بقلم الدكتور نضال العزب
البطل البطل الصامد يستشهد اي الاوسمة، اي التعملق، والتصاعد والشروق، قبل الموت وبعد الشهادة. نعم عميد الاسرى في سجون الاحتلال البغيض امضاها شعلة متوهجة، التحق بالثورة الفلسطينية كما التحق كل الشرفاء، الذين لم يعرفوا متجها سوى متجه واحد الوطن والانسان، فلسطين في الامام وفلسطين فوق وفلسطين الحلم والانتماء، ما يقال في سمير القنطار الا ما يقال في الورد والفل، ما يقال في النورس الراحل نحو الارض العربية، سمير لم يقل انا درزي، ولا تمذهب سوى للوطن، وما التحف غير سماء الوطن، وما تحرر من سجنه الا بدم الشهداء، ومن قرر تحريره هو من قدم ولده على مذبح الحب، حب الوطن والانسان، ولذا فما يقال في سمير يقال في السماء ويقال في الغيم العالي، وفي البياض، ثلاثون عاما، ما كل ولا مل ولا لان الفولاذي المتأبط الوطن، والصارخ في عتمة السجن، انا العربي. لم يأت سمير من حي فاره ولا من فيلا، ولا اكل بملاعق الذهب لكنه كان الفولاذ والقوة والنضال، ثلاثون عاما من الدروس والتطور ومرافقة الاسرى، تعلم فيهن الصلابة والقوة والمعرفة والروح الرفاقية ومن هذه الاصالة الروحية ومن العمق الوطني، ومن ادراكه للبسالة والقوة لا يحتاج سمير البطل لمن يدله قد يكون سمير غير محظوظ اذ لم يخرج لواقع عربي كان يحلم به، لم يخرج لوطن جميل لكل ابنا ئه، بغض النظر عن مذاهبهم ومشاربهم، لم يخرج للمحبة والحوار، بل للتناحر المذهبي ولتضييع الاوطان! لكنه كما كل الشرفاء وفي منتم صادق لا يضيع بوصلته.