د.نضال العزب
لأن الناس لم يطلبوا من هذا المتصابي شيئا، لم يطلبوا منه سوى ان يكون انسانا وفيا للمبادىء الاخلاقية، لم يطلبوا منه الا ان لا يؤذي ابصارهم وان لا يؤذي عيونهم، ولا يؤذي ذاكرتهم الوطنية ان يتذكر الجياع ومن انهمر عليهم الفسفور الابيض في بغداد وغزة بالامس. ان يتذكر مصانع السلاح والتدمير، لم يطلبوا منه الا ان يحترم الحياء العام، لا بل ان يحترم بيته واسرته وجيرانه فلا يظهر السوء جهارا نهارا، وما فيه خدش للحياء والعرف. اما ترشيحه والاتيان به وبمن على شاكلته فقصة بسيطة فيها خداع للناس البسطاء وفيها ضرب لمنافسته تحت عناوين وتخويف كبير. فحين ترشح لمقعده اوهموا الناس انه ممثل للطيف الواسع فتدافع الناس البسطاء للتصويت له، فخدعوا به كما خدعوا بكثير ممن هم على شاكلته يشربون الخمر جهارا نهارا ولا يستترون، او بالاحرى هم لا يحبون الا الفضائح. محاولة للخداع كما في كل المرات ينتخب هذا ومن مثله !! بآلية بسيطة وهي ذر الرماد في العيون، فتتشكل حالة من الاستياء العامة وحالة من عدم الثقة، لا بل رفض لا يحتاج لبينة ولا دليل ولا احصاءات، والغريب ان تمر هذه الاحداث في المنازل، الغريب نسيان الذاكرة، والذاكرة الوطنية جزء - الثوب الوطني - الذي هو رمز لا يجوز لاحد ان يتبرع به ويتجاوز رمزيته العالقة في الاذهان!! والاغرب ان لا نستحي - الاغرب ان نستمر وبدلا من الاعتذار والاستتار نعمل على انكشاف المستور وما يجب ستره ونستمر باصدار البيانات والمراسلات بدعوى اننا نملك السر فلا سر ولا بطيخ طفولية سياسية ورخص.