البغي والطغيان في الكيان تقصف وتقتل وتدمر اينما يحلو لهم في ما يسمي بقطاع غزة والضفة الغربية دون ادنى ردة فعل سوى الاستنكار والشجب، وها هو الحال في جميع الاقطار العربية نفس المنهاج الا انه يختلف بالاسلوب حيث ان الشعب يقتل نفسه بنفسه ويدمر ممتلكات بلده دون ادنى احساس ببعضهم، فلماذا لا نعتبر والله قال في محكم كتابه العزيز »واعتبروا يا اولي الالباب« قامت ما تسمى نفسها بالمعارضة برسم خطوطها العريضة يوم الجمعة الموافق 5 تشرين الاول 2012م، وهددت بمسيرات لا معنى لها واضعة في سريرة نفسها خراب البلد واهله لو نجح مخططهم لا سمح الله، فكان هنالك لهم من في المرصاد بذكاء فطن، فحماهم بما لا يقل عن 1500 رجل امن حتى لا يحصل اصطدام بينهم وبين المؤيدين، فلم يفلحوا فحولوا مسيراتهم الى خطابات لا تسمن ولا تغني من جوع، وها هو سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حل البرلمان وقبل استقالة رئيس الوزراء د.فايز الطراونة وامر د.عبدالله النسور حاجب الثقة عندما كان نائبا وشكل وزارته من واحد وعشرين وزيرا بينهم خمسة وزراء جدد فقط والامور تسير بما كانت عليه حيث ان مقدرات اردننا المتواضعة لا تسمح لشعبه باكثر من ذلك، وكلنا على بينة بأن جلالة الملك حياته في الجو وخارج البلاد اكثر من حياته في الاردن ليس تواقا لهذا التعب والمشقة ولكن جلالته يبحث دائما عن تأمين لقمة العيش الشريفة لشعبه الذي احبه، من هنا اقول اتركونا في حالنا ونحن بألف خير والله من وراء القصد.