الشاهد -
جهاد عائلتها تعاني من المرض وكمايل تعيش في خيمة دون مأوى
الشاهد-خالد خشرم
كثيرة هي المآسي والهموم والنكبات التي تعيشها بعض الاسر المستورة من فقر وبطالة ومرض والقائمة تطول ولكن المؤلم والمحزن انه اذا فقدت وانعدمت الاساسيات النخوة ونصرة الملهوف والمستغيث والفقير والمريض فعلى الدنيا السلام. الشاهد طرقت ابوابا لعائلات مستورة وهذه العائلات تعاني المرض والعوز قصصهم تحرك الحجر قبل البشر لنضعها على طاولة المسؤولين والمعنيين في وزارة التنمية الاجتماعية. الحالة الاولى
الحاجة جهاد محمود احمد عمرها سبعون عاما تعاني من السرطان وزوجها ايضا من نفس المرض وابنتها بحاجة الى عضلة في القدم وهذه عملية مكلفة ولديها ايضا بنت متخلفة عقليا والجميع لا يعمل والاسرة بحاجة الى دخل مالي. الحاجة جهاد قالت للشاهد ان جميع افراد الاسرة يعانون من عجز كامل (100%) ولديهم تقارير بذلك وقاموا بحسب هذه التقارير بمراجعة فرع صندوق المعونة والتنمية الاجتماعية جنوب عمان منذ اكثر من ثمانية اشهر ولكنهم لغايةالان ينتظرون الرد وبرغم محاولاتهم المكررة لمراجعة الصندوق الا انهم ما زالوا ينتظرون والمسؤولون هناك لا يحركون ساكنا ونحن لا نملك حتى اجور المواصلات لنذهب لمراجعتهم وفي النهاية فقدنا الامل واملنا بالله ان تتحسن احوالنا ونجد من يساعدنا حتى اننا لا نملك ان ندفع اجور المنزل الذي نسكنه والتي تراكمت منذ سنوات وصاحب البيت يعرف حالنا واوضاعنا وهو لا يطالبنا في الوقت الحاضر بسبب ظروفنا القاسية. اما عن وضعهم الصحي وعند مراجعة اي مستشفى تقول الحاجة جهاد اننا نضطر احيانا ان نذهب مشيا على اقدامنا بسبب الوضع المالي الذي اصابنا بسبب مرض زوجي الذي كان يملك محلات في وسط البلد وخسرت تجارته بسبب معالجة بناته وابنه والتي كلفت مبالغ طائلة حتى اصبح وضعنا تحت الصفر واولادي يرقدون على سرير الشفاء بسبب شدة المرض وهم غالبا ما يمكثون اياما في المستشفى ويخرجون لكن علاجهم مكلف وحالتهم الصحية سيئة والمادية اسوأ حتى انهم كما تقول الحاجة جهاد لا يملكون قوت يومهم ويساعدهم اصحاب القلوب الرحيمة والمواطنين حتى ان صاحب المخبز المجاور لهم يرسل الخبز لهم مجانا لانه مطلع على وضعهم المادي وهي تأمل مساعدة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية للحصول على معونة دائمة تقيم شر العوز والمرض.
الحالة الثانية
كمايل سيدة عزباء عمرها ثمانية وثلاثون عاما لا معيل لها وتعيش في خيمة ليس لها منزل او مأوى سواها. كمايل قالت للشاهد والدموع بعنيها ان لها اخوة لكنهم لا يتعرفون عليها وهي تعيش في هذه الخيمة منذ اكثر من عشرين عاما بين جيرانها الذين يعيشون في خيم مثلها لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء. تقول كمايل انها دائما تبحث عن الحطب والخشب من اجل اشعال النار داخل الخيمة لكي تدفأ نفسها من البرد القارص هذا بالاضافة الى عدم وجود انارة المقتصرة فقط على ضوء المصباح الذي نحتمي به من هجوم الوحوش والكلاب الضالة التي تعيش في الخلا علينا. تقول كمايل انها ذهبت الى صندوق المعونة من اجل الحصول على معونة كونها انسانة تعيش لوحدها ولكنهم قالوا لي انك لا تستحقين المعونة دون ابداء الاسباب وهم حتى لم يطلعوا على ظروفي المعيشية وكيف اعيش انا وجيراني في هذه الخيم في منطقة سحاب، وتتساءل كمايل من هو الذي يستحق المعونة بنظر الصندوق اذا كنا نحن بهذه الظروف القاسية لا نستحقها وهل يتطلب منا ان نملك واسطات ومعارف واصدقاء للحصول على معونة وطنية يتقاضاها اناس لا يستحقونها.