نبيل شقير
جنحت بالفترة الاخيرة الحركة الاسلامية نحو التشدد في معارضتها لقانون الانتخابات النيابية بعدما اتخذت قرارا نهائيا بعدم المشاركة رغم محاولات رئيس الحكومة السابق او الجديد الحالي. ان كل هذا التشدد لم يعط نتيجة ايجابية واحدة ولا حتى بكل المسيرات الخاصة بها، مع ان صدر الحكومة الجديدة كان واسعا وفتح معهم حوارا وبعض العروض ومع ذلك خرجت الحكومة بدون نتيجة سوى مناكفة الحركة لها مع ان رئيسها شكل بعض الارتياح بالشارع الاردني مما حدا بالحراكات المتعددة والقومية واليسارية بالاعلان عن وقف المسيرات لها لنهاية عيد الاضحى ولان رئيس الحكومة الحالية كان معروفا بمعارضته لقانون الانتخاب وكذلك معارضته لقانون المطبوعات والنشر وذلك اثناء وجوده بمجلسالنواب ولكن وبعد لقائه بالحركة وقبل الاعلان عن تشكيل الحكومة صرح بانه لا يوجد سوى هذا القانون! وكذلك اتى بوزير معروف عنه بانه السبب بكل الاشكالات التي احاطت بقانون المطبوعات ويعرف حق المعرفة نتائج هذا الموقف من يوم ان كان صحفيا وله مقالات يومية بالصحف ويعرف ابعاد ونتائج هذا القانون، وكذلك الحركة الاسلامية فهم الذين عاشوا وتربوا باحضان الدولة وكانت مانحة لهم كل اشكال الحرية بالعمل والحصول على الاموال من عدة جهات ونواحي لا تعد ولا تحصى، فهناك سؤال يطرح نفسه الا تجري الانتخابات بدونهم؟ ونحن نقول نعم تجري سواء بمشاركتهم بها او عدمها، لكن السؤال المهم، هل امريكا تستغني عنهم ام تريدهم ليصلوا الى الحكم ويصبحوا حكاما للمنطقة العربية، ومن اجل ذلك اضطر الاردن ان يعاملهم باسلوب مختلف لان الاردن له خصوصية سواء بالنظام او بالشعب الذي لا يتقبلهم حكاما او اصحاب سلطة وان الاردن شأنه غير باقي الدول التي وصلوا للحكم بها؟ مع المطلوب من الاردن بأن يكون بتصريحات حكومته شفافا بالنسبة لعلاقته معهم والاعلان عنها بكل صراحة وان لا تمارس الحكومة سياسة المداهنة والمسايرة غير المجدية وبالمناسبة فان تصريحات الوزير الناطق باسم الحكومة عن تواجد للقوات الامريكية وغيرها من الدول على الحدود الاردنية السورية وماذا تعمل هناك لانه بالنسبة للمناورات المشتركة فانها قد انتهت منذ مدة طويلة وقد كان متفقا عليها قبل الازمة السورية، اما الان فتبريرات الوزير لهذا التواجد فهي غير مقنعة لاحد وخاصة ان تلك المبررات متناقضة وغير مقنعة خاصة ان الذي يشاهد تلك القوات على الحدود فانه يصاب بالتخوف ويبقى حذرا من ان تقوم هذه القوات باي عمل ضد الشقيقة سوريا ويكون من الاراضي الاردنية ولأننا لا نريد اعادة التجربة التي حصلت بالعراق اثناء حرب الخليج باشراك الدول العربية بالحرب الامريكية على العراق ويجب ونتمنى على الاردن ان لا يزج نفسه مع هذه القوات التي لا تنوي سوى الشر لسوريا حتى لو حاولوا اغراءه بقبض الثمن نتيجة موافقته او مواقفه فيما بعد سيدفعها من كرامته وكرامة شعبه.