موفق، هذه باختصار نتيجة اللقاء الحواري الذي جمع رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة مع مجموعة من الشباب الأردني في الجامعة الأردنية.
اللقاء الذي حدد الكثير من ملامح المرحلة المقبلة سياسياً واقتصادياً في الأردن وأنهى فيها جدلاً واسعاً حول كثير القضايا التي انهمك المجتمع الأردني تنبؤاً لها، لذا فقد كان اللقاء ناجحاً وموفقاً مضموناً وشكلاً ومكاناً.
أما عن اختيار المكان، فيبدو أنه اختير بعناية ليكون فاتحة مشوار من اللقاءات التي يستمع من خلالها رئيس الوزراء لهموم الشباب الأردني، وهي تنفيذ صريح لتوجيهات جلالة الملك، فالجامعة الأردنية الصرح التعليمي الكبير أم الجامعات وأعرقها، كان البعض يهمز نحوها بما يتعلق بعلاقتها مع الحكومة تزامناً مع الاستطلاع الذي نشرت نتائجه قبل أسابيع وتحدث بأرقام تداولها الجميع أشارت إلى تراجع شعبية الحكومة، فكان الرد البداية من حيث النهاية لإعادة الثقة وتقليل الفجوة بين الرئيس وحكومته والشارع.
ربما لاحظ البعض من خلال البث المباشر الأريحية التي ظهر عليها الرئيس في جلسته، وطريقة كلامه والخطاب الذي وجهه، وأيضاً في جلسة الوزراء بين الطلاب دون فصل في الأماكن وبعيداً عن البروتوكلات الرسمية، وهو ما يشير بوضوح إلى أن الحكومة استوعبت الرسالة الملكية بضرورة الوصول للشباب والمواطن الأردني، حتى وإن كانت خطوة أولية ورمزية.
في المضمون، كان الرئيس واضحاً بشأن الكثير من الملفات، فرد في البداية على منطقية توفير مليون وظيفة في 10 سنوات، وهو ما يكشف بأن هنالك آمال إقتصادية كبيرة مبنية على تشجيع الاستثمار وتحريك السوق في المستقبل القريب.
وكان من المهم التأكيد على ضمانات حرية العمل الحزبي الذي عاد الخصاونة اليوم ليشير لها بوضوح تشجيعاً للشباب من أجل الانخراط بالأحزاب، وهو ما يؤكد أن الحكومة التقطت الاشارات التي كشفت عنها الأرقام في استطلاع الجامعة الأردنية، وقدم أمام الشباب مضامين الدخول في المعترك الحزبي وهذا مهم، تزامناً مع التأكيد أن الانتخابات ستكون في موعدها الدستوري أي العام المقبل، وهذا ينهي الحديث عن انتخابات مبكرة وحكومة جديدة.
ولم يكتفي الخصاونة بالإشارة إلى موعد الانتخابات المقبلة أو رحيل الحكومة بل نفى أيضاً وجود أي نية لتعديل جديد، ومن شأنه أن يعطي استقراراً أكثر سياسياً واجتماعياً في المرحلة المقبلة.
باختصار نجح الرئيس في اختبار الشباب اليوم، وكان موفقاً في 3 عناصر هامة هي المكان والمضمون والزمان .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.